ياسر زين العابدين المحامي يكتب: وطن معروض بسوق النخاسة
في الحقيقة
ياسر زين العابدين المحامي
وطن معروض بسوق النخاسة
خلاف ضارب الأطناب، الكل ممسك
بتلابيب البعض…
اصطفاف ذروته تنبئ عن نوايا سيئة..
مرض عضال،عز الدواء واليد مغلولة..
صراخ بصمت غريب هنا وهناك…
عدو متوَّهم ألقوا عليه التهمة…
حدة الإحباط وصلت للحلقوم…
مكتوفي الأيدي والحديث لغو…
عند العجز ينصرف الناس منك…
صعبت عليهم الإدانة برغم الأدلة…
والملف بالقبو المظلم بمكان بعيد…
قايضوه مقايضة ضيزى ونعرف…
صمت بهياج غريب كسته الريبة…
سيكون الوطن وحيداً ويعود غريباً…
لن يجد الأصدقاء من حولك…
فقد تولى الدبر بعضهم وتحرَّف أيضاً
البعض الآخر…
باعه أبناؤه بسوق النخاسة بثمن بخس…
من يدير كل شئ معلوم يجلس على
الدكة يوزع الفرص…
الغريب من يفعل ويجلسون أمامه
تأدباً وزلفى…
برغم الحقيقة كشفت عن فخذيها..
حقاً تغبيش الوعي كذب صفيق…
وإطلاق الاتهامات جزافاً كيد لئيم…
وإقصاء الرأي بصلف غباء…
وفرضه عنوة واقتدارا دكتاتورية…
من يدعو للحوار ليتسع صدره…
ويرد بمنطق يقنع ولا يرهب…
خلل مابين واقعنا وما نرغبه…
إنه الإلهاء بسيناريو مكشوف…
الأزمة تتعقد كل يوم ولا حلول…
نتدحرج للوراء بسرعة الضوء…
لم ندرها بحكمة لتجنب حدوثها..
اتساعها يعزي لسوء إدارتها…
أنه الواقع اليوم وغداً يا للخيبة…
المسؤولون غائبون، لاهون…
تناثرت الأحلام هباءً منثورا…
قمة الإحباط أن:
تبدل قناعاتك باتقياء أنقياء لأنهم
ليسوا كذلك…
عندما تصحو من الأحلام ستعرف:
الأشياء ليست هي الأشياء…
وعندما تفيق من الغيبوبة تكتشف
أنك مخدوع…
وقتما تزول الغشاوة تعرف أنك قد
حدقت بلا وجه ورقصت بلا ساق…
الساسة يكذبون بعدد أنفاسهم…
خياشيمهم تلتهم الوطن…
ثم ترى الشعث الغبر يبيتون القوا
ولا يهم…
تفهم أنك جزء من الغنائم الموزعة..
وأنك أدمنت الوهم بلا منطق…
والدماء راحت شمار في مرقة…
والساسة وزعوا الكيكة بهدوء…
مكاسبهم تحققت عبر الأشلاء…
وكل شئ مؤجل،الوقت للتنصيب…
وقتها تتمنى الموت لأنك وصلت
حد مرحلة العجز…
وفهمت أخيراً أنك مخدوع.