الإتجار بالبشر والهجرات غير الشرعية.. دور فاعل للدعم السريع
تقرير- نجدة بشارة
اعتبر الاتحاد الأوربي أن الدعم السريع ساهم في الحد من الهجرة غير الشرعية والاتجار بالبشر، ولعل منذ سنوات تعاون الاتحاد الأوربي مع عدد من البلدان الأفريقية بما في ذلك النيجر والسودان بشأن وقف تدفق الهجرات غير الشرعية إلى أوربا .
والشاهد أنه بين النعمة والنغمة ..ظل السودان يتقلب ويعاني لسنوات بسبب موقعه الاستراتيجي وانفتاح حدوده الجغرافية على دول الجوار،
حتى أصبح قبلة للجريمة العابرة : من الاتجار بالبشر والهجرات غير الشرعية التي تنطوي عليها مخاطر على أمن وسلامة المجتمع.
وتأتي جهود الحكومة لاسيما قوات الدعم السريع لمنع جريمة الاتجار بالبشر ومكافحة الهجرة غير المشروعة من خلال نشاط القوات المستمر على الحدود وسد المنافذ والمعابر والعمليات المستمرة لتخليص الضحايا من قبضة هؤلاء المجرمين هذا بجانب تقديم الخدمات الإنسانية والرعاية الصحية المباشرة وتوفير الطعام والشراب للضحايا من أجل إنقاذهم عبر ضباط مختصين بقوات الدعم السريع العاملين في مجال مكافحة التهريب.
وتبذل الدعم السريع جهوداً مكثفة لتحقيق أهدافها فيما يتعلق بتأمين الحدود، والقضاء على الظاهرة نهائياً من خلال أحكام حلقات العمل بين الدوائر ذات الصلة وبالتنسيق مع القوات النظامية الأخرى واللجان المختصة بذلك.
ملاحقة ومتابعة
وفي إطار مكافحة الاتجار بالبشر والهجرة غير الشرعية، سبق وأوقفت قوات الدعم السريع المئات من الذين كانوا في طريقهم للدخول للسودان عبر التسلل عبر الحدود .
لعب أدوار
وأصبحت قضية الهجرة غير الشرعية واحدة من أكبر القضايا التي تؤرق كاهل الاتحاد الأوروبي نتيجة المخاطر الأمنية والإنسانية والاقتصادية التي يسببها تدفق آلاف المهاجرين سنوياً على الدول المستضيفة في شواطئ البحر المتوسط، بجانب ملايين اليوروهات التي تنفق للتصدي لدخول المهاجرين وتوفير المأوى والغذاء والرعاية الصحية لهم.
وبعد فشل كل السياسية المتبعة في سبيل محاربة الظاهرة هذه والحد من تدفق اللاجئين نحو القارة الأوربية، أنصب توجه الاتحاد الأوربي في الآونة الأخيرة نحو البحث عن استراتيجات جديدة لمكافحة هذه الظاهرة، وتمركزت أبرز آليات هذه الاستراتيجيات حول قفل وتجفيف المعابر الرئيسة في دول المنبع والمعبر التي تغذي قنوات الهجرة باللاجئين.
وبهذا كان السودان هو أبرز البلاد المستهدفة في إطار تنفيذ هذ الاستراتيجية ومحاربة الظاهرة.
قوات الدعم السريع وبحكم خبراتها في مكافحة الجرائم العبارة والهجرة والتهريب وغيرها، كان لها أدوار في إنجاز هذا الملف، فمنذ سنين عددا وهي ترابط في قلب الصحراء الكبرى على امتداد حدود البلاد الشمالية الغربية، لتصبح عيناً ساهرة لحراسة الحدود ومكافحة التهريب، بجانب التصدي لجماعات الاتجار بالبشر وتسلل المهاجرين عوضاً عن تأمين طرق ومسارات التجارة الدولية بين السودان وليبيا، هذا وإلى جانب المناحى الإنسانية التي باتت تقدمها القوات لمن يضلون طرقهم في الصحراء ويواجهون خطر الموت المحتم، حيث أنقذت قوات الدعم السريع العشرات من المسافرين والمهاجرين الذي ضلوا الطريق في عرض الصحراء وفنائها الشاسع.
