صيام الأطفال في رمضان.. حكمه وضوابطه
بعض الفقهاء تحدثوا عن حكم صيام الأطفال لشهر رمضان، وربطوا الصيام بالصلاة، فإذا كان بداية التعود على الصلاة من سن العاشرة فإن الصيام قد يكون بدايته مرتبطاً بسن العاشرة، ولا يجوز اعتياد الأطفال ما دون العاشرة على الصيام إلا إذا كان الطفل مؤهلاً من الناحية التربوية والشرعية والنفسية والصحية لذلك .
وفي المقابل، لا يجوز إكراه الأطفال على الصيام، وذلك لأنه غير سليم من الناحية الشرعية، كما أن الأطفال غير مكلفين بصيام رمضان أو حتى الصلاة إلا في سن البلوغ، لقوله عليه الصلاة والسلام : (رفع القلم عن ثلاثة: النائم حتى يستيقظ والصغير حتى يكبر والمجنون حتى يفيق)، فيجب الرفق والتلطف بهم من أجل الاعتياد على الصلاة والصيام وبقية تعاليم الإسلام .
هناك جانب فقهي آخر يقول بأن الأطفال يؤمرون بالصيام إذا أطاقوه، فيمكن للطفل أن يصوم في حالة إذا كان مؤهلاً نفسياً وجسدياً طواعية دون إكراه، فهناك الكثير من الأسر يساعدون أطفالهم من خلال التوعية الدينية والتربية السليمة وترغيب الأطفال في الصيام بالعديد من الأمور، وجعل الأطفال يصومون حسب مقدرتهم عدد من الساعات، ومع الوقت ومرور السنين يجد الطفل في نفسه قوة للصيام الكامل وبالتالي الاعتياد على الصيام عندما يكون مكلفاً من الناحية الشرعية.
تعويد الصبيان على الصيام من سنن النبي صلى الله عليه وسلم، ومطالبته بالصوم أمر معهود منذ عهد الصحابة رضي الله عنهم فقد ورد في الحديث عن الربيع بنت معوذ رضي الله عنها قالت: (أرسل الرسول صلى الله عليه وسلم غداة عاشوراء إلى قرى الأنصار من أصبح مفطراً فليتم بقية يومه ومن أصبح صائماً فليصم قالت: فكنا نصومه بعد ونصوم صبياننا ونجعل لهم اللعبة من العهن فإذا بكى أحدهم على الطعام أعطيناه ذلك حتى يكون عند الإفطار) رواه البخاري ومسلم .
ففي هذا الحديث تخبر الصحابية أنهم كانوا يصومون الأطفال في صوم عاشوراء ويشغلونهم عن الطعام باللعب يصنعونها من الصوف فإذا كان الحال كذلك في صوم عاشوراء فمن باب أولى أن يكون في صوم رمضان حتى يتمرَّنوا على الصوم ويكون الأمر سهلاً إذا ما بلغوا .