مع اقتراب رمضان: زيادة أسعار السلع.. حقيقة الوضع
موظف: ما يحدث تلاعب واحتيال
ربة منزل: الرقابة مسؤولية الجميع
مواطن: (والله مكملنها بالبركة) ونحن خارج قائمة اهتمامات المسؤولين
تاجر : القضية خطيرة وبعض التجار شوَّهوا سمعتنا
خبير اقتصادي: على المواطن الإبلاغ عن أي زيادة
الخرطوم- انتصار فضل الله
تتباين وتستقر أحياناً.. وفي أوقات أخرى يتفاجأ المستهلك لحد الدهشة بزيادات في محيط ضيِّق فيصبح في حيرة من أمره ليجد نفسه أمام أمرين أما أن يقاطع أو أن يقبل الواقع لكي يعيش.
أسعار السلع التموينية هذه القضية التي ظلت وما زالت تشغل العقول وتقضي على ما في ” الجيوب” تناولتها (الصيحة) للوقوف على الأسعار مع قرب رمضان والاقتراب من حقيقة الزيادات التي يشكو منها المواطنين.
قرار
قرر سامي دهب، وهو موظف في مؤسسة حكومية عدم التسجيل في قائمة طرد رمضان لهذا العام التي تطرحها مؤسسته للموظفين بالقسط الشهري، وفضل الشراء من السوق حسب الحاجة
أخذ مبلغاً من المال توجه نحو الأسواق لشراء السلع الرمضانية، بداية من أسواق التوابل والمنتجات الزراعية البلدية “كركدي، تبلدي، عرديب” وانتهاءً بأسواق التمور فتفاجأ بانخفاض الأسعار في الأسواق الكبيرة مقارنة بالمحلات التجارية الفرعية و”الدكاكين” في المناطق السكنية.
حقيقة
قال سامي لـ(الصيحة): رسخت حقيقة واحدة في عقول المواطنين وهي أن أسعار السلع مرتفعة وهذا يتضح من خلال الشكاوى المتكررة، لكن الحقيقة أن ما يحدث تلاعب واحتيال في البيع من تجار معدومي الضمائر وهم أصحاب الدكاكين في الأحياء السكنية وحول الأسواق الصغيرة وسط المدن، بالتالي القضية قضية ضمير أولاً ومسؤولية أمام الله، فما تشهده الأسعار يتطلب مقاطعة هذه المحلات والتوجه للشراء من المنشآت الكبيرة والموردين في الأسواق المركزية.
وناشد سامي المواطنين بالتصدي لأطماع التجار وإحداث تغيير بالتوجه الصحيح للأسعار في ظل اللا دولة .
مشتريات
اشترى سامي سلع تكفيه حتى النصف الأول من شهر رمضان الكريم لم يصرف سوى سبعون ألف جنيه، بما فيها السكر، قائلاً: ” راتبي الشهري مائة ألف وهناك حوافز وبدلات تصرف مرتين في الشهر، إضافة إلى حافز رمضان وهو يساوي المرتب” يقول: سبقته لتنفيذ هذه التجربة زميلة بالعمل أقسمت لهم عدم وجود زيادات في الأسعار.
رقابة
الرقابة مسؤولية الجميع بهذه الكلمات ابتدرت أميرة كمال ربة منزل حديثها لـ(الصيحة) فهي تؤكد دور المستهلك في الغلاء الذي تشهده السلع التموينية لأنه اعتاد الشراء بأي سعر في صمت مبين دون اعتراض وكأن هناك غياب للعقول، وناشدت بضرورة كتابة أسعار أي سلعة مصنوعة محلياً على العبوات وفي شكل ديباجات ملعقة على المنتجات لوضع حد لفوضى الزيادات والتباينات غير المبررة.
بالبركة
الحاج عوض الرحيمة، ردَّ على سؤالنا حول الأسعار بالقول ” والله مكملنها بالبركة والعافية والمواطن خارج قائمة اهتمامات المسؤولين ” الأسعار كل يوم على حال ويختلف سعر السلعة الواحدة من دكان لآخر وليس بمقدورنا شئ سوى الشراء، فالواضح أن الأسواق تعيش حالة ثبات في الأسعار ولكن من يريدون الثراء بأي وسيلة يتسببون في ربكة فبلا شك أن التاجر الشاطر يستغل الوضع ويخفف السعر لتنفد بضاعته.
أضاف ارتفاع أسعار التمور دفعه للشراء بالقطاعي، وبدأ متفائلاً بانخفاض الأسعار في الأسبوع الأول من شهر رمضان الكريم، حيث يستغل التجار بدايات المواسم، إضافة زيادات في أسعار السلع.
ارتباط
ينظر التاجر آدم الريح، واحد من أشهر تجار التوابل والمنتجات البلدية في سوق أم درمان إلى القضية من زاوية متعدِّدة، ويؤكد أن استقرار الأسعار مرتبط بالقوة الشرائية والإقبال على المنتجات، واصفاً الوضع بالخطير وأنهم كتجار أمام معادلة صعبة، قائلاً لـ(الصيحة): شوَّه بعض التجار سمعتنا ومن حق المستهلك أن ينعم بالرخاء والاستقرار المعيشي.
وناشد الحكومة بتوفير الدعم اللازم لمعالجة المشاكل التي تواجه المواطنين، وإيجاد سياسات واضحة لمحاربة الفقر والبطالة وحماية المستهلك من الغلاء.
معاناة
الخبير الاقتصادي عادل أحمد عابدين، قال لـ(الصيحة): الاقتصاد السوداني يعاني من أزمة طاحنة، أدخلته في غرفة الإنعاش في انتظار الموت الرحيم جراء التضخم الكبير الذي لم يشهده تاريخ البلاد نتج عنه ارتفاع أسعار ضروريات الإنسان اليومية بالتالي عجز المواطن على مقابلة الارتفاع الجنوني المصنوع بأيدي الدولة والتاجر والمستهلك في سلع قوته اليومي من خبز وخضار وزيوت وسكر وغيرها من السلع الأساسية .
طالب بوضع معالجة سياسية شاملة للسيطرة على كبح جماح الأسعار وحث المواطنين بالإبلاغ عن أي زيادة غير منطقية في الأسعار.