وفد (التغيير) في الإمارات.. عن ماذا يبحث؟
تقرير- صبري جبور
تنشط دولة الإمارات في الآلية الرباعية الدولية التي تضم السعودية، المملكة المتحدة، والولايات المتحدة، من أجل إنهاء الأزمة السياسية في السودان، وهي كانت لها أدوار مملوسة توِّجت بالتوقيع على الاتفاق الإطاري بين العسكر وأطراف مدنية في الخامس من ديسمبر الماضي، في وقت ترفض فيه الكتلة الديموقراطية التي تضم حركات مسلحة وقوى سياسية، الإطاري، بحجة أنه لا يمثل أهل المصلحة، بجانب لا يفضي إلى حل شامل ينهي الأزمة السياسية الراهنة.. فيما وصل إلى الإمارات وفد من لجنة الاتصال والعلاقات الخارجية بقوى الحرية والتغيير المجلس المركزي، من أجل مناقشة إكمال الترتيبات النهائية للعملية السياسية.. ونشير إلى اللجنة، الشهر الماضي، زارت مدينة جوبا حاضرة جنوب السودان، حيث تخللت الزيارة لقاءات مع قادة دولة جنوب السودان، وكان رئيس مجلس السيادة، القائد الأعلى للقوات المسلحة، الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، ونائبه، قائد قوات الدعم السريع، الفريق أول محمد حمدان دقلو (حميدتي)، سجل مؤخراً، زيارات منفردة إلى الإمارات. في غضون ذلك يشهد المسرح السوداني تعقيداً في العملية السياسية، لجهة تجاذب الأطراف الموقعة على الاتفاق الإطاري وغير موقعة، مما أدى إلى تفاقم الصراعات التي تظهر أن المتشاكسين لايضعون مصلحة الوطن والمواطن ومكتسبات البلاد من الأولويات، باعتبار أن الوضع لايحتمل المزيد من التفرقة، بل اتفاق وتوافق حول القضايا الوطنية من أجل الوصول إلى اتفاق نهائي، والخروج بالبلاد من أزمتها الحالية، وتحقيق السلام والاستقرار في كل ربوع السودان، لكن يرى خبراء ومختصون أن المرحلة الحالية وما تشهده من خلافات بين الأطراف، يتطلب الاستعجال إلى تكوين حكومة من كفاءات مستقلة تقود إلى التحوُّل المدني الديموقراطي، حتى إكمال الفترة الانتقالية، ووصولاً إلى مرحلة الانتخابات.
علاقات راسخة
نائب رئيس مجلس السيادة، الفريق أول محمد حمدان حميدتي، في تصريح سابق، قال: إنّ السودان ودولة الإمارات تجمعهما علاقات راسخة، تقوم على الاحترام المُتبادل، وتعظيم المَصالح المُشتركة.وأضاف حميدتي: “هذا ما أكّدنا عليه خلال لقائنا، سمو الشيخ محمد بن زايد، رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، أثناء زيارتنا الأخيرة إلى أبوظبي، وقد تلقّينا بُشريات بتنفيذ مشروعات لدعم مسيرة التنمية والاستقرار في مجالات المياه والطرق. الشكر والتقدير لحكومة وشعب الإمارات، على دعمهم المتواصل للسودان”.
ترتيبات المرحلة
وصل إلى الإمارات وفد من لجنة الاتصال والعلاقات الخارجية بقوى الحرية والتغيير، وأوضحت التغيير “المجلس المركزي” في بيان أن ذلك في إطار الجولة الخارجية التي تقوم بها قوى الحرية والتغيير إلى عدد من عواصم بلدان الجوار والتي بدأتها خلال الأسابيع الماضية بزيارة دولة جنوب السودان.
وأضافت “سيلتقي الوفد القيادة الإماراتية من أجل مناقشة إكمال الترتيبات النهائية للعملية السياسية المبنية على الاتفاق السياسي الإطاري، والتي تقوم فيها دولة الإمارات العربية المتحدة بدور مقدَّر ضمن الآلية الرباعية وسيناقش الوفد سبل تمتين العلاقات الاستراتيجية بين البلدين وتطويرها، كما سيلتقي الوفد بالجالية السودانية المقيمة بدولة الإمارات لتنويرها بآخر تطورات المشهد السياسي في السودان”.
عقبات الإطاري
يرى المحلِّل السياسي محمد علي عثمان، إن توقيت زيارة وفد الحرية والتغيير لدولة الإمارات تأتي تباعاً بعد زيارات قام بها الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، رئيس مجلس السيادة والفريق أول محمد حمدان حميدتي، نائب رئيس مجلس السيادة، مشيرة إلى أن هناك مياه كثيرة عبرت تحت جسر الاتفاق الإطاري منذ توقيعه وتباينات أقرب للتنصل من الاتفاق تأتي من هنا وهناك، وقال عثمان في إفادة لـ(الصيحة): لأهمية الإمارات وما تلعبه في الشأن السوداني كان لابد من تلكم الزيارات لمعرفة التوجهات والعقبات التي تعترض مسار الاتفاق الإطاري”، وأضاف: “وفد الحرية والتغيير الموجود في الإمارات هذه الأيام لغرض التنوير بالحاصل السياسي وإيجاد مخرج لهذا الجمود الذي يعتري العملية السياسية “.
تفاهمات الأطراف
في السياق يقول المحلِّل السياسي الهادي أحمد، في إفادة لـ(الصيحة): إن البحث عن تسوية تقودها دولة الإمارات العربية المتحدة، مبنية على تفاهمات بين طرفي الأزمة مدنيين وعسكريين من جهة ومن جهةٍ أخرى ما بين العسكريين أنفسهم (البرهان ودقلو)، ويؤكد الهادي “هذا الاتجاه شبيه بما حدث في بداية الثورة السودانية فقد كان دور الإمارات واضحاً في تلك الفترة”.
دعم الإطاري
يؤكِّد المحلِّل السياسي د. راشد التجاني، إن زيارة وفد الحرية والتغيير إلى الإمارات، يأتي في عمل المحاور الموجودة في السودان، من بينها أبوظبي، وقال: إن الخطوة قد تبحث عن دعم الإمارات للإطاري وتنفيذ توجهات الحرية والتغيير في الاتفاق، وقطع التجاني في إفادة لـ(الصيحة) أن الاتفاق الإطاري يشهد تعقيدات، لاسيما بعد رفض بعض الأطراف السودانية للاتفاق، وأضاف: “لذا ذهاب الحرية والتغيير إلى الإمارات بغرض دعم الاتفاق”، بجانب حشد الدعم المؤيد لرؤيتها “، واستحسن راشد بأن يكون الحل داخلي”سوداني سوداني”، مشيراً إلى أن تدخُّل الأطراف الخارجية يعقِّد المشهد السياسي.