الدور المتعاظم الذي باتت تلعبه قوات الدعم السريع في الصحراء والحدود الشمالية الشرقية للبلاد أصبح مقصداً استراتيجياً لحماية الأمن القومي السوداني بجانب الدور الإقليمي والدولي المتمثل في محاربة الجرائم العابرة ومكافحة ظواهر الاتجار بالبشر والهجرة غير الشرعية، وبحسب تقارير للاتحاد الأوروبي أن نسبة تدفق المهاجرين عبر الحدود السودانية قد شهدت انخافضاً ملحوظاً منذ تولي قوات الدعم السريع لهذا الملف.
وأشادت تقارير دولية بدور القوات الذي لعبته في محاربة الظاهرة منذ العام 2016م.
أرض الواقع
يرى الخبير الدبلوماسي السفير الرشيد أبوشامة، في رؤيته أن منطقة الصحراء الكبرى شاسعة وكبيرة يصعب على دولتي السودان وليبيا التحكم فيها، وقال : رغم أن من جانب السودان تنشط قوات الدعم السريع في ضبط الحدود، لكن لن يستطيعوا ضبط كل التفلتات لاسيما من قبل الهجرات غير الشرعية، القادمة من الدول الأفريقية والتي تتخذ من السودان ومصر بوابة إلى ليبيا ومن ثم إلى أوروبا عبر البحر المتوسط، وبالتالي فإن السودان لن يستطيع التحكم في هذه الصحراء .
وأوصى بقيام مؤتمر دولي، يضم كل الدول المتضررة من هذه الهجرات وبرعاية أوروبا لمحاولة السيطرة على الصحراء ومنع المهاجرين والاتحار بالبشر .
وقال للحفاظ على أرواح البشر يمكن أن يكون هنالك خطوط هواتف خلوية مرتكزة على مناطق على امتداد الصحراء، وأوضح لكن بالرغم من أن هذا الحل يحافظ على أرواح البشر، لكن هذه الخطوة سوف تكون دافعاً لمساعدة واعتراف بالهجرات غير الشرعية ومساعدة تجار الاتجار بالبشر وبالتالي الحل في جهود دولية عبر مؤتمر دولي جامع يضع توصيات وحلول للحد من مخاطر التوهان في الصحراء .
تفعيل بروتوكولات
من جانبه رأى المحلِّل السياسي والخبير الاستراتيجي عبد الله آدم خاطر، أن حدود السودان الشاسعة والواسعة تشجع مواطني الدول المجاورة للدخول للسودان ومنه حسب اعتقادهم إلى دول أخرى وقال: هي قضية قديمة متجددة مستمرة، وقال: إن طبيعة العلاقات بيت دول الجوار تؤثر على مدى استقرار أو توتر الحدود، وأوضح أن هنالك نشاط غير معلن للاتجار بالبشر وزاد بعد نشاط الهجرات غير الشرعية إلى أوروبا.
واقترح الرجوع إلى بروتوكول سابق كان بين حكومتي السودان وليبيا لتأسيس طريق الكفرة – الفاشر، لأنه حسب اعتقاده من شأنه أن يحل الكثير من مشكلة الهجرات غير الشرعية ويقلل من التوهان في الصحراء.
وزاد : المقترح الثاني لحل قضية التوهان في الصحراء عبر تفعيل النشاط التجاري وعودة السوق بين حدود البلدين والقوافل التجارية التي كانت تدخل عبر بوابات شمال دارفور والكفرة عبر مسارات وطرق محددة وعبر طوافات لعدد من السيارات تتنقل بشكل طوف.. وأضاف: مالم تفعل الحكومة هذه البروتكولات وتربط الحدود بطريق فإن مشكلة التوهان في الصحراء سوف تستمر.