لم تدرك قوى إعلان الحرية والتغيير أنها ستجد نفسها في مأزق أو موقف لا تحسد عليه من خلال خطوتها حول ترشيح الأستاذ المحامي طه عثمان الذي كان عضواً مفاوضاً خلال جولة التفاوض بين المجلس العسكري وقوى إعلان الحرية والتغيير للمجلس السيادي، خطوة وجدت رفضاً غير مسبوق من الثوار الذين احتشدوا أمام مقر تجمع المهنيين أمس الأول لساعات متأخرة من صباح أمس، تراكمت عليها أزمة سحب ترشيح محمد حسن التعايشي بمبررات لم تكن مقبولة لكثيرين من قيادات تجمع المهنيين، في الوقت الذي انخرطت فيه قيادات قوى إعلان الحرية والتغيير في اجتماعات مطولة من أجل وجود مخرج آمن لحل إشكالية ترشيح عضويتها للسيادي، بينما أكدت بعض قيادات قوى تجمع المهنيين أنها لم تقم بترشيح أستاذ طه عثمان ، وإنما تم على حسب قرار اللجنة التي كونت خصيصاً لهذا الغرض.
تبيانات في الآراء ربما تعصف بوحدة كيان الحرية والتغيير خلال الفترة المقبلة من بداية الانتقالية والعهد الجديدـ سيما وأن كثيراً من الآراء أوضحت أن الحرية والتغيير اتجهت للمحاصصة بدلاً من الكفاءة والشفافية. “الصيحة” أجرت مواجهة بين تجمع المهنيين ممثلاً في الأستاذ أحمد ربيع، والحرية والتغيير مثّلها الأستاذ محمد وداعة، فماذا قالا:
أجرى المواجهة: النذير دفع الله
القيادي بتجمع المهنيين الأستاذ أحمد ربيع لـ(الصيحة)
لم نرشّح طه‘عثمان للسيادي وهناك من يسعى لتفكيك التجمع
لابد من الالتفاف والتماسك في هذه المرحلة
*كيف تم اختيار مرشح تجمع المهنيين للسيادي؟
تجمع المهنيين لم يقدم أي مرشح للمجلس السيادي، وما تم من ترشيح للأستاذ طه عثمان ليس من اختيار التجمع وإنما جاء بناء على ترشيحات اللجنة التي تم تكوينها.
*إذن مَن الذي أقدم على هذه الخطوة التي ربما تعصف بالتجمع مستقبلاً!؟
حسب الاجتماع الذي عُقد حتى وقت متأخر من مساء أمس الأول والذي كان بغرض اختيار أعضاء مجلس السيادة لقوى إعلان الحرية والتغيير، حيث لم تصل اللجنة لتحديد أعضاء السيادي الخمسة، وعليه تم اختيار وترشيح الأستاذ طه عثمان من قبل قوى إعلان الحرية والتغيير.
*هذا يعني أنكم لم تكونوا جزاء مما تم من ترشيحات؟
نعم، تجمع المهنيين لم يختار ولم يرشّح أي شخص من التجمع للمجلس السيادي.
*هناك أقوال عن أنكم رشّحتم أستاذ طه عثمان في فترات سابقة ممثلاً للتجمع داخل السيادي؟
كان طه عثمان هو أول المرشحين من تجمع المهنيين داخل السيادي قبل إن إعلان المذكرة من قوى إعلان الحرية والتغيير مؤخراً بعدم الترشيح للمجلس السيادي، وعليه تم إبطال ترشيحه واحترام قرار المؤسسة.
*هل قمتم بإخطار أستاذ عثمان بأنه مرشح ضمن المجلس السيادي قبل إعلان المذكرة؟
لم نقم بإخطاره، بل ولم اتم استشارته بصورة شخصية أيضاً من قبل قوى إعلان الحرية والتغيير بأنه مرشح للمجلس السيادي.
*ألا يمثل هذا الاختيار والتضارب في الترشيح بداية لتجاذبات داخل التجمع؟
ليست هناك أي تجاذبات أو خلافات داخل التجمع، ولكن لابد من الالتفاف والتماسك في هذه المرحلة والذين يسعون للنيل من تجمع المهنين أو تفكيكه فقد سبقهم النظام السابق في ذلك وسيفشلون أيضاً.
عضو قوى إعلان الحرية والتغيير محمد وداعة لـ(الصيحة)
ترشيح طه عثمان تمّ من جهات لا أريد التحدُّث عنها حالياً
أي ترشيح تُشتَم منه رائحة حزبية أو محاصصة سيتم إبعاده
*ألا يمثل ترشيح الأستاذ طه عثمان إخلالاً بالاتفاق على عدم مشاركة أي من المفاوضين خلال هذه المرحلة؟
قرار عدم مشاركة أي من الأعضاء المفاوضين أو المشاركين خلال المرحلة الانتقالية هو قرار تجمع المهنيين وذلك لمزيد من التجويد وتحقيق مبدأ الشفافية تجاه الثورة.
*إذن من قام بترشيح طه عثمان ؟
ترشيح طه عثمان لم يكن من جانب أو من قِبَل تجمع المهنيين، وإنما تم ترشيحه من جهات أخرى وتم اعتماده من جانب تلك الجهات .
*ما هي تلك الجهات الأخرى؟
يجب ألا نتحدث عنها الآن.
*ولماذا تم اعتماده مع العلم بوجود مذكرة تمنع ترشيحه حسب الاتفاق؟
تم اعتماده لعدم وجود منافس في تلك اللحظة، ولكن الأستاذ طه اعتذر عن قبول التكليف لاحقاً وتم إبعاده من الترشيح.
*ما هو أثر هذه الخطوات على التجمع وقوى الحرية في هذه المرحلة؟
قوى إعلان الحرية والتغيير أوضحت وأكدت على عدم قبول أي ترشيح لكل من شارك خلال فترة التفاوض وستعمل على استبعاد أي ترشيح يتعلق بمحاصصة.
*هذا يعني أن أعضاء المجلس السيادي لا ينتمون لأي أحزاب سياسية؟
أي مشاركة أو ترشيح تشتم منه رائحة حزبية أو محاصصة داخل المجلس السيادي من جانب قوى إعلان الحرية والتغيير فإنه سيتم إبعاده مهما كان.
*هل ستحدث هذه الخطوة بعض الخلافات داخل الحرية والتغيير؟
لا أتوقع حدوث خلافات، وإنما هذه تعتبر تبايناً في الآراء وهو أمر وارد حسب المرحلة الحالية، ولكن سنتجاوزها من خلال مزيد من التشاور والتحاور.
*ماذا حدث بشأن اختيار عضوية السياسي وملء الفراغ جراء الاعتذارات؟
لا زالت الاجتماعات جارية لحسم اختيار أعضاء المجلس السيادي بما يتناسب مع أهداف الثورة.
*ما هي الشخصية التي تم اختيارها خلفاً لطه عثمان ؟
حتى اللحظة لم يتم التوصل لاختيار شخصية محددة ولا زالت المشاورات جارية.