محجوب الخليفة يكتب: الفنان الواثق الأمين وإيقاعات أفريقية
وحي الفكرة
محجوب الخليفة
الفنان الواثق الأمين وإيقاعات أفريقية
▪️أساس نهضة الشعوب، الثقافة والفنون، وعماد الفن والثقافة فكرة إبداعية خلاقة مع إرادة نافذة تحيل الفكرة إلى مشروع ثقافي نهضوي يستعيد الفكر والفن إلى موطنه الأصلي أفريقيا، وإلى نقطة الارتكاز الأولى للتاريخ البشري أرض وادي النيل العظيم المتصل الأمشاج بكل أفريقيا شرقاً وشمالاً وغرباً وجنوباً، فخارطة تاريخ الثقافة والفن بكل ضروبه متعلقة كثمرة فوق أغصان شجرة النسب البشري التي أكدت جامعة اكسفورد أن بذرتها الأولى نبتت في أرض السودان وتفرعت إلى كل بقاع الأرض، فمن هنا انداحت الفنون، وهنا كانت بدايات الرقص والإيقاع المستوحى من الطبيعة المحيطة.
وفكرة الفنان الواثق الأمين تنهض معتمدة على توظيف مشتركات التكوين الوجداني لشعوب أفريقيا شرقاً وشمالاً، لأن هذه الشعوب والبلدان مؤهلة تماماً للمشاركة الفاعلة في المشروع الثقافي الفني النهضوي والذي اختار له الأخ الواثق اسماً يناسبه وهو (إيقاعات أفريقية).
ومشروع إيقاعات أفريقية هو في حقيقته يُعد مشروعاً ضخماً جداً، وقد احسن الفنان الواثق التصرف بتسجيله أولاً لدى الملكية الفكرية في الخرطوم، ثم عرضه على وزارة الثقافة، حيث وجد المشروع اهتماماً كبيراً من وكيل الوزارة الفنان جراهام عبد القادر ووزارته، أعني وزارة الثقافة والإعلام والسياحة والآثار والتي بدورها خاطبت الاتحاد الأفريقي، ليكون الطريق سالكاً لتنفيذ المشروع، إذا بدأ كشركة ذات مواصفات وإمكانيات تؤهلها أولاً للتعريف بالمشروع، في كل الأقطار المستهدفة، ومن ثم تنظيم مهرجانات بمشاركة فناني البلدان الأفريقية، وعلى الرغم من أنّ الواثق قد أورد في ملخص مشروعه اثنتي عشرة دولة، إلا أنّ الاتحاد الأفريقي في مكاتباته مع وزارة الثقافة السودانية قد أشار إلى ما يزيد عن ثلثي دول القارة، وينطلق من السودان وإثيوبيا ومصر وإريتريا والصومال وجيبوتي وتشاد وليبيا وموريتانيا والمغرب وغيرها من أقطار أفريقيا.
إيقاعات أفريقية فتح جديد يستحق الاهتمام، لأنه مفتاح جذاب لتوحيد أفريقيا واستعادة ثقة الأفارقة بأنفسهم، ومن ثم فتح الطريق واسعاً أمام التعاون في كافة المجالات، فمن توحد وجدانهم وغنوا جميعاً ورقصوا تحت تأثير إيقاع واحد، هم أكثر استعداداً للتعاون في مختلف المجالات.
▪️الواثق الأمين محمد الضو يقول إنّ المشروع ممكن التنفيذ، وإن إيقاعات أفريقية قادرة على تأسيس نهضة فنية وثقافية ومن ثم تأهيل بلدان أفريقيا لتنهض، بل وتتصدر بلدان العالم جميعاً.
الواثق يستدل على أن الفن والإيقاع المشترك هو الذي أنجب ما يسمى بالأغنية السودانية المعروفة بأغنية أم درمان، وأم درمان هي العاصمة الوطنية التي نشأت في عهد دولة المهدية، وهي المدينة التي استقبلت ما. يقارب الـ500 قبيلة سودانية، وكل قبيلة كانت لها عاداتها وأغنياتها وإيقاعاتها، ولكن شاءت إرادة الله أن تسقط القبيلة في أم درمان بعد موقعة كرري التي تعرضت لها أم درمان وفقدت الأسر رجالها، لينشأ جيل لا يعرف غير انتمائه لأم درمان، فكان لا بد لأهل أم درمان أن يبتكروا إيقاعاً واحداً وأغنية تجمعهم، فظهرت أغنية أم در مان والتي تطورت عبر مراحلها لتصبح هي الأغنية السودانية المعروفة، وهي ذات الأغنية التي جعلت الفنان محمد وردي فنان أفريقيا، وجعلت أغنيات سيد خليفة، وأحمد المصطفى وغيرهم من فناني السودان تنتشر في كل بلدان شرق أفريقيا.
إيقاعات افريقية هو مشروع فني يؤسس لنهضة، أولاً ثقافية، ثانياً سياحية، ثالثاً اقتصادية تكاملية.
والواثق الأمين محمد الضو هو فنان يعرفه الوسط الفني والغنائي بتفرده في أداء أغنيات الفنان المرحوم محمد وردي، بجانب أغنياته وألحانه الخاصة، وهو الفنان الذي أشاد به الأديب والشاعر الكبير المرحوم السر قدور، وقد أهداه آخر ما كتب قبيل وفاته وهي أغنيته (زمن الحلوين يا ناس حليلو حليلو نهارو حليلو ليلو)، وقد تمكن الواثق من تلحينها وأدائها وقد أشاد به السر قدور، وأوصى أصدقاءه بأن يهتموا بالواثق ويتعاونوا معه لإنجاز مشروعه الفني الفريد.