غرب كردفان.. خرق حالة الطوارئ واعتداء على تُجار مدينة المجلد
تقرير- صديق البصيلي
بعد أن شهدت استقراراً نسبياً عقب إصدار المدير التنفيذي لها في فبراير الماضي أمراً محلياً بمنع الظواهر السالبة وإيقاف حفلات الأعراس ليلاً ومنع إطلاق الأعيرة النارية في جميع المناسبات إلا بتصديق من السلطات وذلك احترازاً على حفظ الأمن وسلامة المواطن. محلية «المُجلد» تلك المدينة المشهورة بالمخالفات القانونية ومنها انطلقت التوجيهات -أيضاً- لتصل مدينة «الفولة» حاضرة ولاية غرب كردفان لتصدر لجنة أمن محلية الفولة بالتنسيق مع القوات الأمنية أمراً محلياً قضى بإيقاف عربات «البوكو» غير المقننة من ستة إلى ستة نظراً لضلوعها في تنقل حركة معتادي الإجرام إبان انتشار ظواهر التهديد والنهب بمدينة الفولة.
تحديات وتعديات
واشترط الأمر عقوبات رادعة لكل من يخالف التوجيهات، أشهرها الغرامة (٥٠٠) ألف جنيه، لأصحاب عربات البوكو مع السجن (٦) أشهر، لمن يعجز عن الدفع، وأحدث هذا الأمر هدوءاً تاماً ووجد القبول والاستحسان من المواطنين وقوبل بالدعم والمساندة، لأنه جاء بمطالبة من الأهالي عن رغبتهم في الحماية نسبةً للاعتداءات الفظيعة التي تعرَّض لها التجار بالأسواق والمواطنين بالأحياء ولم تصمت السلطات على ذلك، بل دفعت بتوجيه جديد «إعلان حالة الطوارئ بجميع أنحاء الولاية» الأسبوع المنصرم لمدة أشهر قابلة للتمديد وذلك حفاظاً على سلامة المواطن وضبط الأمن وفرض هيبة الدولة، حيث كان له أثر بالغ وردود فعل عنيفة من جهة ولطيفة من جهة أخرى ما بين مؤيد ومعارض ورغم ذلك وقبل مرسوم أمر الطوارئ أن يجف مِداده ويمحو الزمن أثره، اخترق مجهولون حالة الطوارئ من أسهل أبوابها وتعدوا بالفعل على أحد «التجار» بمدينة المجلد ليلة الثلاثاء، وأطلقوا الأعيرة النارية الكثيفة على منزله، لكن العناية الإلهية أنقذته ونجى من موت محقق وخرج بـ(كرامة بليلة) الأمر الذي أدهش الكل في الوقت الذي أعلنت فيه الحكومة حالة الطوارئ بجميع أنحاء الولاية وهذا مؤشر لتحديات واضحة للسلطات بأن الحشاش يملأ شبكته.
احتجاجات تضامنية
على إثر ذلك ومن هذا المنطلق نظَّم شباب شبكة “غرب كردفان” للتثقيف المدني والتحوُّل الديموقراطي وقفة احتجاجية أمام مبنى رئاسة شرطة الولاية على خلفية الاعتداءات المتكرِّرة على التجار بمدينة المجلد تضامناً مع التاجر (كامل العبيد) الذي تم الاعتداء عليه بمنزله من قبل مجهولون، ودفعت شبكة غرب كردفان بمذكرة في الحال تم تسليمها لمدير شرطة الولاية للفصل فيها.
تهديد للأمن
وتلا الأستاذ حامد محمد العبيد، ممثل الشباب المذكرة وقال فيها: إن الهدف من الوقفة هو حماية المواطنين بعد ظهور بعض الأحداث بمدينة المجلد والاعتداءات المتكرِّرة وهذه الوقفة تعبِّر عن إيصال الرسالة لشرطة الولاية وواصل بالقول: إيماناً منا بالدور العظيم الذي تقوم به الشرطة في حفظ الأمن والاستقرار نناشدكم بالاطلاع على أوضاع شرطة محلية المجلد التي أصبحت هاجساً لكل المواطنين واتهم خلال حديثه شرطة المجلد بالتقاعس عن دورها وعجزها الكامل عن حماية الشعب والدفاع عن الحق والقانون، وأضاف: هناك عناصر بالشرطة غير فاعلة تساهم على تردد معتادي الإجرام مما شكَّل حاجزاً بين المواطن والشرطة، مشيراً إلى أن قضية التاجر كامل العبيد، الذي تعرَّض إلى تهديد وإطلاق أعيرة نارية بمنزله دون الوصول إلى الجاني تعد مهدَّداً للأمن بالمحلية، وأدان الأستاذ حامد الاعتداءات المتكررة وناشد في الوقت ذاته الأجهزة الشرطية والعدلية بالتحرُّك العاجل لتوفير الأمن والبحث والتقصي عن المجرمين وتقديمهم للعدالة.
متابعة الجريمة
في السياق، خاطب العميد شرطة عبدالله إبراهيم موسى، ممثل مدير شرطة الولاية الوقفة الاحتجاجية وأكد عقب تسلُّمه مذكرة الاحتجاج متابعة كافة أنواع الجريمة بمحلية المجلد والبحث عن المجهولون موجهاً في هذا الصدَّد القوات النظامية والشرطية للتحري والبحث عن معتادي الإجرام حتى يتم القبض عليهم، ودعا الشباب وكافة شرائح المجتمع للتعاون مع الأجهزة النظامية حتى يتم التعرُّف على المجرمين، وأضاف العميد عبدالله: إن أبوابنا ومكاتبنا وصدورنا مفتوحة تحت أي مظلة وفي كل الظروف لإيصال الرسائل والبلاغات، وزاد: إن الدولة صنعها القرار الشعب وبالتالي لا تفريط في الشعب، وناشد الشباب بقيام مبادرات لتغيير نمط الحياة وإصلاح سلوك المجتمع.