الجيلي: معتز عبد القيوم
سيول وأمطار ضربت منطقة الجيلي أمس الأول، خلّفت مأسٍ وسط المواطنين، مما استدعى نائب رئيس المجلس العسكري الفريق أول محمد حمدان دقلو “حميدتي” أمس، للقيام بزيارة إلى مناطق ريفي الجيلي التي تأثّرت بتلك السيول والفيضانات، حيث حلّقت مروحية أعضاء المجلس في سماء الفكي هاشم، السقاي، أبو طليح، الشهداء، الجيلي وواوسي، ثم حطت المروحية شرق واوسي الشيخ عبد القادر، ومن ثم استقل أعضاء الوفد السيارات أحياناً، وراجلين أحياناً أخرى، للوقوف على آثار الفيضانات، لتجد الزيارة وقعاً طيباً في نفوس الأهالي الذين تناسوا ماسأة السيول وانهيار المنازل وتَحَوّلوا للهتاف باسم أعضاء المجلس العسكري الذي تقدّمه “حميدتي”، يُرافقه الفريق أول ركن جمال عمر رئيس لجنة الأمن والدفاع بالمجلس، والفريق أول أبو بكر حسن مصطفى دمبلاب مدير جهاز المخابرات، ووالي الخرطوم الفريق ركن أحمد عابدون حماد، والمدير العام لهيئة الطرق والجسور وطوارئ الخريف الصافي أحمد آدم وآخرون.
وخاطب “حميدتي”، الأهالي في كل القُرى والأحياء وتوقّف في مدرسة الجيلي أساس نقطة تجمُّع الأهالي الذين دَمّر الفيضان منازلهم.. (الصيحةو) كانت هناك… وتابعت الزيارة:-
تَوجيهٌ بإزالة التعديات
بعد الاستماع إلى قضايا المُواطنين والأهالي في المناطق المُتأثِّرة بالسُّيول والفيضانات بريفي الجيلي، وجه الفريق أول “حميدتي” بإزالة جميع التعديات التي أدّت إلى وصول مياه الفيضان للأحياء المُتضرِّرة حول مجاري السيول والأمطار بدايةً من خور الكنجر، وأبو طليح، والجيلي، وشرق النيل، مُتمثلة في جميع التعديات بسبب المَزارع، ووجّه الجهات المَسؤولة بولاية الخرطوم والخرطوم بحري والوحدات الإدارية في الجيلي والسليت، والشرطة والدفاع المدني ووزارة الصحة بالولاية وإداراتها في المحليات، باتّخاذ التدابير اللازمة وتوفير الخدمات كافّة لكل المُتضرِّرين جَرّاء الفيضان.
خدمة المُواطن
وكشف “حميدتي” أنّ إمكانيات وأموال الدولة ستكون مُسخّرة لخدمة المُواطنين والأولوية الآن ستُوجّه إلى المُتضرِّرين من الفيضان والسيول بعد أن يتم حصرهم في المناطق التي وقع عليها الضرر عبر لجان تعمل الآن لحصرهم ورفع أسمائهم إلى الجهات ذات الصلة حتى يتم تعويض الجميع بما يرضي الله تعالى أولاً والمواطنين ثانياً، مُبيِّناً أن هناك كمية معينات كثيرة ستصل إلى المُتضررين وتحتاج إلى لجان ثقة لتسليمها لهم بهذه المناطق، وهنا خاطب من سيمثلون اللجان بقوله إن مقولة “البتقصو جيب نصو” انتهت ولا رجعة إلى الخلف.
توسعة مجاري السُّيول
وبعد الوقوف على مجاري السيول التي تصب في النيل، طالب “حميدتي” بتوسعتها والاهتمام بها أكثر من قَبل، وشدّد على زيادة مجرى أبو طليح والجيلي، مُشيراً إلى أنّ ضيق المجاري كان سبباً في زيادة مَناسيب المياه التي لم تخرج عن مجراها الأصلي، بل عادت إليه، ووجّه ببداية العمل والتنفيذ الفوري لتلك القرارات التي كانت بحضور والي الخرطوم، ومُعتمد بحري، وقيادات الشرطة والدفاع المدني بالولاية.
