“صقور الجديان” تحلق عالياً.. كيف نجحت استراتيجية “بادو الزاكي” أمام الجابون؟
الخرطوم- الصيحة
تقدم منتخبنا الوطني بقوة في رحلة البحث عن بطاقة التأهل إلى نهائيات الأمم الإفريقية بكوت ديفوار بعد الفوز المستحق الذي خرج به مساء الاثنين بإستاد الهلال أمام المنتخب الجابوني العنيد بهدف يعتبر الأجمل على الإطلاق في مشوار المنتخب في التصفيات بلعبة نصف مقصية من رأس منطقة الجزاء بتوقيع المتألق محمد الحاج كومي مستفيداً من عكسية متقنة من البديل الناجح محمد عبد الرحمن والذي أفلح في تحريك الساكن في المقدمة الهجومية بفضل تحركاته المزعجة والتي غيرت واقع المقدمة الهجومية بعد أن كان منتخبنا يجد صعوبة كبيرة في الوصول إلى منطقة جزاء المنافس.
استهل منتخبنا الوطني المباراة بتشكيلة مكونة من محمد المصطفى في حراسة المرمى، صلاح نمر، أرنق، بخيت خميس وأطهر الطاهر في خط الدفاع، أبو عاقلة عبد الله، محمد هاشم التوزة، محمد الحاج كومي في الوسط في حين شارك وليد الشعلة والجزولي نوح وسيف تيري في المقدمة الهجومية، بدأت المباراة قوية من الطرفين وبرغم أن بادو الزاكي المدير الفني لمنتخبنا الوطني حاول أن يباغت نظيره الجابوني بخطة هجومية كاسحة إلا أن المفاجأة كانت حاضرة من الضيوف بعد أن استهلوا الدقائق العشر الأولى من انطلاقة المباراة بهجمات خطيرة تألق ثنائي الدفاع صلاح نمر وارنق في التصدي لها ومن خلفهما الحارس المتألق محمد المصطفى والذي كان رجل المباراة الأول بلا منازع بعد أن حرم الضيوف من ثلاثة أهداف محققة، وحبس المنتخب الجابوني الأنفاس في ربع الساعة الأولى من انطلاقة المباراة لكن سرعان ما تحرر لاعبو منتخبنا من الأداء الحذر ونظموا صفوفهم لكن المنتخب عانى بشدة من غياب الانسجام والتفاهم بين عناصره خاصة بين ثلاثي المقدمة الهجومية الجزولي وتيري ووليد الشعلة حيث تحرك الجزولي بصورة جيدة في المقدمة الهجومية في حين لم يشكل تيري خطورة تذكر على دفاع المنتخب الجابوني الذي استخدم سلاح العنف الزائد في مواجهته.
ثلاث فرص لمنتخبنا الوطني
بعد مرور ربع الساعة نظم منتخبنا الوطني صفوفه بصورة جيدة وبدأ في قيادة هجمات لها خطورتها بفضل التحركات الجيدة لبخيت خميس وأطهر الطاهر على الأطراف مع تحركات جيدة للتوزة وكومي لدعم الجانب الهجومي مع تحركات خطيرة من جانب الجزولي نوح ووليد الشعلة، وحصل منتخبنا الوطني في الشوط الأول على ثلاث فرص حقيقية داخل منطقة الجزاء أبرزها تسديدة التوزة التي تصدى لها حارس المنتخب الجابوني إلى جانب عكسية أطهر الطاهر من مخالفة خارج منطقة الجزاء لكنها لم تجد الترجمة الصحيحة لينتهي الشوط الأول بالتعادل السلبي بعد أن ظهر منتخبنا الوطني الأول بصورة جيدة بعد مرور الدقائق العشر الأولى حيث واجه المنتخب الجابوني متاعب كبيرة في مواجهة هجوم المنتخب.
محمد المصطفى ينقذ أخطر فرصتين
لم يركز المنتخب الجابوني على تأمين المنطقة الخلفية فقط بل استطاع أن يقود هجمات معاكسة لها خطورتها وكان قريباً من هز شباك منتخبنا الوطني في أخطر فرصتين الأولى تسديدة من داخل منطقة الجزاء تصدى لها الحارس محمد المصطفى بأعجوبة، والثانية حالت انفراد تام بالمرمى في لحظة شرود ذهني من صلاح نمر لكن محمد المصطفى كان كالعادة في الموعد وتدخل في لحظة حاسمة وأنقذ الموقف لينتهي الشوط الأول بالتعادل السلبي، وبرغم أن منتخبنا الوطني سيطر على معظم فترات الشوط الأول لكن هجمات المنتخب الجابوني كانت أكثر خطورة ولولا براعة الحارس العملاق محمد المصطفى لقضى المنتخب الجابوني على آمال صقور الجديان في التنافس على الوصول لنهائيات الكان.
