لأجل الوطن
الغالي شقيفات
صدق فولكر
قال رئيس بعثة الأمم المتحدة في السودان، فولكر بيرتس، إنّ خلافات قائد حركة تحرير السودان مني أركو مناوي ورئيس حركة العدل والمساواة جبريل إبراهيم مع موقعي الاتفاق الإطاري، تتعلّق بضمان تمثيلهما في السُّلطة.
وقال فولكر بيرتس، في إحاطة قدمها إلى مجلس الأمن الدولي، تعليقاً على موقف حركتي العدل والمساواة وتحرير السودان المنضويتين تحت الكتلة الديمقراطية، إنّ خلافاتهما مع موقعي الاتفاق الإطاري ليست حول هياكل الانتقال أو الحكومة، لكنهم يرغبون في ضمان تمثيلهم الخاص فيها، وقد يتفق الكثيرون من أبناء الشعب السوداني مع فولكر في حديثه عن الحركتين، لأنهم قد لا يجدون مبرراً لتعويق الانتقال المدني الديمقراطي من قبل الحركتين اللتين لا تستطيعان إقناع عضويتهما بموقفهما المتمترس ضد رغبات الشعب السوداني الذي يعاني الضنك والفقر والحرمان من المساعدات الدولية بسبب الانقلاب والآن كشعب ندفع ثمناً غالياً وفاتورة عالية بسبب وجود الفراغ الدستوري والسياسي، ورغم أنّ الاتفاق ضمن لموقعي اتفاق جوبا حقوقهم وتمثيلهم، إلا أنّ الهواجس ما زالت حاضرة عند جبريل ومناوي، فلا يمكن للشعب أن يرهن مصيره بأمزجة طموحات أشخاص لا يمثلون حتى دائرتهم التي اتوا منها، فنحن مثلاً أبناء الهامش كما عُرف في الأدبيات السياسية للحركات، وخطاب المظلمات تم التوقيع على الاتفاق باسم أقاليمنا ولم تحدث أي تنمية أو تُقدّم أي خدمات.
ولاية شمال دارفور مثلاً منها خمسة وزراء وحاكم إقليم أعرفهم معرفة شخصية، لم أجد لهم خدمة قدّموها أو مشروعاً تنموياً أنجزوه أو حتى مشاركات في القضايا الاجتماعية المحلية، تبرع لمدرسة أو جامع ودعم علاج مريض، يعني أبسط المساهمات الاجتماعية لا يُقدِّمونها، ناهيك عن خدمة مجتمع كامل، أمشى أمسك أي زول في الشارع اسأله من القيادات الدستورية دي أين تسكن، لا يستطيع الإجابة، اللهم إلا أهلهم أو أعضاء الحركات، فهي قيادات ليس لها حضور اجتماعي أو تواصل مع القاعدة، فلم يتمسك بهم إلا الفلول لاستخدامهم والعبور بهم كما تم في اعتصام القصر المعروف شعبياً باعتصام الموز، فلذلك حديث فولكر صادق وحديث رجل يعلم ما يقول، فعلى الشعب السوداني تحميل كل الأزمات التي تمر بها البلاد الآن لهذه المجموعة التي عجزت عن إقناع الناس بموقفها غير المبرر.
الآن الشعب بات لا يتحمّل أكثر مما هو عليه الآن، ولا بد من الوصول إلى تسوية سياسية شاملة، لا يمكن الانتظار إلى ما لا نهاية وتعطيل مصالح البلاد والعباد.. رمضان كريم وكل عام وأنتم بألف خير وصحة وسلامة وعافية.