حركة المستقبل هل هي نافذة للمحلول؟
حركة المستقبل هل هي نافذة للمحلول؟
الخرطوم- الطيب محمد خير
عاودت قيادات بارزة في حزب المؤتمر الوطني المحلول منذ العام 2019 ظهورها ومزاولة نشاطها بشكل علني من قاعة الصداقة بالخرطوم بإقامة المؤتمر العام الأول لحزبها الجديد باسم حركة المستقبل للإصلاح والتنمية وسط مُشاركة لافتة من حلفاء الحزب المحلول وتم اختيار عبد الواحد يوسف، أميناً عاماً للحزب الجديد وهو أحد كوادر الحركة الإسلامية الذي تولى مواقع تنظيمية رفيعة في حزب المؤتمر الوطني.
قال عبد الواحد لدى مُخاطبته الجلسة الافتتاحية للمؤتمر العام إن عضوية الحركة تفوق الـ 300 ألف، في جميع أنحاء السودان وغالبيتهم من خلفية إسلامية يؤمنون بالتغيير والديموقراطية ويدعون للسلام والتسامح ونبذ الكراهية والتعصب الديني والإثني وأنهم يسعون لتعزيز العلاقات مع كل القوى السياسية ودعا الأحزاب السياسية للالتزام بالعمل المدني السلمي وتجهيز نفسها للانتخابات وليس لبحث عن المحاصصات، معلناً دعمهم القوات المسلحة باعتبارها تمثل رمز وسيادة السودان وصمام أمان لتماسك ووحدة السودان والدفاع عن أراضيه، وناشدها بالتحلي بالحكمة وروح المسؤولية والوقوف في الحياد تجاه العملية السياسية التي تجري الآن.
وكان قرار لجنة تفكيك التمكين حظر حزب المؤتمر الوطني وواجهاته وإخراجه من دائرة العمل السياسي ومنعه من مزاولة أي نشاط ومصادرة مقراته .
وتأتي أهمية هذا القرار بحسب مراقبين أنه اتّـخذ بالإجماع من قبل القوى السياسية والمدنية والعسكرية ودلالة هذا الاجماع حسب المراقبين بأن هناك تصميماً قوياً لدى القِـوى السياسية والمدنية والمكوِّن العسكري للتخلّـص نهائياً من المؤتمر الوطني وشطبه من المعادلة السياسية .
ويقول مراقبون إن الأحزاب الجديدة التي تنشأ وغالبية منسوبيها من الإسلاميين تهدف لتكرار تجربة تغيير جلدهم السياسي التي درجوا عليها في كل مرحلة بتأليف حزب جديد بقيادة من كوادرهم ممن لم يُـحرم من العمل السياسي مع إضفاء تعديلات تسمح لهم بالعودة إلى العمل السياسي.
وقال المحلِّل السياسي عبدالله آدم خاطر لـ(الصيحة): إن قراءته لما تم في إطار أن ثورة ديسمبر التي أطاحت بحكم المؤتمر الوطني وحلفائه بسبب أن السياسيات التي كان يتبعها المؤتمر الوطني خلال حكمه هي استخدام الدولة وتسخير إمكانياتها لمصلحته لقمع الشعب وإذلاله سياسياً وتسخير كل قطاعات الدولة لإفقار كل من لاينتمى لتنظيم المؤتمر الوطني، بجانب استغلال أجهزة الدولة خاصة مجالي الفكر والإعلام لتضليل الرأي العام هذه الجوانب التي ذكرتها هي التي قامت عليها شمولية المؤتمر الوطني .
وأضاف خاطر: إن أي تنظيم جديد للإسلاميين لن يؤثر أو يشكِّل خطراً على مسيرة الشعب نحو الخروج من دائرة الشمولية إلى الديموقراطية والحرية طالما أزيلت قبضة المؤتمر الوطني، وأكد خاطر إنما قامت به هذه المجموعة إعادة إنتاج لواقع رفضه الشعب السوداني وتجاوزه خاصة بعد أن تأكد أن هذه المجموعة تنتمي للمؤتمر الوطني وبالتالي لن يكتب لمشروعها الحزبي هذا أي نجاح ولن يتقدَّم أي خطوة.
وأكد القيادي الإسلامي بالمؤتمر الشعبي أبوبكر عبدالرازق لـ(الصيحة) إن حزب حركة المستقبل للإصلاح والتنمية ليس جديداً وتكون قبل ثلاثة أعوام وظل موجوداً في الساحة السياسية لكنه لم يكن ناشطاً في الفترة السابقة، وأشار إلى أن الذي انعقد هو المؤتمر الثاني وليس الأول وما تم تجديد لولاية عبد الواحد يوسف وليس اختيار جديد كما أشيع في الإعلام.
وأضاف أبوبكر المؤتمر الوطني يعتبر شخصية اعتبارية من ناحية قانونية والحظر الذي تم كان لاسم المؤتمر الوطني وليس للعضوية المنضوية فيه وبالتالي من حق أي عضو كان في المؤتمر الوطني أن ينتمى لحزب آخر أو يكون حزباً جديداً.
ورفض أبوبكر وصف تأسيس الحزب الجديد بأنه عملية تجديد للإسلاميين لجلدهم السياسي الذي درجوا عليه في كل المراحل، وأضاف أن الإسلاميين الآن متفرقين أيدي سبا وموجودون في أكثر من تنظيم منها الإصلاح الآن ومنبر السلام العادل والحركة الإسلامية غير المعلنة بقيادة علي كرتي وحزب محمد علي الجزولي، لكن الحركة الإسلامية الأصلية يمثلها المؤتمر الشعبي بتوليها مبادئ الحركة الإسلامية منذ تأسيسه عام 2000 وظل ممسك بها، من هنا لايمكن لأحد أن يقول إن الحركة الإسلامية تغيِّر جلدها لكن هذا لايمنع أن يعمل كل طرف كيف مايراه لمصلحة المشروع الإسلامي .
واستبعد أبوبكر وحدة الإسلاميين في الوقت الراهن وحتى أن تمت المحاولة لجعل الحزب حاضنة سيكون حاضنة للبعض دون الآخرين قاطعاً بأن حزب المؤتمر الشعبي ليست له علاقة من قريب أو بعيد بهذا الحزب وبقية التيارات، وأشار إلى أن المؤتمر الشعبي ينشط في إقامة مؤتمراته الولائية تحضيراً للمؤتمر العام .
قال أبوبكر: إن المؤتمر الوطني لن يقدم على جعل هذا الحزب الجديد غطاءً أو مظلة يعمل تحتها لجهة أن هناك مقار وممتلكات خاصة به تمت مصادرتها وهو متمسك بحقه القانوني في استعادتها وبالتالي لا أتوقع أن يقدم على تغيير اسمه إلا بعد أن يسترد وجوده القانوني وممتلكاته، لكنه يمكن أن يكون هذا الحزب الجديد أحد واجهات التعبير عن المؤتمر الوطني.