الشوط الثاني
برغم أن واقع الحال كان يؤكد حاجة منتخبنا الوطني لتبديلات حتى ينعش بها بادو الزاكي المقدمة الهجومية لمنتخبنا الوطني لكنه فضل أن يبدأ الشوط الثاني دون تغيير يذكر، ومن جديد عاد المنتخب الجابوني للسيطرة على البدايات وأحكم سيطرته على ربع الساعة الأولى من هذا الشوط وتعاطف القائم مع منتخبنا وأنقذ تصويبة خطيرة من جانب المنتخب الجابوني، وبعد مرور ربع الساعة الأولى من الشوط الثاني رتب منتخبنا الوطني صفوفه من جديد وعاد لقيادة هجمات لها خطورتها بواسطة الجزولي نوح والتوزة وكومي حيث شكل هذا الثلاثي خطورة بالغة على مرمى الجابوني.
تبديلات ناجحة لبادو الزاكي
نجح المغربي بادو الزاكي، المدير الفني لمنتخبنا الوطني في إحداث انقلاب حقيقي في الأداء الهجومي لمنتخبنا الوطني بعد أن أجرى تبديلات ناجحة حيث دفع بمحمد عبد الرحمن بديلاً لسيف تيري وبعدها شارك شرف الدين شيبوب في الوسط ومنح دفعة كبرى لأداء المنتخب والذي بدأ في قيادة هجمات لها خطورتها لكن المنتخب الجابوني عاد من جديد لقيادة أكثر من هجمة خطيرة لكن الحارس محمد المصطفى واصل رحلة الإجادة والتألق وأفلح في إنقاذ مرماه من أكثر من فرصة خطيرة.
هدف الفوز
في الدقيقة 75 تمكن محمد الحاج كومي من حسم المباراة لمصلحة منتخبنا الوطني بهدف رائع وجميل من هجمة منظمة تجلت فيها الحلول الفردية من اطهر الطاهر الذي انطلق بمهارة في الجهة اليمنى وأرسل عكسية على مشارف منطقة الجزاء قابلها محمد الحاج كومي بلعبة هوائية رائعة وجميلة قبل أن تلامس الأرض مسجلاً أروع وأجمل أهداف منتخبنا الوطني في التصفيات، وبعد الهدف حاول المنتخب الجابوني بشتى السبل العودة إلى المباراة ومعادلة النتيجة لكن دفاع صقور الجديان تعامل مع كل الفرص بحسم وصرامة وواصل الحارس محمد المصطفى رحلة الإجادة والتألق وأفلح في الخروج بشباكه نظيفة بعد أن أطلق الحكم صافرة نهاية المباراة بفوز صقور الجديان بهدف دون رد ليحصل المنتخب على ثلاث نقاط غالية رفعت رصيده إلى ست نقاط خلف المنتخب الجابوني المتصدر بسبع نقاط الأمر الذي أعاد منتخبنا الوطني بقوة إلى المنافسة حيث تنتظره مباراة أخرى على أرضه أمام نظيره الموريتاني والفوز فيها سيجعله أقرب ما يكون للتحليق في نهائيات الكان.
محمد المصطفى قدم مباراة العمر واستحق النجومية عن جدارة
استحق الحارس العملاق محمد المصطفى نجومية المباراة بلا منازع بعد أن قدم مباراة رفيعة المستوى وبدون أي أخطاء تذكر وأنقذ مرماه في الشوط الأول لوحده من ثلاثة أهداف محققة، وتصدى لحالتي انفراد تام في الشوط الثاني، وبرغم الضغط الهجومي الكبير الذي تعرض له منتخبنا الوطني استطاع محمد المصطفى أن يقدم مباراة كبيرة وبدون أي أخطاء تذكر واستحق نجومية المباراة عن جدارة بعد أن حرم المنتخب الجابوني من نصر مستحق خارج الديار كان يمكن أن يعقد حسابات منتخبنا الوطني كثيراً.
ثنائية أرنق وصلاح نمر أفلحت في تأمين المنطقة الخلفية
قدم ثنائي خط الدفاع محمد أحمد ارنق وصلاح نمر مباراة رفيعة المستوى وتعاملا بصرامة كبيرة مع كل المحاولات الهجومية من جانب المنتخب الجابوني والذي فاجأ منتخبنا الوطني بمباراة هجومية بعد أن جاء إلى الخرطوم بطموح حسم التأهل من الجولة الرابعة لكن خط الدفاع أفسد أخطر الطلعات الهجومية من جانب الجابوني، كما أدى بخيت خميس الواجب الدفاعي بصورة جيدة في حين تحرك أطهر دفاعاً وهجوماً بصورة مميزة للغاية.
أبو عاقلة قدم مباراة كبيرة في الوسط وتحركات خطيرة للثلاثي
قدم أبو عاقلة عبد الله مباراة رفيعة المستوى في الوسط المتأخر ونجح في كسب كل الكرات المشتركة بصرامة وأفلح في تحويلها إلى هجمات مرتدة، وكان أحد أبرز اللاعبين في الوسط، في حين شكلت تحركات التوزة وكومي والجزولي نوح خطورة كبيرة في المقدمة الهجومية، وكثف منتخبنا من طلعاته أكثر بعد مشاركة محمد عبد الرحمن والذي حرك الساكن في المقدمة الهجومية.