تنمية وتطوير الخرطوم.. رسم خارطة طريق
الخرطوم- رشا التوم
الخرطوم تلك المدينة الساحرة التي تقع بين ضفتي نيلين وتغنى لها عدد من الشعراء والفنانين تعبيراً عن روعة جمالها وعمرانها.
أصابها خلال عقود ماضية الكثير من التغييرات التي أدت إلى تكوين صورة شائهة لا تليق بها عقب الانفجار السكاني التمدِّد العمراني واتخاذ العاصمة ملاذاً للجوء والسكن العشوائي، وبالتالي تفاقمت الأزمة بتدهور الخدمات وانهيار البُنى التحتية وتراكم النفايات وانفجار الصرف الصحي ومشكلات العلاج والصحة والتعليم.
مما حدا بحكومة ولاية الخرطوم بقيادة الوالي أحمد عثمان حمزة، الاتجاه لمحاولة إحداث اختراق في العاصمة وتجميل الصوره بأفضل من الأولى وإشراك كافة الجهات ذات الصلة ومواطني الولاية والقطاع الخاص واستدعائهم للمشاركة في مؤتمر تنمية وتطوير ولاية الخرطوم تحت شعار معاً لنهضة العاصمة والذي شهد حضوراً كثيفاً من قبل الخبراء والعلماء والأكاديميين لوضع خارطة طريق جديدة برؤية موحَّدة.
وقال الفريق ركن مهندس عضو المجلس السيادي إبراهيم جابر: إن الظروف السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأمنية التي تمر بها البلاد، شكَّلت تحدياً كبيراً، يستوجب من الجميع التوافق والوحدة.
وأكد جابر خلال مخاطبته أمس، مؤتمر تنمية وتطوير ولاية الخرطوم، إن قضايا التنمية والتطوُّر من لوازم النهضة، واعتبرها أسس لتحقيق السلام والعدالة والحرية، موضحاً هذا المؤتمر حدَّد القضايا التي تمثل جوهر الصراع والمعركة، التي نخوضها وتنصرف لها الأنظار والجهود الشعبية والرسمية معاً، وأضاف: المؤتمر يبعث رسالة لأهل البلاد (هلموا للبناء والتعمير) لأنها تعد المعركة الحقيقية، داعياً الولايات الأخرى للمضي في طريق التنمية، وأضاف: أوراق المؤتمر شخصت المشكلات وحدَّدت المعالجات بجدول زمنية متفاوتة، لقضايا الصحة والتعليم والبطالة والمياه والكهرباء والأمن الغذائي ومعاش الناس، والمواصلات والبُنى التحتية ومشاكل الهجرة والنزوح، وغيرها من قضايا المواطنين .
وأعلن جابر، عن تقديم الدعم اللامحدود لمخرجات وتوصيات المؤتمر، وأن تكون أهداف المؤتمر رسالة للقوى السياسية (هلموا للموافقة والتسامح والتعاون والتضحية وتجاوز الصغائر)، حتى تكونوا عند (حسن ظن المواطنين).
ودعا إلى صراع تسخير الجهود والطاقات لقضايا التنمية والتطوير.
وقال: إن الوالي وحكومته يقودون عملاً لا تخطئه العين رغم شح الإمكانيات
لإحداث نهضة تنموية تنقل البلاد إلى مصاف العمران والنهضة.
وأردف أن المؤتمر يختط منهج علمي في طرح الحلول والمعالجات ٣٢ ورقة تشخص المشكلات وطرح المعالجات ومراجعة التحديات.
مؤكداً الحاجة إلى معالجات زمنية متفاوتة لقضايا الفقر والصحة والتعليم والإمداد الكهربائي بجانب قضايا المخدرات والمؤثرات العقلية والنزوح.
وأعلن الالتزام بالدعم اللامحدود لمهرجان المؤتمر وتبني المخرجات.
