الحكومة نائمة.. حرائق تقضي على مناطق مأهولة بالسكان في غرب كردفان
الحكومة نائمة.. حرائق تقضي على مناطق مأهولة بالسكان في غرب كردفان
تقرير: صديق البصيلي
حياة مبعثرة يعيشها سكان القُرى وكوارث مُكررة تحدث سنوياً في موسم الصيف مع تغييرات المناخ وتغلبات حركة الرياح تتأثر بها القُرى العشوائية أكثر من غيرها حيث تسيطر حوادث النيران وتقضي على المناطق المأهولة بالسكان بولاية غرب كردفان دون أن تتعلم الجهات المسؤولة من الدروس ومحاولة تلافيها بوضع خطة مُجدية لدرء الكوارث والحد من تكرارها السنوي الذي أصبح يُهدِّد سكان الأرياف بـ(الفقر) بسبب حرق جميع ممتلكاتهم وجعلهم حيارة في البحث عن مقاومة المخاطر ما بين الهجرة إلى المدن والاستقرار بها ربما تحتويهم نظراً لمؤشرات الحماية والأمان أو التخلي عن تشييد المباني دون التعمير ويعيشون في منازل قابلة للتلف و التدمير رغم إنهم في أمسَّ الحاجة إلى الاستيطان والاستقرار.
الحاجة إلى تخطيط
الحرائق المتكرِّرة والتي أصبحت مثيرة للجدل تحدث نتيجةً لإهمال الحكومة للجانب التنظيمي للقرى الحضرية وعدم الاهتمام بالتخطيط وفتح الشوارع بينما عشوائية المكان كان لها الاتهام الأكبر وراء ذلك علماً بأن الغالبية العظمى من القُرى في ولاية غرب كردفان مزدحمة بالسكان، حيث وصلت بعض القرى إلى آلاف المواطنين ولم يتم تنظيمها وتخطيطها كقُرى أنموذجية لتلافي كوارث الحرائق التي تخلف خسائر بالغة في الممتلكات وتدمير المنازل القشية والحاصيل الزراعية التي يعتمد عليها سكان الأرياف كالذرة والدخن بما يطلق عليها (المعاش) إضافة إلى المحاصيل النقدية المُخَّزنة بالمنازل البلدية والتي تعتبر كمحفظة إدخار في فترات الصيف وتسويقها عند الحاجة، وفي الأسبوع المنصرم نشب حريق مخيف بمنطقة «الدائر» شمال أبيي التي يتجاوز عدد سكانها أكثر من (١٣) ألف نسمة، حسب سكان المنطقة الذين تحدثوا لـ(الصيحة)، قضى على حوالي أكثر من(٣٠) منزلاً و(٨) دكاكين بسوق الدائر وأصيب شخص واحد في الأثناء بجروح عميقة خلال محاولته لإخراج ممتلكاته من منزله المشتعل مُتأثراً بلهب النيران، وأبلغ المواطنين الجهات الرسمية وتدخلت قوات البعثة الأممة المؤقتة بالمنطقة اليونيسفا في الحال بإطفاء الحريق بعد تفحم عدد كبير من الممتلكات وأصبحت رماداً مُتطاير مع الرياح وبحسب شهود عيان تحدثوا لـ(الصيحة) بأن منطقة الدائر تعرَّضت للحريق للمرة الثانية توالياً في هذا الموسم الصيفي وعزوا ذلك إلى قرب الأحياء السكنية من السوق الذي يُشيَّد معظمه من المواد المحلية المباني (القشية) وطالبوا في الوقت ذاته الجهات المسؤولة بتنظيم السوق وإبعاده عن أماكن السكن إلى جانب إلزام وحدة الشؤون الصحية بقيام مبادرات وحملات إصحاح البيئة ونظافة الحشائش من الطروقات والأسواق علاوةً على التركيز على مبادرات التوعية الإرشادية بمخاطر الحرائق.
الوقوف على الخسائر
وفي صعيد متصل وبذات المواعيد، اندلع حريق بمنطقة «الحميرا» التابعة لمحلية الأُضيِّة زكريا قضى على العديد من المنازل والممتلكات وكذلك المحاصيل الزراعية إلى جانب مؤسسات التعليم، وقام مدير عام التربية والتوجيه بولاية غرب كردفان الأستاذ أحمد رحمة الله الإمام، برفقة ممثل برنامج الأغذية العالمي مكتب الفولة ومدير الصحة الإنجابية بوزارة الصحية والتنمية الاجتماعية بالولاية قاموا بزيارة لمنطقة «الحميرا» المتضرِّرة وذلك بهدف التعرف ميدانياً على حجم الخسائر الناجمة عن الحريق الذي اندلع مؤخراً، ولدى مخاطبته الحشد الشعبي العفوي لمواطني المنطقة، أكد رحمة الله دعمه للمتضرِّرين من الحريق وتعهد في الحين بتشييد مدرسة المنطقة التي قضى عليها الحريق بالمواد الثابتة وتوفير عدد اثنين خيمة كخطوة إسعافية أولى، كما تبرَّع بمبلغ مقدَّر من المال للشباب والمرأة ونادي مُشاهدة متكامل للشباب.
ضرر جديد
وتتحوَّل ذات الكوارث إلى الاتجاه الجنوب الغربي لمحلية بابنوسة بغرب كردفان تلاحق أهالي وحدة إدارية «التبون» التي اندلع بها حريق هائل بحي الوحدة غرب السوق وخلَّف أضراراً بالغة -أيضاً- في المنازل والممتلكات ويقدَّر حجم الخسائر بحي الوحدة حوالي (٦٨) أسرة متضرِّرة، إلى جانب تفحُّم عربة ملاكي تتبع لأحد المواطنين، دون خسائر في الأرواح، وأفاد مسؤول الإعلام بمحلية بابنوسة التهامي علي النور، بأن المدير التنفيذي لمحلية بابنوسة الأستاذ سليمان محمد سليمان، برفقة لجنة أمن المحلية وممثل ديوان الزكاة تفقدوا الأسر التي تضررت من الحريق، وناشد المدير التنفيذي خلال وقوفه ميدانياً على حجم الضرر الحكومة والمنظمات والعون الإنساني والجهات ذات الصلة بالتدخل العاجل لإيواء المتضررين وتقديم المساعدة لهم من أثاثات منزلية ومواد تموينية وخيم ومشمعات.. يذكر أن الحرائق تحدث سنوياً بالمنطقة وتقضي على عشرات المنازل نسبةً لعدم وجود عربة مطافي.