الحزب الشيوعي إذا اختار المعارضة فهي دور ديمقراطي مسؤول
أي حركة مسلحة يتم التوصل معها لاتفاق يجب أن تصبح جزءاً من الجيش السوداني
الحزب الاتحادي سيخوض الانتخابات بكافة مراحلها
حاورته: شادية سيد أحمد
تصوير: محمد نور محكر
قال القيادي بالحزب الاتحادي الديمقراطي، الشريف صديق الهندي، إن الحزب الاتحادي الآن يعمل على إعادة بناء هياكله من الألف للياء استعداداً للمرحلة ما بعد الفترة الانتقالية. مشيراً إلى أن الحركة الاتحادية حركة وسطية، عليها واجبات وطنية كبيرة.
وأوضح الهندي خلال الحوار الذي أجرته معه “الصيحة” أن الاتفاق على الوثيقة الدستورية نقطة انطلاق، رغم أن لدينا عليه بعض الملاحظات، إلى أنه اتفاق قابل للتطور، وأكد على أهمية أن تُضَم قوات الدعم السريع إلى الجيش السوداني. مشيراً إلى موقف الحزب الشيوعي من الاتفاق الدستوري، وقال إن الحزب الشيوعي اختار خانة المعارضة، فإن للمعارضة دور مسؤول أيضاً، ولكن نقول ليس كل ما نُريده ممكن.
*أولاً الشريف صديق الهندي أين أنت الآن من المشهد السياسي؟
الآن نحن في الحزب الاتحادي الديمقراطي نأمل في إعادة بناء الحزب الاتحادي بناء مؤسسياً ديمقراطياً من القاعدة إلى القمة بانعقاد المؤتمر العام للحزب، هذا هو همنا الأكبر خلال المرحلة المقبلة، وهمٌّ أساسي بالنسبة لنا إلى حين تسليم السلطة للشعب السوداني من خلال ممثليه بعد أن انتصرت ثورته وقدّمت الكثير من الشهداء.
*ذكرت خلال حديثك الحزب الاتحادي الديمقراطي، أي حزب تعني، علماً بأن هناك عدة أحزاب سياسية وكيانات اتحادية؟
الحزب الاتحادي الديمقراطي واحد، تفرعت عنه أحزاب أخرى، وتسجلت بحسب قانون الأحزاب الذي نعتبره من القوانين المعيبة خلال فترة سعت السلطة فيها إلى تقسيم وتشرذم الأحزاب السياسية، وتشتيت العمل المعارِض، وهذه الحقبة أحدثت من الدمار في الأحزاب ما أحدثت، لذلك نحن نعمل الآن على إعادة بناء الحزب الاتحادي الديمقراطي من الألف للياء ومن القاعدة للقمة بلا تحزّب وبلا تحيّز.
*هل يعني هذا أن هناك بشارة بوحدة الاتحاديين؟
نعم، وحدة الحزب هذه لن تكون وحدة عاطفية، بل وحدة برنامج ووحدة مؤسسة، ووحدة إرادة لأعضاء الحزب الاتحادي الديمقراطي بكل مسمياتهم، وأقول لك آن الأوان لتوحيد الحركة الاتحادية كافة، والحركة الاتحادية لها واجبات وطنية كبيرة وعليها واجبات مؤجلة، وظلت تناضل لفترات طويلة لعودة الديمقراطية، وهذا الأمل يقتضي الوحدة بالمشاركة مع الزملاء في الحركة الاتحادية .
*تحديدًا ما هو دور الحركة الاتحادية في المرحلة القادمة أي مرحلة بناء السودان؟
الحركة الاتحادية تمثل الوسط السياسي السوداني والتوازن الذهني في الحركة السياسية الموجودة، وهي مسؤولة عن المحافظة على هذا التوازن في تمثيل القوى الاجتماعية والسياسية للعبور إلى الديمقراطية، ليست لدينا عقيدة سياسية بخلاف العمل الديمقراطي المتساوي الذي يخلو من كل العوائق المتمثلة في عدم المساواة أو التهميش، الحركة الاتحادية لا تعاني من صراع الأجيال أو صراع النوع.
*هل تنوون خوض الانتخابات ما بعد الفترة الانتقالية؟
نعم.. الحركة الاتحادية تنظيم مبني على أساس أن الأمر عادة ينتهي بالانتخابات باعتبارها المُعبِّر الحقيقي عن إرادة الجماهير، والانتخابات بالنسبة لنا هي صلب ومركز صناعة الديمقراطية، والآن نحن في مرحلة البناء الحزبي، ومن ثم البرنامج، ونأمل أن يكون هناك استقرار حتى نصل مرحلة الانتخابات، ونحن الآن على أعتاب الفترة الانتقالية وبداية الاتفاق، والحزب شأنه شأن القوى السياسية الأخرى في المساهمة في المجلس التشريعي، وسنخوض الانتخابات القادمة بكافة مستوياتها.
