صلاح الدين عووضة يكتب: صفدوا أنفسكم
بالمنطق
صلاح الدين عووضة
صفِّدوا أنفسكم!
شياطين أنفسكم..
وشيطان نفسي أنا ذاتي…فالنفس أمَّارة بالسوء…بشياطين ومن غير شياطين..
علماً بأن كيد الشيطان – كما قال الحق – كان ضعيفا..
ولكن هل تُصفَّد الشياطين في رمضان حقاً؟…إذن لكنا ملائكة نمشي في الأرض..
بمعنى أن أن نكون ملائكيين في أخلاقنا..
فهل نحن كذلك في شهر تصفيد الشياطين هذا؟…جاوبوا بأنفسكم عن هذا السؤال..
وليسأل كل واحد منكم نفسه…ولينظر إلى نفسه..
وعن نفسي أقول إن نفسي لا ترتقي لمرتبة الملائكة أخلاقاً…ولا دون ذلك بكثير..
فهل نحن نمتنع عن النميمة في رمضان؟..
هل نمتنع عن وصف هذا بأنه حرامي…وذاك بأنه فاسد؟…وتلك بأنها فاسقة؟..
وهل نكف عن النظرة الثالثة؟…دعك من الثانية؟..
وهل نعصم ذواتنا عن سؤء الظن بهذا…وذاك…وتلك…وأولئك؟…سراً أو جهراً؟..
وهل نصفِّد ألسنتنا عن جوارح اللفظ؟..
إن كانت الإجابة لا، فما معنى أن تُصفَّد لنا الشياطين إذن؟…فنحن أنفسنا شياطين..
أو أنفسنا تنوب عن الشياطين في أداء مهامه..
وأكثر ما نجترحه في شهرنا هذا – رغم القول بتصفيد الشياطين – شبهة الرياء..
حتى في بيوت الله لا نسلم من الرياء…والنفاق..
ولديَّ تسجيلات – صوتاً وصورة – لكلٍّ من الألباني…والشعراوي…وبن باز..
أو أخرجتها من قوقل…ونقلتها إلى صفحتي بالفيس..
وذلك إبان رمضان الماضي تعضدياً لحجتي في وجوه من جادلوني عن جهل..
وكانت عن مكبرات الصوت بالمساجد المجلبة للرياء..
وأجمعوا كلهم أن مكبرات الصوت هذه لا تجوز إلا عند الأذان والإقامة فقط..
وما عدا ذلك فهي تعد ضرباً من النفاق..
ومنهم من زاد على شبهة النفاق هذه جريرة إزعاج الرُضَّع…والمرضى… والمسنين..
بل وحتى صلاة التهجُّد منا من يبثها عبر مكبرات الصوت..
فهل هؤلاء يتهجَّدون لرب الناس؟…أم للناس؟…أم إرضاءً ليشاطين أنفسهم؟..
فإن كان للناس فلا حاجة لرب الناس بصلاتهم هذه..
ولاحظ أن كل ذلك – وأكثر – يحدث رغم القول بتصفيد الشياطين في الشهر هذا..
فكيف إن لم تكن مصفَّدة؟..
وهي أصلاً لا تُصفَّد بالفهم السائد في أذهاننا…كفهمنا للعديد من مسائل الدين..
كفهمنا الانطباعي لها…أو المغلوط…أو المتوارث؟..
وذلك من قبيل ما جاء في القرءان : وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مهتدون..
فقد وجدناهم – مثلاً – يضربون الصفيح عند خسوف القمر..
فصرنا نضرب مثلهم بمظنة أن ثمة شياطين تحاول خنقه…وعلينا تخليصه منهم..
ولم نتخلص من هذه العادة المضحكة إلا مؤخراً..
وذلك بعد أن علمنا – من العلم – بأن الشياطين بريئة من خنق القمر المسكين..
ولماذا تخنقه أصلاً؟…وماذا تستفيد من ذلك؟..
وكذلك هي بريئة – إن كانت مصفَّدة فعلاً – مما تفعله شياطين أنفسنا في رمضان..
ومنها شبهة الرياء – والنفاق – في بيوت الله..
فيا أيها الإمام : قبل أن تحدث المصلين عن التصفيد هذا عليك أن تصفِّد ما يليك..
مكرفونك!.