حي على العمل!!
*بأداء المجلس السيادي القسم مساء أمس، يدخل السودان مرحلة جديدة تتطلب من الجميع خاصة تحالف قوى الحرية والتغييرالتوجه إلى ساحات العمل والإنجاز بغية إدراك الوطن وإيقاف نزيفه الذي ظل مستمراً ليس منذ اندلاع الثورة فحسب بل من لدن خروج المستعمر البريطاني الذي لم يخلف لنا غير وطن مثخن بالجراح الاقتصادية والسياسية.
*نعم، ينبغي الآن لشباب الثورة التوجه فورًا لميادين العمل الوطنية (زراعة وصناعة وتجارة وإدارة) وترك مواكب المطالب التي أعتقد آن أوان هجرها، قد أزف باعتبار أن الثورة الآن أضحت ثورة عمل وإنتاج لنُعلي من شأن (بلدنا).
*الجميع يعلم الواقع الاقتصادي المأزوم الذي تعيشه البلاد والذي كان أحد محركات الشباب لإشعال هذه الثورة، وهذا الواقع الأليم لن يتغير بين ليلة وضحاها يحتاج لعمل شاق ومُضنٍ من الجميع خاصة الشباب.
*المرحلة الآن تتطلب من الجميع أرضاً سلاح وأرضاً تشدد وأرضاً (مصلحة خاصة) من أجل الوطن ولأجل الوطن .
*مطالبون جميعاً بإبعاد مفردة (الاقصاء) قولاً وفعلاً من قاموسنا من أجل وطن معافى من أمراض الماضي الأليم.
*شواهد وصور كثيرة لمظاهر (إقصاء) تبدّت في الآونة الأخيرة جعلت المشفقين على الوطن ومستقبله تفيض قلوبهم حزنًا على ما سيؤول إليه الحال في البلاد.
*في ظل الإقصاء الذي مارسته قوى التغيير في الأشهر الماضية توسعت التيارات المعارضة للاتفاق الثنائي بين العسكري وقوى التغيير .
*كذلك ظهرت العديد من التيارات الأخرى التي طالبت المجلس العسكري بالتراجع عن بنود في اتفاقه مع قوى الحرية والتغيير، التي اعتبرتها إجحافاً في حقها وأن قوى الحرية لا تمثل كل القوى السياسية حتى تفوز بتلك القسمة (الضيظى) كما يعتبرونها.
*نعم، قد يقول قائل بأن الساحة السياسية يعتورها الآن كثير تغيير في جملة مشهدها وإن كثيرًا من بشرياتها قد بدأت تقترب من ملامسة أشواق المواطن السوداني الذي يرنو إلى دولة يحكمها جميع أبنائها نصاً وروحاً.
* دعونا سادتي نذهب مذهب جد ونقولها بتجرد بأن الجميع الآن أمام امتحان (وطني) حقيقي يقتضي تغليب الخيار الوطني على الذاتي.
* المجلس السيادي مطالب ببسط يديه أكثر للجميع وتقديم تنازلات أكثر وتوسيع دائرة الإجماع الوطني والحوار لإثبات حسن نواياه السياسية.
* قوى التغيير والحرية مطالبة الآن بتناسي جراحات الماضي السياسي والأوبة إلى رشد العمل السياسي الذي يجعل من (فن الممكن) بوصلة له.
* أي توافق سياسي ننشده ونحن حتى فيما بيننا (المجلس السيادي) والقوى السياسية الأخرى ونحن بعيدون كل البعد من بعضنا البعض، فشواهد الأحداث تؤكد أننا ومنذ الحادي عشر من ابريل الماضي لم نكن يوماً على قلب واحد من أجل وطن محزون ومبتلى اسمه السودان.
*سادتي … دعونا نتناسى الماضي بكل جراحاته المثخنة ولنفتح صفحة جديدة من أجل الوطن ومن أجل المواطن.
*فالوطن الآن أشد حاجة لاتفاقنا من أجله، والمواطن قد أعياه النضال و(المتاريس) ويتطلع لواقع مستقر في حده الأدنى ليأكل من خشاش الأرض ناهيك عن توفير حياة كريمة له من قبل أطراف ل ازالت تضعه في ذيل أولوياتها.