*كيف تنظر لوضع السودان ما بعد التوقيع على الوثيقة الدستورية، في أي الاتجاهات يسير؟
يجب أن نكون متفائلين في هذه المرحلة، ونقول إن الاتفاق معقول وقابل لأن يتطوّر نصوصاً وآليات رغم وجود نقاط شائكة به كجهد بشري، لكنه يصلح أن يكون بداية لعمل قابل للتطور، وفي حال أُحسنت إدارة هذا الاتفاق وتوفرت له الظروف التي تتيح تطبيقه بصورة مثلى وبعقلية وبمشاركة تستهدف الوطن، يمكن أن يخرج السودان إلى بر الأمان، مع الوضع في الاعتبار أن الدولة سوف تبدأ من الركام، وهناك تحديات كبيرة يمكن أن تواجه هذا الاتفاق في ظل وجود الوطن المنهك، ويجب أن نلتفت إلى الإيجابيات بدلاً من أن ننقد بعضنا.
*نعلم أن أي اتفاق منقوص قد يؤدي إلى العودة إلى الوراء، ونقصد أن الحزب الشيوعي يعتبر نفسه خارج الاتفاق وهو قوة سياسية لا يُستهان بها، كيف تقرأ هذا؟
مع تقديرنا لموقف الحزب الشيوعي ، وهو حزب وطني ومعروف وله مكانته السياسية، ولكن نختلف معه في تقديره للموقف، ونقول له (ما كل ما يُراد ممكن)، لدينا الكثير من التحفّظات على الاتفاق، ونحس بخطورة الأمر وثقل المسؤولية، ولكن في نهاية الأمر أين البداية، لا بد أن تكون هناك نقطة للبداية للانطلاق، وقد لا تكون نقطة البداية صحيحة مائة بالمائة، ولكن احتمالات النجاح تكون غالبة على احتمالات الفشل، وإذا اختار الحزب الشيوعي المعارضة، فهي أيضا دور ديمقراطي مسؤول، والمعارضة للحزب الشيوعي في عهد محمد إبراهيم نقد كانت معارضة مسؤولة.
*أشرت إلى أن لديكم عدة تحفظات على الاتفاق فِيمَ تتمثّل هذه التحفظات؟
هي ملاحظات، وتعتبر مثار انتباه بالنسبة لنا، مجملاً الاتفاق كبداية جيد، وهذه الملاحظات يمكن أن تكون لها خطورتها مستقبلاً مثل الطرفين اللذين وقّعا الاتفاق(المجلس العسكري وقوى الحرية والتغيير) دخلا هذه المرحلة متنافسيْن وليسا شريكين والأجدى أن تكون هناك شراكة وليس تنافساً، وأرجو ألا يكون التعامًل بعد التوقيع بهذه الروح حتى لا تكون هناك ازمة ثقة، ومن ثم تبعية الدعم السريع للقائد العام لماذا وهو جزء من الجيش السوداني، كيف ستكون طبيعة العلاقة بين القائد العام والدعم السريع، الأمن مسؤوليته مشتركة بين مجلس الوزراء والمجلس السيادي كيف يكون ذلك، وهناك نقطة أيضاً لها أهميتها وخطورتها وهي الازدواجية في الجنسية، هذا إجراء غير دستوري الحرمان من المجلس السيادي والاستثناء في بعض الوزارات في ظل تحدث الوثيقة عن المساواة في المواطنة (الحقوق والواجبات)، ويجب الوضع في الاعتبار الأسباب التي من أجلها حصل هؤلاء على الجنسية المزدوجة، وهي بالطبع ليس هروباً من ارتكاب جريمة، وكان هؤلاء عصباً لعمل المعارضة، أي أن عمل المعارضة والتجمعات بدأ من الخارج عن طريق هؤلاء المغتربين السودانيين، وهذا القرار لو أصبح تقليداً سوف يتم فقدان كل هؤلاء مستقبلاً، وهم يعرفون الحقوق والواجبات، يجب الانتباه لهذه النقطة التي لها أهميتها.
*من خلال حديثك عن الدعم السريع وتبعيته للقائد العام، هل نفهم أنك مع ضم قوات الدعم السريع إلى القوات المسلحة؟
نعم، أنا مع ضم قوات الدعم السريع إلى القوات المسلحة، حتى لا يكون هناك رفض وصراع وعدم استقرار، أي حركة مسلحة أياً كانت في حال توصلها إلى اتفاق يجب أن تصبح جزءاً من القوات المسلحة والجيش السوداني، ويجري عليها الذي يجري على الجيش السوداني.
*الوضع الاقتصادي من أهم الأسباب والمسببات التي قادت إلى خروج الشارع السوداني ولا زال الوضع كما هو كيف تنظر إلى ذلك؟