عبد الله مسار يكتب: رسالة إلى أحمد عثمان حمزة والي الخرطوم
ولاية الخرطوم هي أم ولايات السودان، بها عاصمة دولة السودانية، يسكنها عدد كبير من سكان السودان، بعضهم هرب من الحروب في الريف السوداني، وبعضهم جاء إليها بسبب تعليم أبنائهم، حيث جودة التعليم العام والخاص، وبعضهم جاء إليها بسبب العمل، وكذلك بسبب العلاج، وبعضهم جاء إليها عابراً إلى ولايات أخرى، وآخرون جاءوا عابرين إلى دول الجوار أو السفر لدول أخرى، وهي ولاية فيها عاصمة السودان، وهي مركز الحكم والاقتصاد والسياسة، تتكون من عدد من المحليات، بعضها في شكل مدن وبعضها مجموعة قرى، وأحياؤها البعيدة ريف، وأغلب أحيائها البعيدة عن مركزها عشوائية.
تولى أمرها في الفترة الأخيرة الأستاذ أحمد عثمان حمزة وهو من الضباط الإداريين المميزين، حيث كان مديراً تنفيذياً لمحلية أمبدة، وهي جزء من أم درمان الكبرى، وهو من أبناء النيل الأزرق، جاء والياً لولاية الخرطوم كرجل إداري وفني، لا دخل له في السياسة وتصنيفها، وكذلك ليس من أصحاب التوجهات العنصرية والجهوية والقبلية، وليس له شلة، بل هو رجل تنفيذي صرف يتحرّك في كل الاتجاهات، كل همّه نجاح مهمته التي أُوكلت إليه، وهو رجل ميداني أغلب عمله خارج المكتب وتجده في كل مواقع ولاية الخرطوم، وخاصّةً الأحياء الطرفية التي تحتاج إلى خدمات، وهو مهتمٌ جداً بالنظافة رغم العقبات التي تواجه ذلك من تشليع الشوارع، ورغم ذلك كثير من أعماله لا تظهر لأسباب بعضها إدارية، وهو لديه عقبات رئيسية منها:
أولاً مشاكل الأراضي، وهي مشاكل ممتدة متراكمة، أغلبها ضعف إداري وفني وتماطل وتسيُّب من القائمين عليها، وهو محتاج إلى قرارات إدارية حاسمة، بعضها تغيير أشخاص، وبعضها تغيير لوائح ونظم، وبعضها تغيير في الروتين والمكتابات////، وسرعة التعامل مع القرارات وتنفيذها، وهو محتاج إلى مدير أراضي مقتدر وميداني يسوى كل مشاكل الأراضي دون الرجوع للسيد الوالي، ويكون رجلاً مبادراً ومتحركاً وحاسماً، كذلك يحتاج إلى إدارات فاعلة، خَاصّةً في التخطيط ولجان التخطيط ومكاتب ولجان العشوائي ولجان تسويات القرى ولجان النزع والتسويات، وأعتقد أنّ الرجل نجح في كثير من أعمال الولاية، ولكن علته في الأراضي وباقي أقسامها.
ثانياً قضايا الخدمات العامة الكهرباء والمياه وبعض الطرق.
ثالثاً هو ليس سياسياً ولا يسيِّره السياسيون، ولكن يؤخر عمله المساعدون معه، وخاصة العاملين في أنشطة الولاية الخدمية.
رابعاً عدم قوة وحماس بعض العاملين في الإيرادات، قللوا/// قدرته/// على جمع عدد مهول من الإيرادات، مما يجعله لم يستفد من موارد الولاية الضخمة التي تروح هباءً إما بالإهمال أو عدم جمعها أو تذهب في غير أغراضها أو لجيوب بعض المُحصِّلين والعاملين فيه.
خامساً غياب لجان الأحياء يقلل من فعالية الوالي والرقابة الشعبية، ويجعل الموظفين يتلكؤون في العمل لعدم وجود متابعة شعبية لهم، لأن المواطن هو صاحب الخدمة والموظف خادمه.
السيد الوالي.. من خلال متابعتي، أعتقد أنك تبذل جهداً ضخماً، ولكن بعضه لا يُرى، وبعضه يضيع وسط زحمة البيروقراطية وضعف الأداء والإهمال وعدم المتابعة وغياب الرقابة الشعبية.
عليه، مطلوبٌ منك أن تُغيِّر بعض إداراتك العاملة، وابدأ بالأراضي، ثم راجع الأخرى.
المواطن السوداني يُقدِّر الحاكم الذي يعمل بجد لصالحه، ويكره الموظف الذي لا يعمل ويكثر من البحث عن الأعذار.
عليه، شعب الخرطوم شعبٌ واعٍ، يُقيِّم كل حاكم بأدائه، وليس بقبيلته ولا لونه السياسي.. وأنت ليس من الخرطوم إلا عملك كموظف عام.
هنالك كثيرٌ من الموظفين وقيادات عليا معك في الولاية، لهم شلليات وحولهم مستفيدون ومحاسيب، وبعضهم عاملون لهم مراكز قوى، تجدهم في أي موقع فيه منفعة، وهم حاشية كل موظف فاسد، يعملون ضدك بطريقة وأخرى وعلى حساب الولاية.
طهِّر الولاية من هؤلاء، ونظِّف الولاية من هذا الخبوب والطين، ستكون أنجح والٍ مرّ على ولاية الخرطوم، خاصةً وأنّك مدعومٌ من كل رؤسائك، ومن شعب ولاية الخرطوم، ولكن عِلّتك أنّك شحيحٌ في اتخاذ القرارات الإصلاحية والقوية والحاسمة وفي الوقت المناسب، نسأل الله تعالى لك التوفيق والسداد.
مكتبك يحتاج إلى مراجعة، راقب الموظفين الذي يعملون معك تسلم وتسلم إدارتك، كوِّن لك لجنة استشارية مُتخصِّصة من شخصيات لهم خبرة تعينك في التخطيط وإدارة الولاية.
تحياتي،،،