شراء الجنيه
*في كرة القدم هناك لاعبون يتميزون عند دخولهم المباراة في الشوط الثاني وذلك لحسن قراءتهم للملعب، وكثيراً ما ينجح أمثال هولاء في حياتهم الرياضية، وهذا بالطبع لا يؤكد أن جميع من يدخلون في شوط المدربين يكونون ناجحين، ولكن في الغالب الأعم يكونون كذلك.
*وفي عالم السياسة هناك الكثيرون الذين يجيدون قراءة الملعب السياسي وفي أي اتجاه هو يسير وعلى ضوء ذلك يضعون استراتيجيتهم لمستقبل المرحلة السياسية.
*عقب التوقيع على الوثيقة الدستورية وانشغال الكثيرين ياختيارات أعضاء المجلس السيادي لقوى الحرية والتغيير، وتجهيزات رئيس الوزراء القادم د. عبد الله حمدوك لاستلام مهامه بدأ البعض قراءة مستقبل السودان على ضوء الموارد الاقتصادية التي يمتلكها ولم يستفد منها حتى الآن.
*منذ التوقيع على الوثيقة بالأحرف الأولي بدأت البشائر بارتفاع قيمة الجنيه السوداني وزاد ارتفاعه مقابل الدولار بعد التوقيع النهائي، وهناك توقعات بارتفاع أكثر للجنيه بعد تشكيل الحكومة الانتقالية ووضع خططها على أرض الواقع.
*في الوثيقة الدستورية ركز الكثيرون على الفقرة رقم أربعة والتي تختص بوضع خطة إسعافية لإنقاذ الاقتصاد السوداني من التدهور المريع الذي وصل إليه، وفي ذات الفقرة بدأ الكاتب الكويتي أنور الرشيد يفكر كثيراً في مستقبل أرض النيلين واقتصاده.
*الرشيد توقع ان يرتفع الجنيه السوداني لأعلى مستوياته بحيث يضع الدولار خلفه وغيره من العملات الأجنبية وعلى ضوء ذلك اشترى عمله سودانية وعرضها على متابعيه في مواقع التواصل الاجتماعي ومعها صورته الشخصية وهو يحمل “حزمة من العملة السودانية”، وتوقع أن يصبح الجنيه السوداني أقوى من الدولار خلال السنوات المقبلة.
*الكاتب الكويتي قدم التهنئة للشعب السوداني على توقيع الاتفاق ووصفه بأنه تاريخي، وتوقع أن يقفز السودان قفزات هائلة كما قفزت رواندا من أفقر بلد في أفريقيا مزقته الحرب الأهلية لأكثر بلد تطوراً خلال عقدين فقط.
*الرشيد لديه قناعة بأن الكثير من مواطني الدول العربية سيترجّون أهل السودان للحصول على فرصة عمل فيه، ونصح الكثيرين بشراء العملة السودانية التي ستكون لها كلمتها في مُقبل الأيام.
*نشكر الكاتب الكويتي أنور الرشيد على كلماته الطيبة، ونرجو أن يقرأها بعض إعلاميي وادي النيل الذين يستخفون بالسودان ومستقبله الاقتصادي عقب التوقيع على الوثيقة الدستورية.
*الكثيرون من الإعلاميين والاقتصاديين في العالم العربي والأفريقي يعلمون الإمكانيات الكبيرة التي يتمتع بها السودان ولم يستفد منها طيلة السنوات الماضية للسياسات الخاطئة التي كانت تُدار بها البلاد، وحتماً المرحلة المقبلة ستكون مختلفة مع حكومة الكفاءات المتوقعة في الفترة الانتقالية والتي بأي حال ستكون إدارتها صعبة للغاية حتى تخرج بالاقتصاد من النفق المظلم ولكنها ليست بالمستحيلة.
*وليتذكر الجميع أن الجنيه السوداني وحتى نهاية السبعينيات كان يساوي ثلاثة دولارات وليس من المستحيل أن يعود الجنيه إلى ذاك الموقع وربما أفضل إن كان هناك حسن للتخطيط والإدارة الجيدة التي لا تعرف المحاباة أو المجاملات.
*نسأل الله أن توفق الحكومة الانتقالية المقبلة في الاستفادة من كل موارد السودان حتى تعود للجنيه السوداني عافيته، ونصبح في مقدمة الدول الأفريقية والعربية.