ياسر زين العابدين المحامي يكتب: والي بحر أبيض بين الحقيقة والشائعة
في الحقيقة
ياسر زين العابدين المحامي
والي بحر أبيض بين الحقيقة والشائعة
مدخل:
قرب طلمبة قادرة بمدينة كوستي
تناهى لمسامعي…
حديث بين شخصين همساً وأشارا
إلى منزل فخيم بحي الزاهر…
بالجهة الشرقية الجنوبية للمدينة اكتمل للتوِّ…
من شيّده مَلك بسطة بالمال بظل
هذه الظروف اللعينة…
ودخله كبير بكساد قمئ والركود
النافذ حد العظام…
عرف كيف يزيد موارده ويحافظ عليها برغم الظرف القاهر…
تهامسا، قطّب أحدهما جبينه، ورفع
يديه وطفق ..دعاءا بالحاح…
أظنه دعا بعض خلق الله لله، ويل
من دعوة المظلوم…
ليس بينها وبين الله حجاب…
النص:
اشترى الفاروق عمر أثواباً قادمة من اليمن السعيد…
وزع للكل ثوبا واحدا بعدالة…
بخطبة الجمعة بمدينة رسول الله قال: يا أيها الناس أسمعوا وعووا…
قال له سلمان الفارسي لا سمع
ولا طاعة…
سأله عمر ما خطبك يا سلمان…
قال تدفع لنا بثوب وتلبس ثوبين…
نهض عبد الله بن عمر قائلاً الثوب الثاني نصيبي، دفعته لأبي…
قال سلمان الآن نسمع ونطيع…
لم يغضب عمر من السؤال…
سؤال من أين للحاكم هذا أمرٌ مطلوبٌ
إذا طرأت عليه مظاهر الثراء، الأبهة، والدعة، والحياة المرفهة…
لا خير فينا إن لم نقلها، لا خير فيه إن لم يجب…
كان رد عمر بالبيِّنة، بالبرهان، وقتها
ملك المشارق والمغارب…
الوقائع:
للإعادة، بالإعادة إفادة…
منزل فخيم وسيم قرب الطلمبة
المذكورة بأعلاه…
قال أحدهما إنّه مِلكٌ لوالي ولاية النيل الأبيض…
الوالي بالاسم عمر الخليفة…
لا أصدِّق، هذه الفرية، البهتان اللئيم…
إنه لا يملك مالاً سوى راتبه…
لأنه موظف دولة منذ البداية…
التزاماته لا يغطيها راتبه، لا تسمح له بشراء أطنان الأسمنت…
وكافة مستلزمات مواد البناء لأنها باهظة الكلفة…
ولا سداد مصروفات المقاول بهذا الزمن الرديء…
بعاتق الوالي مصروفات تستنفده…
لم يرث مالاً كابراً عن كابر ولم
يمارس أي نوع من التجارة…
لم يحظ بيانصيب ليشيد منزلاً..
ولم تمطر السماء له ذهباً وفضة…
لم يتنزل (سفلي) ليقول له شبيك
لبيك أطلب، فأنا بين يديك…
وقائع تشير لاستحالة تملّكه هذا المنزل…
غرضهم تشويه السُّمعة للأسف…
كل الشواهد تشير إلى العكس…
هذا كلامي أنا…
هذه مرافعتي دفاعاً عن الوالي…
وأحسب إني بذلت جهداً مقدراً…
أتمناه أن يكون بميزان حسناتي…
هذه الدنيا زائلة و(حليل الزايلة)…
خروج:
أعرف الوالي شخصياً لأكثر من (٤٠) عاماً قد خلت، إنه…
يتقرّب للشيوخ، يحبهم حباً جما…
يحب المتصوفة، يسعى إليهم بحب…
يعرف قصص الصحابة والتابعين…
كذا تابع التابعين إلى يوم الدين…
لا يغضب إذا طبّقنا أقوالهم، وأفعالهم…
يحضنا بالسعي لذلك ما. وسعنا…
وحتى لا يتحدّث المارة والسابلة…
ولا يتناول الأمر أصحاب الإفك…
والنميمة والقطيعة بمجالس نعرفها…
بذات فهم سلمان الفارسي نسأله هل
المنزل يا عمر الخليفة يخصّك…
هل شيّدته بهذه الظروف الصعبة…
إذا كانت الإجابة بنعم، السؤال التالي
من أين لك هذا…؟
لن نسمع ولن نطيع، القانون يسأل من كل هذا…
لن نصبر عليك، لن يحميك الموقع..
سنقود حملة تدكه، تهز أركانه…
أنت موظف إذن مطالب بكشف كل ما اكتسبت ومن أين…
المادتان (٦) و(٧) من قانون الثراء الحرام والمشبوه تسأل…
أما إذا كانت الإجابة بلا فقد اطمأن القلب وهدأ الروع…
وعرفنا يستهدفونك، لن ندخر جهداً للمدافعة عنك…
ونقولها نسمع لك ونطيع الآن…
إلى الوالي:
الإجابة تحدد موقفنا منك قرباً أو
بعداً…
الإجابة بـ(لا) لا تفجعنا فيك، لعُشرة العُمر يا عمر…
هلا تكرّمت في أول لقاء جماهيري وأجبتنا…
أو رددت في هذه الزاوية فوراً…
الصمت لغة الفلاسفة أليس كذلك…
وأنت لست فيلسوفاً إنما ضابط إداري
قح كُلِّفت بهذا الموقع…
هلا أفصحت يا صااااااااح…
كسرة:
راتب الوالي ثلاثمائة مليون بالقديم للمعلومية…
يسكن ويأكل على حساب مواطن بحر أبيض…
هل قيمة الراتب تبني راكوبة بلدية…؟
(نواصل)