شرطة الولاية تقف على الضرر
من جانب آخر، وقف اللواء شرطة خالد بن الوليد الصادق مدير شرطة ولاية الخرطوم على الأضرار التي تَسَبّبت فيها السُّيول بمناطق ريفي الجيلي، وبعد تفقُّدها، كشف بن الوليد عن تدابير واحترازات كثيرة قامت بها الشرطة في الولاية بالتعاون مع الشرطة وإدارة الدفاع المدني العامّة وفي الولاية والجهات ذات الصلة، بجانب قسم شرطة الجيلي وبقية الأقسام في المناطق المُتأثِّرة، مُشيراً إلى أنّ جميع قُوّات ومُنتسبي الشرطة بالولاية منتشرون حول نهر النيل ومجاري السيول شرقاً، وطمأن بن الوليد الجميع على الوضع في المَناطق مَا لَم يَحدث تَطوٌّرٌ جَديدٌ.
سيطرة على الوضع
أَكّدَ ممثل مدير إدارة الدفاع المدني اللواء عثمان عطا أنّ قوات الدفاع التي رابطت منذ صباح أمس الأول وأمس أمام (الجسر) المنهار شرق الجيلي سيطرت على وقف المياه المتدفقة تماماً، وأغلقت المجرى الذي تَسَبّب في إغراق مدرسة الجيلي الثانوية بنين وبنات، ومدارس الأساس بنين وبنات، والمركز الصحي وامتدّ إلى أحياء أبو صالح، وسوق الجيلي وملعب نادي فريق كرة القدم الجيلي والإخوة، وعدد من المنازل شمالي الجيلي، وأشار إلى أنّ لديهم أتياماً تعمل مع المُواطنين لحصر أسماء المُتَضَرِّرين في الجيلي، والشهداء، والنَّيَّة، وأبو طليح لمزيدٍ من التدابير في هذا الجانب، وأضاف أنّ هناك عدداً من الخيام والمواد الغذائية يتم تسليمها وتوزيعها عبر منافذ، من بينها قسم شرطة الجيلي وبعض المُتطوِّعين من أبناء الجيلي لسد حاجة المُواطنين من الغذاء ومكان السكن والإصحاح البيئي، وجَدّدَ عطا تحذيره للمُواطنين بهذه المناطق من توقُّعات ارتفاع في مناسيب النيل ربما تؤدي إلى مزيدٍ من الأضرار.
السدود ليس لها تأثير
كما كشف مدير إدارة السدود بولاية الخرطوم المهندس حسن شجر أنّ السدود الأربعة الممتدة شرق مناطق الجيلي، والكنجر، وأبو طليح، وواوسي وهي سد الكنجر، عد الدلجة، والكباشي، والسليت من أصل (9) سدود ليس لها تأثير في زيادة الفيضان، بل تُساعد في تخفيف المياه التي تَأتي إلى مَصَب النِّيل شَرقاً، مُبيِّناً أنّ مُعظم المِيَاه هذه تَأتِي من غَرب السُّدود ما بين الطَريق الدائري وطَريق التّحدي في شَكل قنواتٍ تقف عليها إدارة السدود، وأشار إلى أنّهم لا يَخشون منها لأنّ تصريفها جَيِّدٌ حتى الآن.
مُنظّمات كانت حاضرة
كما شَكّلت إدارة الصحة العالمية ومنظمة اليونسيف، ووزارة الصحة الاتّحادية، حُضُورَاً منذ يوم أمس الأول بمُتابعة مِن قِبل إدارة الصحة في وحدة الجيلي الإدارية، حيث كَشَفَت الصحة الاتحادية أنهم يعملون في تعاونٍ تامٍ مع كل الجهات ذات الصلة، وقد وقفوا على العون الطبي الذي وصل إلى الجيلي من قِبل الوزارة وعدد من الجهات الطوعية لمزيدٍ من الإصحاح البيئي، ودرء آثار التلوث المُتوقّعة ببداية الرش الاحترازي للمنطقة، وأضاف أنّ هُناك لجنة كُوِّنت للتّدخُّل السريع حتى تتم السَّيطرة على الوضع الصحي والبيئي في المناطق عُمُــــــــــومَــــــــــاً.