النجمة تهاني الباشا لـ(الصيحة): الرجال يظنون أن الإخراج لهم وحدهم وإذا دخلت امرأة المجال (يطلِّعوا قرونهم)
النجمة تهاني الباشا لـ(الصيحة): الرجال يظنون أن الإخراج لهم وحدهم وإذا دخلت امرأة المجال (يطلِّعوا قرونهم)
رؤوس الأموال الوطنية غير مقتنعة بالدراما
الممثلة السودانية والمخرجة تهاني الباشا، من الممثلات البارزات في السودان، حيث قدَّمت أعمالاً متميِّزة طوال مسيرتها وشاركت في العديد من الأعمال الدرامية.
(الصيحة) تتبعت معها مسيرتها وحاورتها في كثير من القضايا التي تعج بها الساحة الفنية في السودان.
حوار: قسمة حسين
في البداية حدثينا عن أول أعمالك؟
أول عمل أديته كان في التلفزيون فيلم اسمه (فات الأوان) تأليف الأستاذ مصطفى خوجلي وإخراج محمد خوجلي مصطفى، هذا كان أول عمل أشارك فيه وكان بطولتي مباشرة أنا والصادق، أما أول عمل مسرحي كان مسرحية (نكون أو لا نكون) تأليف وإخراج زينب بليل وإخراج الأستاذة عائدة محمد أحمد، قدَّمت فيها دور البطولة ومعي محمد دخيري أحمد، له الرحمة والمغفرة، كانت تجربة مميزة جداً. بالنسبة للإذاعة شاركت في مسلسل من تأليف وإخراج عمر عمرابي وقدِّمت مسرحية كانت مميزة جداً في المسرح عن رواية الطيب صالح “موسم الهجرة إلى الشمال” بعنوان (الأكذوبة) واعتقد أنها مسرحية كانت جميلة وموفقة بالنسبة لي.
ومن المسرحيات التي شاركت فيها مسرحية (الحلة القامت هسع) تأليف وإخراج مجدي النور، مثلت فيها بنت هدندوية من شرق السودان، كما شاركت في مسلسل (دماء على البحر) والأعمال التي شاركت فيها كثيرة جداً.
ما هي المشكلات التي تواجهكم؟
واحدة من المشكلات الإنتاج نفسه الذي دائماً يقف عائقاً أمام التلفزيون لأنه يحتاج إلى أموال.
هل لك تجربة في مجال الإنتاج؟
كانت لي تجربة إنتاج وحاولت أن أُسس شركة للإنتاج، لكن الخطوة لم تتقدَّم إلى الأمام.
ماهي المشاكل التي واجهتك؟
كان هناك احتكار للإنتاج من قبل شركات محدِّدة، وإذا لم تكن هنالك قوانين ثابتة سواءً أكانت في الإذاعة أو في التلفزيون أو في المسرح، لا يمكن الانطلاق والنجاح وبالتالي فإن عملية تكسير القوانين واحدة من المشكلات الصعبة.
هل لك تجربة في الإخراج وأنت متخصصة إخراج؟
نعم، أنا مخرجة وأخرجت الكثير من الأعمال, ولكن واجهتني مشكلة كبيرة في الوسط من قبل الرجال الذين يظنون أن الإخراج لهم وحدهم ولا يتقبلوا أن تصبح البنت مخرجة وإذا دخلت امرأة مجال الإخراج نجدهم (يطلِّعوا قرونهم).
ماذا عن الإذاعة؟
من الصعوبات التي واجهتها في الوسط الفني أن إرث الإذاعة توقف والإذاعة أنا أحبها جداً، وكان لي فيها برامج وهي آخر محطة كانت منظمة وبترتيب دقيق. وفي الإذاعة هنالك تطوُّر بتوثيق الأعمال التي تقدِّمها ويتم رفعك من درجة إلى درجة أعلى حسب أعمالك وأدوارك كان هنالك إرث جميل، ولكن فجأة توقف هذا الإرث وكان بمثابة كارثة واختلط الحابل بالنابل.
ماذا عن التلفزيون؟
يحتاج إلى رؤوس أموال ضخمة ورؤوس الأموال الوطنية غير مقتنعة بالدراما وبالتالي هنالك معاناة شديدة.
في الإذاعة والتلفزيون هنالك تلاقح للأجيال ودائماً أقول أنا مبسوطة من الإذاعة، لأن أغلب الناس الرواد في الإذاعة أنا الحمدلله صادفتهم وعملت مع شخصيات أرقام كنت أتفرَّج فيها وأحلم بالعمل معها وأمثل معهم وأول مسرحية أنا اشتغلت فيها كانت مع (محمد خيري أحمد، فتملكتني رهبة أن أقف أمام محمد خيري أحمد وكانت المسرحية تضم نجوماً كباراً ممثلون رائعون وممثلات رائعات.
هل أوصلتك هذه التجربة للقمة سريعاً؟
بعد هذه التجربة اشتغلت مع رموز كبار إذا كان في التمثيل أو الإخراج وأصلاً أنا خريجة إخراج، نحن الدفعة التي انفصل فيها التمثيل من الإخراج، لكن لاتنسوا أنا خريجة إخراج، لكن أردت التمثيل أكثر من الإخراج ولديَّ تجربة ومفهوم إخراجي وقادرة على تقدير تجربتي.
هل التمثيل كان رغبتك؟
التمثيل نعم، كان رغبتي وأنا اخترت الدراما وهي أداة مهمة ووسيلة مهمة لتغيير مفاهيم المجتمع.
ممكن تغيِّر بها مفاهيم كل شئ وللدراما تأثير وبعض الدول اهتمت بقصة الدراما لأنها عرفت سرها، لكن نحن للأسف كل الحكومات التي تعاقبت أهملت الدراما والمسرح رغم الأدوار المهمة التي يمكن أن تلعبها الدراما في المجتمع.
من الذي شجعك ودعمك؟
أبي -رحمه الله عليه- كان واحداً من الذين دفعوني للمسرح، كان دائماً يقول لي إنها صناعة في يدك وبالفعل الدراما صناعة تقدر تصنعها وبيدك تفعل بها ماتشاء هو شجعني كثيراً جداً على أن أكون درامية واقرأ المعهد كان يتابعني جداً ويحضر لي مستلزماتي – يرحمه الله رحمة واسعة.
موطنك الأصلي؟
أنا من أم درمان، وحين يسألونني من أين أنت أقول لهم من أم درمان، لأن جدودي من أم درمان ولكن الموطن الأصلي من جبل أم علي.
من الشخص الذي دعمك؟
أي شخص عملت عمه اعتقد بأنه دعمني، وأي شخص نصحني هو -أيضاً- دعمني وأنا عملت مع عشرات الكتاب والمخرجين وهم جميعاً دعموني، من اختارني في الإذاعة هو دعمني ومن اختارني في المسرح هو دعمني، ولكن في التلفزيون تحديداً أكثر شخص كان يؤمن بأدائي كان المرحوم محمد عبد الرحمن، يرحمه الله ويسكنه فسيح جناته، كما دعمني أساتذتي بالكلية.
كلمة أخيرة لجمهورك؟
أقول لجمهوري لا تنسوني لعدم الأعمال الجديدة وعدم الإنتاج، وأنا شاكرة لأي زول بلقاني وبتذكرني، شكري لكم جميعاً.