السودان في مؤتمر إسرائيلي بالقدس.. تعقيد أم حل المشكلة؟
السودان في مؤتمر إسرائيلي بالقدس.. تعقيد أم حل المشكلة؟
الخرطوم- صلاح مختار
أعلن مركز إسرائيلي، يدعى “مركز القدس للشؤون العامة”، عن انعقاد مؤتمر هو الأول من نوعه على الإطلاق، يجمع شخصيات تمثل مراكز الفكر والسياسات من 30 دولة عربية وإسلامية وأفريقية بالقدس.
وذكر المركز، في بيان، له أن المشاركين في المؤتمر سيناقشون آفاق توسيع وتعزيز اتفاقيات إبراهام للتطبيع بين إسرائيل وبين الدول العربية والإسلامية، والمجالات المحتملة للشراكات الخليجية- الإفريقية- الإسرائيلية في مجالات مكافحة الإرهاب والأمن القومي، والأمن الغذائي والمائي، والمخاوف البيئية، وفقاً لما أوردته صحيفة “القدس العربي”.
حضور المؤتمر
وأوضح المركز الإسرائيلي أن حضور المؤتمر يشمل شخصيات من البحرين وتشاد وإثيوبيا وغانا وإيران والأردن وكينيا وكوسوفو و”كردستان” وليبيريا وملاوي وموريتانيا والمغرب وناميبيا ونيجيريا والسعودية والسودان وجنوب إفريقيا وجنوب السودان والصومال و”أرض الصومال” وتونس وتركيا والإمارات وأوغندا، إضافة إلى أعضاء من البرلمان الإسرائيلي (الكنيست) والقادة اليهود في الولايات المتحدة. وكان لافتاً إبراز البيان لـ “كردستان” و”أرض الصومال” كهوية وطنية رغم عدم الاعتراف الدولي بهما كدولتين مستقلتين. ويحضر المؤتمر قادة مركز القدس للشؤون العامة وأعضاء الكنيست والقادة اليهود الأمريكيون، وكذلك الصحافة الدولية.
وأوضح الموقع أن المركز الذي سيستضيف المؤتمر هو مركز فكر إسرائيلي تأسس في العام 1976 ومكرَّس من أجل البحث والتحليل في القضايا المهمة التي تواجه الشرق الأوسط.
توقيع اتفاقية
وكان رئيس المجلس السيادي الفرق أول عبد الفتاح البرهان قد سبق استقبال وزير خارجية إسرائيل إيلي كوهين الذي أعلن عقب عودته من الخرطوم أن توقيع اتفاقية التطبيع مع السودان سينُجز في واشنطن خلال أشهر قليلة من العام الجاري، وفق قوله.
خطة بديلة
وقال مسؤول القطاع السياسي بحزب المؤتمر الشعبي السوداني كمال عمر، إن قرار التطبيع مع إسرائيل الذي وقّعه رئيس مجلس السيادة الفريق عبد الفتاح البرهان يشكك في التزام المجلس العسكري بالاتفاق الإطاري إلى نهايته. واستطرد “مع ذلك سنمضي معه وسنصبر لأن هذه قضية شعبنا، ويجب أن تكون لدينا خطة بديلة”.
خدمة المصالح
ويرى القيادي بالحزب الشيوعي كمال كرار أن الاستراتيجية الأمريكية والإسرائيلية قبل الثورة وبعدها تسعى لخدمة مصالحها وإسرائيل تحت لافتة مكافحة الإرهاب . وأكد لـ(الصيحة) أن السعى للتطبيع بين إسرائيل تم بناء على الموقع الاستراتيجى للسودان في المنطقة الأفريقية والعربية إبان موجة التطبيع مع الدول العربية وأثناء الحكومة الانتقالية التي كان يهيمن فيها المكوِّن العسكري على السلطة مستغلاً ضعف المكوِّن المدني وجاء التوقيع على الاتفاقيات ضمن مشروع ما يسمى بالشروق الأوسط الذي يكرِّس للمصالح الأمريكية في المنطقة .
وأشار كرار إلى أن عدة زيارات واتصالات جرت كان نتيجتها توقيع الاتفاق .
ويضيف ذات الأوضاع استمرت بعد الانقلاب فيما أسماه كرار حكومة الهبوط الناعم ومضيفاً بقوله ندرك الآن هنالك تعقيدات في العالم جراء الحرب الروسية الأوكرانية والعداء مع حلف الناتو حالة الاستقطابات الحادة في العالمية معتبراً عقد الاجتماع المرتقب بأنه يأتي فى إطار تشكيل تحالفات جديدة وإعادة تقسيم العالم ويرى أن التقارب مع إسرائيل ينطوي على إضرار كبيرة للسياسة السودانية ومن شأنه جر السودان نحو مستنقع آخر والسودان معروف لديه موقف ثابت من القضية الفلسطينية بالتعاطف معها غض النظر عن تطبيع الفلسطينيين مع إسرائيل تاريخي ومشهود ويرى أن الحكومة الحالية ماضية في ما ابتدرته من خطوة تجاه إسرائيل لكنه نبَّه إلى أن مثل هذه الخطوات من شأنها تأليب الشعب وزيادة جذوة ثقته، معتبراً التطبيع جريمة تضاف للجرائم السابقة فضلاً عن أن التطبيع مع إسرائيل لم يكن جزءاً من شعارات الثورة المنادية بالحرية والسلام والعدالة.
خطوات التطبيع
مصدر سياسي -فضَّل حجب اسمه- يرى أن مشاركة السودان في المؤتمر يأتي في ظل التقارب الواضع بين الخرطوم وتل أبيب، مشيراً إلى أن السودان أصلاً بدأ خطوات التطبيع مع إسرائيل واضعاً نصب عينيه مصالح السودان مع الحفاظ على مساندة ودعم القضية الفلسطينية التي لديه موقف ثابت منها، وأضاف أن العداء مع إسرائيل جر السودان لأزمات متلاحقة ووضعه بجانب أسباب أخرى ضمن الدول المعزولة دولياً، ونبَّه إلى أن معظم الدول العربية لديها علاقات متكاملة مع إسرائيل وفي ذات الوقت تدعم من منطلق علاقاتها بتل أبيب القضية الفلسطينية، ونبَّه إلى أن التوقيع على اتفاقية ابراهام الخاصة بالتطبيق مع إسرائيل أسهم لحد كبير إبان حكومة الثورة الأولى في رفع اسم السودان من قائمة الإرهاب ورفع القيود الاقتصادية عنه،وتابع صحيح السودان يعيش -حالياً- في حالة أشبه بالعزلة جراء انقلاب الخامس والعشرين من أكتوبر، غير أنه لم يستبعد أن تسهم المشاركة في المؤتمر في دفع مسار التسوية السياسية في السودان التي تجري حالياً والمساهمة في فك الضائقة الاقتصادية عنه بعد أن أغلقت مؤسسات التمويل العالمية أبوابها في وجهه.