ثلاثة أشهر لم يصرفوا رواتبهم.. المعلمون في شمال أبيي هل سقطوا سهواً؟
تقرير- صديق البصيلي
ظروف قاسية وأوضاع مأساوية يعيشعها المعلم المجازف المحترم الذي ظل يحترق مشاعل تتوهج بريقاً كي ينير الدرب المظلم ويخرج أجيالاً موعودة بمستقبل مشرق يعمل المعلم بكل همة وتفاني نظراً للظرف الاستثنائي للمنطقة المتنازع عليها وباعتبار أن المعلمين من أبناء المنطقة ويتحمَّلون أثقل أنواع الضغوطات، رغم المجازفة وطبيعة عمل المنطقة ظلوا المعلمين في الدائر شمال أبيي (الإدارية) التابعة لإشرافية أبيي التي تتبع لمجلس السيادة الانتقالي مباشرةً بالخرطوم، يعانون أشد أنواع المعاناة والتهميش يعيشون حياة يشوبها التفكر والبحث عن مخرج.
يعملون بالمجان
رغم الظروف التي تمر بهم والبعد عن العاصمة الخرطوم التي يتبعون لها لمتابعة مستحقاتهم وصعوبة المواصلات، معظمهم يعملون متعاونين بطريقة مؤقتة، إلى جانب معاناتهم في عدم توفير ميسات للسكن، الحكومة السودانية صرفت النظر عنهم تماماً ولمدة ثلاثة أشهر المعلمين يعملون بالمجان دون مقابل، مُعلقين على صف الانتظار وآمال العشم بأن تتدخل الدولة بحل المشكلة لكن حكومة المركز آخر من تعلم بأزمات المناطق النائية، بعد أن وصلت بهم الحياة لمرحلة متأخرة وطالبوا عدة مرات بتوفير المرتبات في زمنها نسبةً لخصوصية المنطقة لم ينظر في أمرهم البتة مما أدى إلى إضرابهم عن العمل بعد نفاذ صبراً طويلاً وأعلنوا الأسبوع الماضي إضراب عام مطالبين الادارية بتوفير حقوقهم كاملة غير منقوصة وأبلغ عدد من معلمي المنطقة (الصيحة) بأنهم دخلوا في إضراب عن العمل نسبةً لتأخير مرتباتهم وتباطؤ الحكومة ووعودها الكاذبة، مشيرين إلى أنهم حريصين كل الحرص على استقرار التعليم بالمنطقة إلا أنهم صبروا بما فيها الكفاية.
مطالبات بتحسين الأوضاع
وكشف الأستاذ حمدي عمر شقيفة، مدير التعليم بادارية أبيي «الدائر» عن نقص كبير في المعلمين بمنطقة شمال أبيي، وقال إن عدد المعلمين بحقل التعليم (١٠٩) معلمين ومعلمة، بمرحلتي الابتدائي والمتوسطة منهم (٩) موظفين بطريقة رسمية والـ(١٠٠) متعاونين. وطالب في تصريح خاص لـ(الصيحة) حكومة المركز بمعالجة مشكلة الهيكل الوظيفي لإدارية أبيي شمال وتسكين المعلمين المتعاونين وإدراجهم بطريقة رسمية وتحسين أوضاعهم حتى يتمكنوا من أداء مهامهم نسبةً لحاجة المنطقة لنشر الوعي، كما أثنى حمدي على مطالب المعلمين، مُبيِّناً إن المنطقة شهدت استقراراً أكاديمياً في الفترة السابقة رغم تأخر مرتبات المعلمين لمدة ثلاثة أشهر، مما أدى إلى إضراب المعلمين عن العمل نظراً لظروف المنطقة الاستثنائية وعزا ذلك لتأخر إجازة الموازنة العامة للدولة، وأشار إلى إن الحكومة المحلية بذلت جهوداً كبيرة لحل مشكلة دفع مرتبات المعلمين التي تعتبر شراكة بين إدارية أبيي ولها السهم الأكبر والمجالس التربوية، مشيداً في الوقت ذاته بصندوق تنمية أبيي لمساهمته المقدرة لحل المعضلة.