*عقب التوقيع الرسمي على الوثيقة الدستورية بين المجلس العسكري وإعلان قوى الحرية والتغيير بقاعة الصداقة، خرجت الجموع السودانية فرحة بهذا التوقيع الذي يشكل مرحلة جديدة في تاريخ السودان.
*أكثر ما أفرح أهل السودان هو بداية تجربة حكومة مدنية في الفترة الانتقالية جل ملامحها من الكفاءات في مختلف المواقع، وعلى رأسهم رئاسة الوزراء التي اختير لها د. عبد الله حمدوك الذي رفض في وقت سابق منصب وزير المالية إبان حكم الإنقاذ.
*لا يختلف اثنان على أن المرحلة القادمة تحتاج الكثير من الجهد والعمل والصبر حتى يخرج السودان من عنق الزجاجة التي ضاقت بأهله كثيراً، والكثير من الدول العربية والأفريقية تعلم الإمكانيات الكبيرة للسودان في مختلف المجالات مما يجعل التفاؤل يسود الجميع بنهضة تنموية وخدمية كبرى خلال السنوات القادمة.
*يوم التوقيع حضر العديد من رؤساء الدول الشقيقة، وتخلف البعض وعلى رأسهم الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ومثل مصر وزير الخارجية.
*مصر التي تتدعي دوماً أنها شقيقة السودان وأن شعب وادي النيل شعب واحد هي نفسها التي تستخف بالسودان وشعبه دوماً من خلال إعلامها المسير وفق منهج الدولة.
*من قبل “شتم” الإعلام المصري الرسمي خاصة، السودان إبان زيارة الشيخة موزا للخرطوم ورعايتها للسياحة في السودان، وقبل تلك الزيارة كان الإعلام المصري يقدم أسوأ صورة له إبان مباراة مصر والجزائر في تصفيات كأس العالم والتي اختير لها أن تقام في أمدرمان وخسرها المنتخب المصري بهدف، ولم يجد “شماعة” يعلق عليها خسارته سوى الإساءة للشعب السودان وأمنه.
*وحقيقة ما حدث في تلك الفترة كشفه أحد أعضاء الاتحاد المصري قبل أيام قلائل، واعترف أن كل الكذب الذي تناولته وسائل الإعلام المصرية كان مخططاً له حتى ينسى الشعب المصري مرارة الهزيمة القاسية من محاربي الصحراء.
*وبعد التوقيع على الوثيقة الدستورية هذا الأسبوع خرج علينا الإعلامي صابر مشهور عبر قناته باليوتيوب ليقدم حلقة جلها تستخف بالشعب السوداني وفرحه بالمدنية التي لم تشهدها بلاده سواء في عهد الرئيس الراحل محمد مرسي.
*مشهور قال إن الشعب السوداني ينتظر أن تصبح بلاده من أثرياء وأفريقيا وأن يهاجر إليها العمال المصريين فضلاً عن الهجرة لأوربا، وهو بنظرته الضيقة يرى ذلك بعيداً ونحن نراه قريباً إن شاء الله.
*وربما هو لا يعلم إن السودان الآن بها الكثير من الإخوة المصريين يعملون في المهن المختلفة وبعضهم يمتلك مطاعم وآخرين لديهم أعمالهم الخاصة وما يكسبونه من السودان لا يجدونه في أرض الكنانة التي هربوا منها.
*نظرة مشهور للسودان هي نفس النظرة لمعظم الإعلاميين المصريين الذين يسيرون وفق ما يمليه عليهم مكتب السيسي إن كان في قنواتهم الرسمية أو الخاصة.
*ونقول لمشهور وأمثاله إن السودان قادم بخيراته التي ستصدر إلى كل العالم وسيرى خير هذه الأرض التي تنبع زرعاً دون “صرف صحي” وضرعاً دون محسنات كيماوية، وسيشهد خير السودان الذي يستخف به وهو المتناسي أن الشاحنات المصرية التي تأتي بالمصنوعات البلاستيكية الرخيصة هي نفس الشاحنات التى تنقل للقاهرة الموز واللحوم من أرض السودان الطيبة.
*سيرى مشهور وأمثاله أن السودان سيعود سلة غذاء للعالم وليس أفريقيا، وسيسعى الكثيرون للهجرة إليه وحينها لن نستخف بالأشقاء والجيران أو غيرهم من شعوب الدول الصديقة.