بعد أن أعلن استعداده للتفاوض: الحلو.. هل سيلحق بـ”الإطاري”؟
الخرطوم- الطيب محمد خير
أبدى رئيس الحركة الشعبية شمال عبد العزيز الحلو، استعدادهم للتفاوض مع الحكومة المدنية المقبلة، وقال: إن الحركة ظلت تُناضل من أجل قضية عادلة ولا مانع من حلها عبر التفاوض دون الحاجة للحرب.
وقطع الحلو بأن العملية السياسية الجارية لن تقود إلى حل جذري للأزمة، لكنها خطوة يمكنها أن تفتح الباب للحل الجذري بناء على ما يمكن أن يتحقق من مكاسب في التفاوض، وأشار إلى إن الاتفاق الإطاري تفادى مناقشة القضايا الأساسية وجذور الأزمة السودانية ممثلة في علاقة الدين بالدولة وعلاقة الجيش مع المكوِّنات العسكرية الأخرى ومسألة الهوية ومعالجة التشوُّهات في الاقتصاد وقام بترحيلها إلى المستقبل وهو يحدث دائمًا.
ويرى مراقبون أن الحلو رغم هجومه على العملية السياسية الجارية بأنها لن تقود إلى حل جذري للأزمة، لكن وصفه لها بأنها خطوة يمكنها أن تفتح الباب للحل الجذري بناءً على ما يمكن أن يتحقق من مكاسب في التفاوض قد تركت الباب موارباً للعودة إلى طاولة التفاوض مع الحكومة الانتقالية ومايعزز ذلك إعلانه صراحة استعدادهم للتفاوض مع الحكومة المدنية المقبلة، بعد انقطاع دام أكثر من عامين عندما أعلن الحركة تعليق مشاركتها في مفاوضات جوبا التي جرت بين حركات الكفاح المسلح والحكومة الانتقالية بعد أن طرحت الحركة الشعبية شمال بقيادة عبدالعزيز الحلو مقترح خلال التفاوض يتعلق بفصل الدين عن الدولة، أو منح تقرير المصير لمنطقتي جنوب كردفان والنيل الأزرق.
وجاء إعلان الحلو عن إمكانية عودتهم لمائدة الحوار واستعداده للانخراط في عملية السلام عقب اجتماع جمعه مع مجموعة الكتلة الديموقراطية بالقاهرة الذي قوبل بشكوك غير رسمية في مقدرة القاهرة في دفع الحركة الشعبية إلى مائدة الحوار بعد أن فقد الوسطاء الدوليون والإقليميون الأمل في إعادتها إلى طاولة المفاوضات.
وقال المحلِّل السياسي د. خالد التجاني لـ(الصيحة) إنه لايرى أي تغيير قد طرأ على موقف قائد الحركة الشعبية شمال عبدالعزيز الحلو من التفاوض مع الحكومة الانتقالية وهو ذات الموقف الذي أظهره منذ بداية مفاوضات جوبا وهي ذات الاشتراطات التي قدَّمها حين وقع مع حكومة حمدوك وأخرى مع لم يلتزما بما تم التوقيع عليه معه وذهبت الحكومة الانتقالية لاتفاق سلام مع أطراف أخرى ممثلة في الجبهة الثورية .
ويرى د. خالد أن تصريحات الحلو التي أكد فيها أنه منفتح على التفاوض للوصول لاتفاق السلام أردفها باشتراطات مسبقة كثيراً ماكان يشير إليها في كل تصريحاته السابقة وقال :لا أرى أي تغيير في موقف قائد الحركة الشعبية من التفاوض.
واستبعد د.خالد أي تأثير من القاهرة على الحلو بحكم علاقته بها مع الحزب الاتحادي وقال إنها علاقة قديمة واجتماعه مع الحزب الاتحادي بالقاهرة جاء في سياق مختلف متزامنًا مع الاتفاق الإطاري لكن البعض اعتبرها عملية اصطفاف جديد مع الحزب الاتحادي والكتلة الديموقراطية لكنها هي علاقة قديمة.
وذهب أستاذ العلوم السياسية د.عبد الرحمن أبوخريس موافقاً د.خالد التجاني في أن قائد الحركة الشعبية شمال عبد العزيز لازال متمسكاً باشتراطاته التي طرحها في طاولات التفاوض بعلمانية الدولة، وقد أكد على ذلك في تصريحاته بأن العملية السياسية الجارية قاصرة عن معالجة القضايا الأساسية .
وأضاف د. أبو خريس لـ(الصيحة) أنه لايرى في حديث الحلو أي جديد يذكر يمكن التعويل عليه لأنه لم يظهر موقف واضح يبيَّن هل هو مع توسيع المشاركة في العملية السياسية أم أنه مع تيار الاتفاق الإطاري الانتقائي؟ وكان عليه كقائد حركة معارضة أن يطرح البديل ويبيِّن موقفه.
وأكد أبو خريس أن اشتراطات الحلو ليس بالإمكان الإيفاء بها من قبل الحكومة العسكرية الحالية ولا المدنية المنتظرة التي أبدى مرونة في استعداده للتفاوض معها لأنه يسبح في اشتراطاته عكس التيار الديني والمجتمعي للدولة السودانية، والحلو واضح أنه يلعب على كل الحبال فهو يريد كسب رضاء المصريين والمحافظة على علاقته بقوى اليسار ممثلة في الحزب الشيوعي الذي يتمسَّك بالحل الجذري رغم إظهاره موقفه القديم بأنه مع الحكومة المدنية وهذه رؤية وموقف الحركة الشعبية الذي ينادي بالكليات لكن الإشكالية في التفاصيل هذه مشكلة حركات الكفاح المسلح وهذا ذات ما فعله قرنق إبان حكومة الديموقراطية الثالثة وبالتالي على الحلو أن يعمد إلى تغيير اعتقاده بأن التغيير الذي يتم خلفه اللجنة الأمنية والكيزان وأن لم يغيِّر هذا الاعتقاد لن يحدث أي جديد في موقفه وستظل الأمور على ماهي عليه.