وقال وزير الحكم الاتحادي المهندس محمد كرتكيلا: إن العواصم العالمية مدن ذات اعتبارات سلطوية وتنفيذية وتمثل قبلة للسياحة والتعليم وكسب العيش لتكون بقدر من الرقي، مشيراً إلى إن العاصمة
الخرطوم تمثل قيمة حضارية للشعب السوداني مما يتطلب الجلوس والتخطيط لتحديثها وتطويرها والتخطيط لتنمية الولايه بأريافها لاستيعاب المستجدات عقب التأثير البالغ على الخرطوم نتيجة الهجرة ولمقابله الطلب المتزايد على التعليم والصحة وغيرها.
وأوضح أن رؤيتهم تتمثل في بذل الجهود والتخطيط عبر أساليب علمية لتصبح العاصمة صرحاً يفخر به الشعب السوداني.
وحيَّا مجهودات والي ولاية الخرطوم المكلف أحمد عثمان حمزة، ونهجه المميَّز في تطوير العمل بالولاية وتعهد بتوفير الدعم للمؤتمر ومخرجاته.
ومن ناحيته قال والي ولاية الخرطوم أحمد عثمان حمزة: إن البلاد تمر بظرف استثنائي على كل المستويات.
وتابع: نتلمَّس الخطى لتوفير وتقديم الخدمات كافة للمواطن في ظل ظروف بالغة التعقيد.
وأقر بمواجهة تحديات في الأمن بالعاصمة خاصة أن الفترة الأخيرة شهدت الكثير من عوامل الهشاشة.
فضلاً عن توفير الخدمات التعليم والصحة والطرق والمواصلات والصرف الصحي ومعاش الناس.
ولفت إلى أن سياسية التحرير الاقتصادي سياسات البنك الدولي أثرت سلباً على معاش الناس وفاقمت معدَّلات الفقر وأدت إلى نزوح إعداد كبيرة من السكان، مبيِّناً حدوث انفجار سكاني بالعاصمة التي تجاوز عدد سكانها ١٥ مليون شخص، علاوة على امتداد المساكن والسكن العشوائي مما ألقى بظلال سالبة على الخدمات وهي إحدى القضايا الأساسية التي تشغل هاجس حكومة الولاية.
ودعا عثمان إلى ضرورة تبني سياسات حكيمة ورشيدة لتوفير الخدمات للمواطن من خلال الموازنات والتي نبَّه إلى أنها لا تلبي الاحتياجات ولا تمكِّن من تنفيذ المشروعات لمحدودية الإيرادات.
وأردف قائلاً: نسعى من خلال المؤتمر إلى إشراك الولايات والمواطنين والجميع في كيفية تحقيق نقلات نوعية في الخدمات المطلوبة، فضلاً عن التعاون مع القطاع الخاص والذي بدوره بدأ التفاعل مع برامج حكومة الولاية.
وأوضح أن الأوراق المقدَّمة خلال المؤتمر تناقش قضايا حقيقية تواجه الولاية، وطالب الخروج بتوصيات تحدِّد خارطة طريق للولايه تستند عليها أي حكومات مقبلة، مضيفاً: الولاية فضلاً عن أنها العاصمة القومية وشعار المؤتمر “معاً لنهضة العاصمة” ومعاً هذه للجميع لكل سوداني يطمح أن تكون العاصمة آمنة مطمئنة ونظيفة.
وحيَّا التداعي من قبل المشاركين في المؤتمر لإعطاء وصفة في كيفية معالجة القضايا كافة وزاد الولاية تهم كل سوداني وتحتاج إلى جهود كل السودانيين.
وأضافت رئيس لجنة المؤتمر د. إحسان بشير، إن العاصمة تمثل أم الولايات مما استدعى استصحاب الخبراء والمختصين لإعداد الأوراق لتنمية وتطوير العاصمة.
وسوف يناقش المؤتمر إبرز القضايا منها الفقر، معاش الناس، النظافة، النفايات، الصرف الصحي والمهدِّدات الأمنية خلال ٣٢ ورقة علمية، للخروج برؤية علمية منهجية متفق عليها فضلاً عن
توصيات قابلة للتنفيذ.