تقرير: إيهاب محمد نصر
إن فاتك الخير والإحسان في بطل حيي البطولة والإحسان فى (بنى عامر وحبابهم) هكذا كان حال كل من شهد احتفال قبيلة البني عامر والحباب وهم يجبرون خواطر من كسرت قلوبهم في أحداث عيد الفطر المبارك بين البني عامر والحباب والنوبة والتي راح ضحيتها العشرات وأصيب المئات وكاد أن يصل الحال بأن يوشك أن يقال (كانت هنا مدينة) لولا حكمة قادة الشرق الذين تجلت حكمتهم في أبهى صورها ووأدوا فتنة تقول تفاصيلها إنها ستقضي على أخضر الحياة ويابسها، وبعد مرور وقت ليس بالطويل فإن قبيلة البني عامر والحباب لملمت أطراف حزنها ونظمت دواخل صفها وأرادو أن يتمثلوا بقول القائل: والناس ما لم يواسوا بعضهم فهم كالسائمات وإن سميتهم بشرا إن كان قلبك لم تعطفه عاطفة على المساكين فاستبدل به حجرا.
“الصيحة” كانت حضوراً في هذا الاحتفال الكبير الذي جبر الخواطر وكان حضوراً باهياً لم يتغيب فيه إلا من به عذر كبير، وجاء شعار الاحتفال كما قال محمد حامد إدريس رئيس اللجنة المالية إن أسر الشهداء أمانة فى أعناقنا ليس بمشروعات كسب العيش ولكن بالقصاص لدمائهم الزكية، وقالها محمد حامد إدريس (الدم قصادو الدم ولكن بالقانون)، وإنهم يثقون في عدالة ونزاهة القضاء السوداني، وقال رئيس اللجنة المالية إن لجنته استطاعت أن تجمع حوالي السبعة مليارات جاءت من عدة نفرات في عدد من القطاعات تجار سوق وقطاع نقل وتجار خردة ومن زرائب الأبقار وفاعلي خير ومغتربين ونفرات من ولاية كسلا وقال محمد على أن صرف هذه الأموال وجهت في إعانة أسر الشهداء وإعانة الجرحى والمصابين وللمتضررين ومساهمات علاجية ومشروعات مواتر النقل، وأبان حامد أنهم حصروا أسر الشهداء البالغ عددهم 34 شهيداً وتم تصنيفهم إلى 4 شرائح المجموعة الأولى مواتر وعددهم 15 أسرة وهم من لديهم أطفال قصر بالمدارس والجامعات المجموعة الثانية حازت الأسرة على مبلغ 100 مليون المجموعة الثالثة حازت على 75 مليون المجموعة الرابعة غير متزوجين، وهذه حازت على 50 مليوناً وأكد حامد أن هذا التصنيف جاء بعد عمل دراسات ومسح وهو جهد أهلي خالص لا علاقة له بالجهد الحكومي ولجان حصر الأضرار وأشار رئيس اللجنة المالية أن الهدف من هذا الاحتفال لنؤكد بأننا قادرون على تجاوز هذه المحنة وتحويلها إلى منحة وتحقيق شعار قوتنا في وحدتنا وتحويل المبادرات والأفكار إلى واقع وإبراز هذه المشكلة إلى العلن وجعلها قضية مركزية.
كما ثمن ممثل أسر الشهداء صالح محمد إدريس دور هذه اللجان التي قدمت أول ما قدمت الدعم المعنوي قبل المنادي وزرعت الفرحة على أطفال أسر الشهداء وذلك بتوزيع خراف الأضاحي لهم.
ممثل لجنة الحكماء عبد الله أوبشار قال في كلمته أمام الاحتفال لولا حكمة الرجال ويصبرهم لكان الأمر أكبر مما كانت وكان الإصرار في بادئ الأمر على قبض الجناة والذين تسببوا فى هذا الجرح ولكن لجنة الحكماء قالت لابد من (القلد) ومن ثم البحث عن الجناة واعتبر أوبشار أن هذا الدعم الذي قدم وهو تراحم بينكم ومدرسة متفردة، ودعا ممثل لجنة الحكماء حكومة الولاية والمركز بأن تكون هناك نتائج تحقيق شفافة وأن تستعجل في ذلك.
من جهته ترحم وكيل ناظر الحباب ورئيس اللجنة العليا للاحتفال حسن حامد كنتيباي على شهداء الأحداث وتمنى عاجل الشفاء للمصابين والجرحى، وقدم شكر اللجنة إلى كل الذين ساهموا بمالهم وجهدهم ووقتهم كما امتدح كنتيباي دور لجنة حكماء البجا التي بذلت مجهودات كبيرة لاحتواء هذه الأحداث، وأظهرت إمكانات ومقدرات عالية وصبر على هدفهم النبيل, كما أشار وكيل الناظر كنتيباي إلى أهمية مثل هذه المبادرات التي تحدث أثراً طيباً في النفوس.
وكان قد تحدث في بداية الاحتفال
ممثل الإدارة الأهلية حسين محمد نور عمدة الرقبات الذي رحب بالحضور، وأشاد بالتراحم والتكاتف الذي جمع الأهل في أسرة واحدة.
وأشار إلى الدور الذي لعبته اللجنة المالية والتفاني والإخلاص الذي قادهم إلى إنجاح هذا العمل، كما أشار للدور الكبير الذي لعبته الإدارة الأهلية في البحر الأحمر في محاصرة التفلت الذي اجتاح الولاية وعلى رأسهم لجنة حكماء البجا.