الغالي شقيفات يكتب: تدمير النيل الأزرق
لأجل الوطن
الغالي شقيفات
تدمير النيل الأزرق
تداول نشطاءٌ، فيديو في وسائل التواصل الاجتماعي لحريق غابات، قيل إنّه في ولاية النيل الأزرق التي يحكمها أحمد العمدة القيادي بالحركة الشعبية مجموعة مالك عقار عضو مجلس السيادة، وحذّر النشطاء من تدمير الغابات واستغلال مواردها بواسطة عناصر من دول عربية يقومون بعمل كمائن الفحم وتصديره للخارج تحت مرأى ومسمع حكومة إقليم النيل الأزرق.
وكان الأستاذ الطاهر ضو البيت الناشط المعروف بتسجيلاته الصوتية قد ناشد ملوك النيل الأزرق بوقف قطع الأشجار وتدمير البيئة وحمّلهم والحكومة المسؤولية التاريخية في خراب الإقليم.
وتعتبر الغابات من الأملاك المُهمّة في البلاد، ولهذا دفعت الحكومة بوضعها تحت الحماية القانونية، وأصدرت العديد من النصوص التشريعية لحماية الغابات، كما وضعت قوانين لحماية البيئة ومنها الغابات، وكانت الحماية على شكلين، إما كحماية إدارية لتجنُّب وقوع أضرار فيها ووضعت وسائل حماية وآليات، أو إجراءات كنوعٍ من الحماية الجنائية لوضع عُقُوبات رادعة لمن يُخالف أيِّ قوانين أو يلحق الضرر بالغابات ولا تزال هذه القوانين سارية، إلا أن التطبيق غير موجود وهيبة الغابات لا وجود لها، والمُؤسف جداً انشغال السياسيين والعسكريين والإعلاميين بالقضايا السياسية والمشاكسات وترك قضايا الوطن وموارده عرضة للنهب والتدمير واقتصاديات دول مجاورة تقوم على مواردنا.
وحكومة أحمد العمدة مطالبة بمحاكمة من يقومون بحرق الغابات والأجانب الذين يعملون في الفحم، وكان ترس الشمالية قد عرض فيديو لجرار فحم مُصدّر الى مصر.
تعتبر الغابات ذات أهمية كبيرة من الناحية البيئية, والتي تتمثل في تأثيرها المفيد على المناخ، فوجود الغابات في منطقة ما يجعلها أكثر اعتدالاً في درجات الحرارة وأكثر رطوبة من المناطق الخالية من الغابات. كذلك تحتوي الغابات على مُعظم الأصول الوراثية للنباتات، وتعتبر مركزاً هاماً للتنوع الحيوي وموطناً لكثير من الحيوانات والطيور، كذلك تعمل على امتصاص الحرارة وكما يقول الدكتور مجد جرعتلي الغابات هي “رئة الأرض الحقيقية” التي تتنفّس بها أرضنا وهي أحد أهم المصادر الطبيعيّة المُتجدِّدة التي تقوم بدورها الحيوي على أكمل وجهٍ في امتصاص غاز ثاني أكسيد الكربون والغازات الضارة الأخرى من الجو وإطلاق الأوكسجين النقي, وفلترة الهواء وترسيب الغبار والأجزاء المُعلّقة الضارة، وهي الأراضي المشجرة ذات الجمال الطبيعي والتنوُّع الحيوي الغني، وهي مكان للتنزه ومصدرٌ لمواد الإنشاء والبناء, ولكن للأسف فقد قام الإنسان عبر التاريخ بتدمير الغابات من خلال إهمالها أو حرقها أو إزالتها لأغراض البناء أو الزراعة وغيرها من الأسباب، والمحافظة على الأشجار والبيئة يجب أن تكون من الأولويات في كل محليات السودان، وزارة الزراعة ربما أسقطت الغابات من اهتمامات الدولة.