العملية السياسية.. الجمود سيد الموقف!!!
الخرطوم- عوضية سليمان
يرى كثير من المراقبين أن هنالك جمود كبير أصاب العملية السياسية نتيجة للخلافات التي ضربت المكوِّن العسكري بسبب انحياز الدعم السريع للاتفاق الإطارئ الذي يدعمه المجمع الدولي. وقالوا: إن العملية السياسية كانت تمضي على قدِّم وساق قبل تصريحات قيادات من الجيش الأمر الذي أعاقها، بينما يرى آخرون أن العملية السياسية تمضي على قدم وساق وسوف تصل إلى نهايات في القريب العاجل, وأن انعقاد الورش خلال الأيام الماضية يأتي في إطار الاتفاق الإطاري بجانب اجتماعات رسمية تمت خلال الفترة الماضية بين المكوِّن العسكري والحرية والتغيير والحرية والتغيير والكتلة الديموقراطية من أجل الوصول إلى تفاهمات خاصة بعد التوافق حول الاتفاق الإطاري ومشروع الاتفاق المحدث الذي ينتظر التوقيع عليه قريباً.
فهل حقاً العملية السياسية متوقفة ومن وراء توقفها؟
الفرج قريب
في الإطار استبعد في ذلك الخصوص رئيس حزب الأمة القومي اللواء فضل الله برمة ناصر، توقف العملية السياسية في البلاد, أو جمودها, وقال لـ(الصيحة) ممازحاً بأنه يتفرَّج في مشهد العملية السياسية, متوقعاً بأن الفرج قريب لحل الأزمة السياسية. وأكد أن العمليه ذاهبة في طريقها للوصول إلى نهايات عما قريب. وكشف برمة بأن العملية السياسية تقف في مراحل المشاورات الأخيرة ومن ثم الإعلان عنها.
موضحاً بأن الوضع حتى الآن سليم وليس هنالك جمود, إنما عملية متحركة بشدة في وضح النهار, وليس في الخفاء أو تحت الجسر. ولم يفصح برمة عن أي عراقيل تؤجل سير العملية, السياسية من مشاورات جارية أو رفض أو رأي معارض وأمَّن على أن جميع الأطراف تمضي على توافق متفق عليه دون خلاف يذكر أو يؤخر من مجراها، مبيِّناً أن العملية السياسية لا سقف لنهايتها أو وقت محدَّد واكتفى بالقول إن الحل قريب.
الحل قريب
ولكن المحلِّل السياسي عبد الله آدم خاطر، يرى أن العملية السياسية مستمرة وليس هنالك ركود أو بطء في سيرها، وأضاف لـ(الصيحة) بن هنالك اجتماعات مستمرة في العدالة الانتقالية كتمهيد لأنها جزء من الحل.
وقال: إن هنالك خبراء يتداولون موضوع العدالة تمهيداً لاستكمال العدالة, وأضاف هنالك مؤتمرات ثلاثة سابقة قال بكل تأكيد إصلاح القوات المسلحه مهم, موضحاً بأن العملية تمضي بوسائل مختلفة, من أجل تعظيم الفرص لإنجاح الاتفاق النهائي, ينتهي بتكوين حكومة انتقالية لاستكمال الفترة الانتقالية .
وقال الأهم من ذلك هنالك تواصل كبير وعريض مع الأطراف جميعها, إلى جانب مواصلة لنشاط ورشة جوبا والاتفاق على تجديد مصفوفة اتفاق سلام السودان.
وقال إذا لم يوجد حراك ولا يوجد خلاف فنحن إذن لا نمضي نحو الحل, مضيفاً: في إطار العملية الديموقراطية الناس تختلف وتتفق, ولكن في النهاية الهدف مشترك وواحد, ونفى وجود أي اجتماع سري حول العملية السياسية, وتساءل إذا كانت سرية لماذا الإعلان عنها, وقال إن دعم الجهات الرسمية للإطاري يعتبر نوعاً من الديموقراطية، وأضاف قائلاً يمكن نتيجة لشائعات أو خلافات ولمفاهيم يظهر وكأن هنالك نوع من الخلاف في وجهات النظر, وهذا لا يعني أنه خروج عن الاتفاق الإطاري أو تأكيد الوصول إلى حكومه مدنية وخروج القوات المسلحة والقوات النظامية الأخرى من العملية السياسية في السودان.
عناصر مندسة
ويرى المحلِّل السياسي صلاح الدومة، أن هنالك بطء في تنسيق العملية السياسية للاتفاق الإطاري.
وأكد أن البطء ناجم من جسمين تسببا فيه.
وقال لـ(الصيحة): الجهة الأولى المكوَّن العسكري, والجهة الثانية هنالك مندسين من المؤتمر الوطني والأمن الشعبي في قوى إعلان الحرية.
مبيِّناً أن قوى الحرية والتغيير المجلس المركزي فيهم ثوار ومندسين. وأكد بأن المندسين رغم قلتهم إلا أنهم يعملون بتخفي ولديهم مهارة عالية جداً, حتى لا يتم اكتشافهم. والقصد من ذلك تعطيل العمل. والدليل على ذلك الورش الخمسة التي بدأوا في عقدها, وتساءل لماذا الإصرار على هذه الورش؟ ولماذا لم يتم تشكيل حكومة؟
وأضاف أن هذه الورش كان من الممكن إحالتها إلى المؤتمر الدستوري, أو المؤتمر التحضيري للمؤتمر الدستوري, وتساءل لماذا الإصرار عليها؟ بالتالي لابد من انتهاء هذه الورش ومن ثم بعد ذلك الانتقال إلى المؤتمر الدستوري. وقال: هذا الكلام غير منطقي وغير موضوعي وغير عقلاني. وكشف الدومة عن عدم تنفيذ مقررات ورشتين, وأضاف الورش أخذت وقت طويلاً جداً للتنفيذ. وأن هذه الورش ليست ذات أهمية أو ضرورة, وليس لديها علاقة بالسلطة التنفيذية, ويمكن تشكيل السلطة التنفيذية وإحالة هذه القضايا إلى المؤتمر التحضيري, ولكن مع ذلك إذا نحن أقرينا بأن لابد من هذه الورش فلماذا لا تكون بشئ من السرعة؟ بدلاً من خمسة أيام للورشة, ويمكن أن تأخذ يومين . ولماذا هنالك فترة بينهم خمسة عشر أوعشرون يوماً، بعد كل ورشة؟ ولماذا لا تكون الفترة يوم واحد فقط، أو ورشتين في وقت واحد, كل ورشة في قاعة مختلفة للاستفادة من الوقت، مؤكداً بأن هذه أشياء تؤكد بأن هنالك تماطل من تحالف قوى الحرية والتغيير المركزي والعناصر المندسة داخل هذا الجسم.