وقع السهام
د. يعقوب عبد الكريم نورين
ظهور كرتي وتهيئة المشهد
أثار حفيظتي ظهور علي كرتي في ولاية الجزيرة وهو الذي اختفى عن الأنظار بعد مؤتمر لجنة إزالة التمكين التي كشفت عن امتلاكه لأكثر من 300 قطعة أرض في بحري، والشيء الآخر وهو ظهوره في ولاية الجزيرة التي صرح واليها بأنه لا يريد (الله أكبر) باعتبار أنها ترمز للكيزان وهذا خطأ وقع فيه والي الجزيرة لأن الله أكبر أكبر من الكيزان ومن كل شيء وقد استخدم التكبير والتهليل من قبل الكيزان لتضليل الناس وكان الكيزان بعيدون عن معاني ودلالات التكبير والتهليل بعد السموات والأرض.
لقد أراد منظمو اللقاء توصيل رسالة للقوى السياسية مفادها بأننا قد عدنا وهي عودة تعني أن هنالك من هيأ لها المسرح جيداً ويُقرن هذا الأمر بالحديث الذي أدلى به الفريق ياسر العطا في قاعة الصداقة بالخرطوم في مؤتمر تنمية دار بيري والذي قال فيه بأنهم يريدون توقيع ميثاق مع قوى التيار الإسلامي العريض المبعدة بأمر الثورة لتفادي الإرهاب والتطرف.
وهذا الحديث يفتح الباب مشرعاً أمام عودة من ثار ضدهم الشعب السوداني بكل أطيافه ومناطقه وثقافاته، ضد ظلم ذاك التيار الذي يخشون إرهابه ودمويته، والمعلوم بالضرورة أن كل صقور النظام البائد معروفون بالاسم ومكان السكن وحتى الخلايا النائمة معروفة فما الذي يمنع من إلقاء القبض عليهم ووضعهم في السجون كما كانوا يفعلون مع خصوم السياسة إبان فترة حكمهم وبيوت أشباحها وثلاجاتها.
إن ظهور كرتي وهو أحد الصقور في عهد المخلوع علناً وهو يخاطب الحشود يدل بأن القادم أسوأ مما يظن قادة القوى السياسية التي قادت الثورة وهذا يتطلب الوقوف صفاً واحداً ضد عودة الفلول ومن شايعهم.
عودة كرتي تعني استباق عودة لجنة التمكين التي يخشاها الفلول أكثر من خشية الله، وظهور حركة المستقبل أيضا يقرأ في هذا السياق بأن الإسلاميين غيروا جلودهم وجاءوا في ثياب الواعظين للدخول في مضمار الديمقراطية التي يعتبرونها معيقة لمشروعهم المتطرف.
والسؤال هو هل يمكن للفلول أن يخدعوا الشعب وقوى الثورة مرة أخرى ويعودوا لتصدر المشهد السياسي مرة أخرى؟، أظن أن هذا الأمر دونه خرط القتاد.
لم يضحِ الشباب والشهداء بأرواحهم لأجل عودة الكيزان ورموزهم.
ومن ظن أن الشارع قد مرض أو مات فقد أساء الظن والتقدير.