لأجل الوطن
الغالي شقيفات
شيخ الأمين في كردفان
قبل يومين، استمعت إلى شيخ الأمين يتحدّث إلى حشد من المواطنين بمحلية الرهد في ولاية شمال كردفان، يتحدّث فيه عن افتتاح آبار للمياه، مُبشِّراً بحفر المزيد من آبار المياه حتى تبلغ خمسين بئراً نسأل الله تعالى له التوفيق والسداد، وهذا إنجازٌ كبيرٌ يفوق إنجاز حكومة ولاية شمال كردفان التي يعاني المواطن فيها من الفاقة والعطش.
وتاريخاً، شمال كردفان تعاني من العطش ويخزن المواطن المياه في أشجار التبلدي. والجزء الشمالي في مناطق الكبابيش نواحي سودري والختامية وحمرة الوز وأم بطيطيخ والسرحة حتى منطقة أم قوزين بولاية شمال دارفور مناطق لا تزال عطشى، وإذا كنت مُسافراً من أم درمان إلى الفاشر بطريق الأربعين تكتشف ذلك، والخدمة الوحيدة التي قُدِّمت للمواطن هناك هو كوبري أبو زعيمة في عهد النظام البائد، والرئيس المعزول عمر البشير افتتح صهريجاً في ولاية شرق دارفور أنصاره لم يتركوا وسيلة إعلامية إلا ونشروا فيها إنجازهم المتواضع.
وشيخ الأمين ينجز خمسين بئراً في ولاية واحدة، والشيخ الذي لم يكن بيننا وبينه سابق معرفة أو تواصل نقول له الذي تقوم بها هو دورٌ كبيرٌ للأمة الإسلامية والشعب السوداني، وشيخ الأمين عمر البنا كرجل متفقه في الدين وله مسيد عصري وعاش في أوروبا، يعلم أن سقيا الماء من أفضل الصدقات، لما ورد فيها من آيات وأحاديث في القرآن الكريم والسنّة الشريفة.
إذ قال تعالى في كتابه الكريم: (وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ) وعن سعد بن عبادة رضي الله عنه قال: قُلت يا رسول الله إنَّ أُمّي ماتت أَفَأَتَصَدَّقُ عنها؟ قال: «نعم». قَلتُ فأَيُّ الصَّدَقَةِ أَفْضَلُ؟ قَالَ ﷺ: «سَقْيُ الْمَاءِ».
وبرأيي أن العمل الذي قام به شيخ الأمين في شمال كردفان وهو من أم درمان، يعزز التراحم والتكافل الذي يحثنا عليه الدين، وكذلك يعزز الانتماء الوطني الاجتماعي بين أقاليم السودان وآثار اجتماعية وإنسانية، والسوداني دائماً يأخذ في مسيرته ثقافاته وتاريخ أجداده، فتجد حتى البسطاء يضعون أواني الماء للحيوانات والطيور وأزيار السبيل للمارة، ففي كل كبدة رطبة أجر، وخطوة شيخ الأمين تعتبر فاتحة للخيِّرين ورجال الأعمال والشركات لتوفير مياه الشرب للمُحتاجين في ظل عجز الدولة، وكذلك ترسيخ ثقافة جديدة، لأننا في بعض الأحيان جبناء في التبرُّع وليست لدينا ثقافة البذل والعطاء، وكذلك الحكومة مطالبة بتذليل العقبات لمثل هذه الأعمال.
مثلاً في أمريكا هنا عندما يتبرّع رجل أعمال شركة لعمل خيري أو إنساني تخصم من الضرائب، ووالي شمال كردفان مُطالبٌ بزيارة شيخ الأمين ومنحه وسام الإنجاز، نأمل نرى المزيد من الأعمال الخيرية للشيخ الأمين البنا في كافة أنحاء السودان.