الأعمال الهامشية.. نساء في دائرة الخطر
الأعمال الهامشية.. نساء في دائرة الخطر
خبراء: ما يفوق (3678) امرأة يعملن أعمالاً هامشية
(60%) من الأسر السودانية تكفلها نساء
بائعة “طعمية”: الشارع غير آمن ونتعرَّض لكل المضايقات
بائعة شاي: لا نشعر بالأمن ونطالب بحمايتنا
الخرطوم- انتصار فضل الله
قدَّر خبراء ومختصون في مجال العمل والقوى العاملة عدد النساء اللائي ارتدن الأعمال الهامشية في ولاية الخرطوم بما يفوق (3678) امرأة، وكشفوا عن نسبة (60%) من الأسر السودانية تكفلها نساء تتوزع وظائفهم على القطاعات العام والخاص والهامشي الذي تسيطر على أغلبية النساء لأنه لا يحتاج ضمانات.
تقنين أوضاع
متطلبات المعيشة والظروف الاقتصادية المعقدة اضطرت “هدية عباس” 45 عاماً، أن توقد “نار كانونها” متحملة أشعة الشمس الحارقة على ناصية الشارع لصنع “الطعمية” التي تعمل على بيعها نهاراً وليلاً، حتى تتمكَّن من توفير لقمة العيش لأسرتها .
فارق زوج هدية الحياة قبل أربع سنوات، تاركاً لها خمسة أبناء أكبرهم في أولى هندسة جامعة السودان، تقول لـ(الصيحة) أسباب كثيرة جعلتها تخرج الشارع بعد أن أغلقت في وجهها كل الأبواب التي طرقتها للحصول على عمل في المستشفيات والمدارس وبعض المؤسسات الحكومية والخاصة، ناشدت الدولة دعمهم وتقنين أوضاعهم للعمل في ظروف مقبولة نظراً لأن الشارع غير آمن، حيث يتعرَّضن لكل أنواع المضايقات والسرقات.
إشكالية كبيرة
منى آدم، ٢٦عاماً، بائعة شاي، تقف على تلبية طلبات الزبائن والتجار في سوق ليبيا طوال اليوم، واجهت إشكالية كبيرة وهي تعرُّضها للاعتداء بالضرب مرة والطعن تارة أخرى من قبل (٩) طويلة، تؤكد لـ(الصيحة)، أن الشعور بعدم الأمن والأمان تحدي كبير جداً يواجه العاملات في القطاع، خاصة اللائي يعملن في الشارع العام، وناشدت بضرورة توفير الحماية لهن نظراً أن الشارع مليئ بالنساء العاملات في القطاع غير المنظم.
بيئة مريحة
يؤكد الخبير في مجال العمل والقوى العاملة عبد الرحمن رحمة، أهمية فئة المرأة في المجتمع السوداني، وقال لـ(الصيحة) إنها تشكِّل نسبة (٥٠%) من سكان البلاد، مما يتطلب الاهتمام بها، وإيجاد بيئة عمل مريحة للعاملات أعمالاً هامشية في قطاعات الأطعمة والشاي والايسكريم وبائعات “الفول والتسالي والكسرة” وغيرهن من اللائي يفترشن الأرض في الأسواق والأحياء السكنية ومواقف المواصلات.
وأضاف: تعمل في القطاع مايفوق (3678) امرأة، بمختلف الأعمار، وهو مهم جداً ويفتح الكثير من البيوت وإعالة الأسر، وتأتي أهميته في القضاء على العطالة وسط شريحة معينة من النساء بنسبة كبيرة .
وأشار إلى أن الفترة الأخيرة شهدت البلاد انتهاكات لحرمة النساء، منادياً بتمكين كل النساء والفتيات في البلاد وفتح المزيد من فرص التوظيف في القطاعين الخاص والعام، نظراً لأن بالقطاع الهامشي خريجات جامعيات يمتلكن خبرات في المجالات المعنية، غير أن الأوضاع الاقتصادية وقلة الراتب الشهري قادهن للولوج في القطاع لتحسين الأوضاع المعيشية ومجابهة الغلاء، مشدِّداً على تمكين المرأة.
تعدد أعمال
إضافة لما ذكره رحمة، يقول خبير التنمية دكتور سعد عزالدين، تتعدد الأعمال الهامشية للنساء اللآئي ساهمن بشكل واضح في التنمية وتحمل المسؤولية والكفاح على حد سواء، كاشفاً عن نسبة (٦٠%) من الأسر تتكفلها نساء، تتوزع وظائفهم على القطاعات “عام، خاص وهامشي” يقول لـ(الصيحة) هذا الأخير تسيطر على أغلبه النساء لأنه لا يحتاج ضمانات.
وأضاف: هناك تحديات تواجه المرأة أبرزها عدم توفر التمويل للمشاريع الخاصة وعدم معرفة النساء الجهات التي تموِّل، والجهل بأنواع المشاريع الناجحة.
ونوَّه إلى عدم توفر الحماية في القوانين للمرأة العاملة في القطاع خاصة خدمة المنازل، مشيراً إلى إيجابية ارتياد المرأة مجال العمل الإلكتروني والدخول في التسويق الشبكي بالتالي الإسهام في التمكين الاقتصادي.
وأشار لوجود تغيُّرات سكانية صار لها تأثير مباشر على التنمية وأوجدت ظواهر سالبة كثيرة انعكست على استقرار عمل النساء وطالب بتفعيل القوانين وتوفير الحماية والدعم المادي والمعنوي نظرًا لأن الإشكالية الكبرى التي تواجه النساء أغلبهن قادمات من مناطق الحروب.