عبد الله مسار يكتب: تشكيل الحكومة
الموقعون على الاتفاق الإطاري مجتهدون جداً عبر الآلية الثلاثية، وعبر الرباعية الداعمة والمكونة من الإمارات والسعودية وبريطانيا وأمريكا، وكذلك عبر السيدين البرهان وحميدتي، وكذلك عبر جدول الآلية الثلاثية، الذي يشتمل على الورش المختلفة، ويسعى فيه الموقعون على الاتفاق الإطاري للوصول إلى الإعلان السياسي ومن ثم الاتفاق النهائي.
وكل هذه الخطوات مطلوبة للوصول إلى الاتفاق على الحكومة وممن تختار ومَن المشاركون فيها، وهل هي حكومة وحدة وطنية أم تكنوقراط، والعقبة الحقيقية هي عدم الوصول إلى قاعدة عريضة ومتينة لهذه الحكومة بغياب قوى سياسية ومجتمعية وحركات مسلحة وقوى أهلية فاعلة، وهذا الأمر يدفع بالقوات المسلحة بعدم الموافقة على تسليم السلطة للمدنيين، لأن ذلك مدعاة لعدم الاستقرار في الدولة السودانية، وخاصةً مع انتشار خطاب الكراهية والهشاشة الأمنية، وانتشار السلاح، وأخرى معلومة للخواجات.
وعليه، تُجرى محاولات خجولة من قِبل الموقعين على الإطاري لضم آخرين إلى العملية السياسية، وقابلت ذلك عقبة أساسية وهي وجود كتلة التحول الديمقراطي، والتي تكونت بعد ورشة القاهرة، والتي أجازت وثائق مهمة لا يمكن تجاوزها، وكذلك كوّنت كتلة سياسية كبيرة.
وفي كل هذه الظروف، جرت محاولات كثيرة لضم بعضها إلى الاتفاق عليه، ولكن نتيجةً لرفضها أي اتفاق لم تشارك في كل خطواته، ولم يشمل كل مكوناتها.
لا زالت عملية تشكيل حكومة تراوح مكانها، ولا زالت محاولات البرهان وحميدتي تُجرى، ولكن الموقف هو هو..
الموقعون على الإطاري لا يرغبون في توسيع المشاركة والحوار للوصول إلى حكومة مجمع عليها، ويصرون على إدخال البعض في البرنامج المعد سلفاً من فولكر، والموقعون على الإطاري والآخرون لم يوقعوا عليه، يصرون على عدم المشاركة في عملية ولدت ميتة، وأن يكون تمومة جرتق.
عليه، آخر ما أعلم، المشاورات تُجرى حول تكوين لجنة مشتركة ومتساوية، تنظر في كل مراحل العملية السياسية حتى الوصول للإعلان السياسي، وحسب علمي إنه قد طلبت أسماء الأطراف للنظر في مجمل هذه الخطوات السياسية حال الموافقة عليها.
وحسب علمي، هذه هي العقبات التي تمر بها العملية السياسية وتكوين الحكومة،
ويبدو أنّ القابضين على هذه العملية مُصرِّون على تجاوز هذه العقبات للوصول إلى الإعلان السياسي والنهائي على النظام والحيثيات التي ذكرتها.
تفاصيل كثيرة تُجرى، تظهر نتائجها في مقبل الأيّام.
نسأل الله تعالى أن تكون البلاد والعباد بخير.