منكم وإليكم
محمد عثمان الرضي
إريتريا والسعودية.. خطوات جادة نحو الأمام
زيارة الرئيس الإريتري أسياس افورقي أبراهام إلى المملكة العربية السعودية، تحمل في طياتها العديد من الدلالات والمعاني والإشارات إقليمياً ودولياً.
من حيث التوقيت وفي ظل التنافس ما بين الولايات المتحدة الأمريكية ودولة روسيا على ساحل البحر الأحمر يتطلب ذلك تنسيقاً مُحكماً وتفاهمات مشتركة للدول المتشاطئة والتي تربطها حدود بحرية مشتركة من أجل الاتفاق على رؤية مشتركة في كيفية إدارة هذا الملف الحسّاس.
المملكة العربية السعودية يئست من حرب الحوثيين في دولة اليمن، وتبحث عن خيارات متعددة من أجل إيقاف الحرب التي استنزفت مواردها المالية والبشرية، وإريتريا الدولة الوحيدة المُؤهّلة للعب هذا الدور وإخماد نيران الحرب.
دولة إريتريا تحتضن كنوزا من الثروات الاقتصادية الضخمة وتعتبر سوقا رائجة للمستثمرين السعوديين، يمكن من خلاله العمل على استغلال هذه الموارد المتنوعة والمتعددة.
الرئيس الإريتري أسياس أفورقي أبراهام أكثر شخصية مُؤهّلة لقيادة القرن الأفريقي لما يمتلكه من خبرات تراكمية، إلى جانب تأثيراته الفاعلة على المستوى الإقليمي والدولي، وعودة إريتريا إلى منظمة الإيقاد أكبر دليل على ذلك.
الجالية الإريترية في المملكة العربية السعودية تعتبر من أكبر الجاليات من حيث العدد والنوع، ويُحظون باحترام وتقدير قيادة السعودية حكومةً وشعباً، ويلعبون أدوارا هامة في دفع عجلة الاقتصاد السعودي وذلك من خلال أدائهم المُميّز في شتى ضروب العمل بمختلف الشركات الخاصة والعامة في السعودية.
زيارة الرئيس الإريتري أسياس افورقي أبراهام الى السعودية ستعيد ترتيب الأوراق وخلق واقع جديد إقليميًا ودوليًا يعتمد على الاحترام والندية في تعامل الدول مع بعضها البعض دون الوصاية من أحد أياً كان موقعه أو مكانته.
الرئيس الإريتري أسياس أفورقي أبراهام يؤمن إيمانا قاطعا على العمل والتنسيق المشترك مع كافة الدول التي تملك قرارها وتحترم شعوبها ولا ترضى بالذل والهوان وتقبل أنصاف الحلول التي لا تسمن ولا تغني من جوع.
المملكة العربية السعودية أحوج ما تكون اليوم قبل الغد للاستفادة من دولة إريتريا في شتى المجالات، وقطعاً ستعود المنافع على الطرفين في زمنٍ وجيزٍ وذلك من خلال جدية ومصداقية قيادة البلدين.
انفتاح المُستثمرين السعوديين على دولة إريتريا، سيفتح الباب واسعاً لمختلف الجنسيات والشركات للتوجُّه صوب أسمرا والتي أعدّت العدة لذلك، وهيّأت المناخ المناسب لاستيعاب رؤوس الأموال.