الغالي شقيفات يكتب: حركات الهامش
لأجل الوطن
الغالي شقيفات
حركات الهامش
مما لا شك فيه أن الحاضنة الشعبية لقوى الهامش والشعب السوداني أجمع يعيش أوضاعاً غير مستقرة على المستويات كافة, الاجتماعية والاقتصادية والسياسية وحتى الثورية, وهم يرون بأم عينهم كيف تبدَّدت أحلامهم وضاعت تضحياتهم التي تراكمت على مدار قرابة ثلاثة عقود من الزمان, وكيف أن كل ما تم إنجازه من رصيد ثوري عُمّد بتضحيات ودماء وعذابات واعتقال وتشرُّد ونزوح, ولجوء يُصرف اليوم على أيدي قلة تقصها الرؤية تصدروا المشهد العام للثورة وقضايا الهامش, فدمَّروا معظم أركانها, سواءً عبر سوء أدائهم أو عبر غبائهم أو عبر تقديم مصالحهم ومكاسبهم ومناصبهم على مصالح الشعب والضحايا والأرامل واليتامى والمشرَّدين بالمعسكرات من نازحين ومهجَّرين وحتى المقيمين من هم بالعاصمة.
لكن بالمقابل نجد أن الجانب الآخر أيضاً, بات مؤخراً يبدي ضيقاً وانزعاجاً عبر مسؤوليه ومحلليه السياسيين والعسكريين الذين ينقلون نبض الرأي العام, مما آلت إليه الأمور, واليوم لن نعود إلى ما قبل الإنقاذ أو بعدها ويمكن القول إن البدايات والتقديرات الخاطئة هي التي أوصلتنا لما نحن فيه, فالوقت الضاغط والحال المتأزم يمضي بنا إلى المجهول طبعاً بحكم الواقع الآن أصبح ما في هامش سياسي إذا تحدثنا بعدد الوزراء والمشاركة في السلطة اللهم إلا قيادة الجيش والشرطة لا أدري لكن بعد ورشة الإصلاح الأمني ربما كل الأشياء تتعالج وستمضي طالما إنها من خيارات الشعب السوداني والقوى السياسية الحيَّة عدا الوطني المحلول المدعوم من دعاة التهميش. وكان الفريق أول ياسر العطا قد قال في حديث له في نيالا، إن الجيش السوداني ماضٍ في إصلاح المنظومة الأمنية والعسكرية وصولاً للجيش الواحد.
وهذا الهدف قد اتفق عليه الجميع إلا الذين يريدون المتاجرة بالمواقف وبعضهم يدعى حرصاً على الجيش أكثر من الجيش نفسه حتى يندهش قادة الجيش من مواقفهم وهم ذات الفئة التي تستخدم الآن قوة من الهامش لتمرير أجندتها السياسية وفي ظل الوعي المتنامي في الأطراف في كل مرة تفشل المخططات وترد إليهم عموماً زمن المتاجرة بالمواقف والقضايا قد ولَّى ولا أحد يتبضع في قضايا الهامش والتهميش والتجربة أثبتت بما لا يدع مجالاً للشك أن المتحدثين باسم الهامش كان همهم الوصول إلى مواقع السلطة وليس للقضايا العامة والدليل على ذلك طيلة فترة الحكم التي أفل نجمها الآن لم يقدِّموا شيئاً يخلِّد ذكراهم غير لعنات الغلابة والمساكين ولا أظن أن أحد يتبعهم أو يشجعهم مرة أخرى أن خرجوا والأيام حبلى.