عبد الله مسار يكتب: العملية السياسية (2)
عبد الله مسار يكتب: العملية السياسية (2)
قُلنا في مقالنا العملية السياسية (1)، إنّ الآلية الثلاثية المكونة من الأمم المتحدة والإيقاد والاتحاد الأفريقي، تتوسّط بين بعض القوى السياسية ورئيس مجلس السيادة ونائبه حول العملية السياسية الجارية الآن في السُّودان، وتدعم هذه العملية الآلية الرباعية المكون من السعودية والإمارات والمملكة المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية، وهذه الآلية الثلاثية والداعمون الأربعة
لديهم مشروعهم الخاص، والقوى السياسية التي تجتمع معهم هي بصامة عليه، حتى الورش التي تنعقد دورها فقط تمرير المشروع الأجنبي، وحتى التوصيات هي مكتوبة مُسبقاً، هذا من حيث الشكل، ومن حيث المضمون لا علاقة للسُّودان بمخرجات العملية السياسية هذه، لماذا؟ لأن أغلب المشاركين حَمَلَة الجوازات الأجنبية والذين يمررون المشروع الأجنبي، لأن أغلب المشاركين مختارون بعناية، ولذلك صارت العملية السياسية التي تُجرى الآن لا تحقق مشروعاً وطنياً يقود لاستقرار الفترة الانتقالية، بل هي قائمة من قوى سياسية قليلة العدد والعتاد، وهذه القوى مهلهلة في داخلها مع قلتها، بينها صراعات، بل كثير منها لا يعلم محتويات ما يناقش، وكثيرين لا يعرفون مُحتوى الإعلان السياسي وغيره، ولذلك كل ما يدور هو صناعة خارجية ومستوردة، لذلك هذه العملية مصيرها الفشل وهي تجد مُقاومة شديدة من قِبل أغلب أهل السُّودان، وكذلك من بعض دول الإقليم غير منضوية لهذه العملية، فجيران السُّودان مصر وقطر وجنوب السُّودان وتشاد وأفريقيا الوسطى كلهم لا علاقة لهم بما يدور في غرف فولكر، وهم لديهم مصالح في السُّودان.
ثم هناك دولٌ مثل الصين وروسيا والهند وتركيا أيضاً خارج العملية السياسية، ثم أغلب أهل السُّودان مُغيّبون عليه.
هذه العملية لن يُكتب لها النجاح، ولن ترى النور، وسيظل نتائجها محصورة في الموقعين على الإطاري، ولن تنزل على الأرض، وسيظل العساكر ضدها وخاصةً القوات المسلحة، وإن أيّدها السيد قائد الدعم السريع.
إنّ هذه العملية معلولة ومبتورة ومصابة بالمرض والوهن، لأنها نبتة لم تنبت في أرض السُّودان.
عليه، أعتقد أن الأمر مازال يحتاج لحوار سوداني سوداني شامل الكل.
الإخوة في بعض قحت الذين يعملون تحت إمرة فولكر ومن معه لا يستطيعون إنتاج مشروع وطني متفق عليه، ولن يعيش مشروع أجنبي في أرض السُّودان.
إذن، يجب أن يتحد شعب السُّودان وقواه السياسية والمجتمعية لإنتاج وإخراج مشروع وطني يسهل تطبيقه في الأرض السُّودانية.
عليه، ننظر في مآلات هذه (العملية السياسية)، وهي قطعاً نتاجها مشروع (بوكو حرام).