الاستثمار في الأمن الغذائي العربي.. المعوِّقات والحلول
الخرطوم- عوضية سليمان
انعقد بالخرطوم اليوم، منتدى الأمن الغذائي العربي من منظور استثماري في السودان وذلك بحضور ومشاركة نخبة من رجال المال والأعمال, وخبراء سودانيين في المجال الزراعي والاستثماري, إضافة إلى أساتذة جامعة الخرطوم, وممثلي وزارة الزراعة, ووزارة الاستثمار وبحضور سفير خادم الحرمين الشريفين لدى السودان علي بن حسن جعفر, والدكتور تركي فيصل الرشيد، مستشار مركز العلماء للدراسات والاستشارات الزراعية والإدارية بالمملكة العربية السعودية. بجانب عدد من السفراء العرب المعتمدين بالسودان, المنتدى شهد نقاشات واسعة, وخرج بتوصيات لمعالجة الاختلافات الفنية, وتهيئة البيئة المثالية التي تمكن السودان من لعب دور محوري في فرص تحقيق الأمن الغذائي.
إجراءات مطلوبة
ولفت مستشار مركز العلماء للدراسات والاستشارات الزراعية والإدارية بالمملكة العربية السعودية, الدكتور تركي فيصل الرشيد, في ورقته تحت عنوان الأمن الغذائي العربي من منظور استثماري في السودان, إلى تأثر الدول العربية بقضية الأمن الغذائي, مشيراً إلى رفع شعار الغذاء للفقراء, وتساءل من الذي يتحكِّم في 20% من الأمن الغذائي؟ وقال: الأمور الآن غير جيِّدة. مشيراً إلى قرار البنك الأفريقي تخصيص 30 % لإطعام الفقراء. بيد أنه أكد أن تلك الجهود (راحت حبر على ورق) بسبب الفساد. ولفت إلى أن تداعيات الحرب الأوكرانية تسببت في نقص حاد في غذاء الفقراء, أكد أن (700) مليون نسمة، يعانون من نقص الغذاء. مشيراً لوجود 65 % من الأراضي الصالحة لزراعة في أفريقيا. وقال رغم أن الإنتاج الزراعي تضاعف إلا أن نسبة الفقراء زادت.
وكشف عن وجود 4 شركات عالمية أمريكية تتحكم في 70 % من تجارة الحقوق, قال هي الأعلى في الخراب. وأكد أن القطاع الزراعي في السودان جيِّد لخصوبة التربة, ووفرة المساحات. وبالمقابل أشار لوجود تشديد وتقييد الإجراءات, مبيِّناً أن السودان يعاني في التعامل النقدي, وذكر بأن من يفرط في أمنه الغذائي يفرط في استقلال قراره, ولفت إلى أن الأمن الغذائي واقع مهم. وهنالك دول عربية تأثرت بالحرب الروسية الأوكرانية وأصبحت تستورد القمح بنسبة 10 % من صادرات القمح العالمية, وبتكلفة 3 مليارات دولار. مؤكداً بأن مقولة الأمن الغذائي يعني الأمن القومي للدولة, ودعا إلى إتاحة قانون الاستثمار بالسودان للمستثمرين من الدول العربية للحصول على أرض واسعة. مشيراً إلى أن السودان انضم إلى منظمة التجارة العالمية وهي خطوة لجلب الاستثمار المحلي.
سد الجوع
وفي ذات السياق قال سفير المملكة علي بن حسن جعفر: إن الوطن العربي يعاني من عدم التوازن, وقال: هنالك مساحات كبيرة وموارد يمكنها أن تساعد على تحقيق الأمن الغذائي, وتساءل السفير (لماذا نجوع وفي فترة بسيطة السودان كان يستورد تقاوى البطاطس بمبلغ 60 مليون دولار، سنوياً وأن رجل الأعمال الراجي جاء بمختبر صغير واستطاع تحسين البذور ووفر ميزانية للدولة). وأضاف أن المملكة العربية كانت تصدر القمح في عام 1994. ولكن أكد وجود عوامل مالية تحد من إنتاج الغذاء, لذلك لابد من تبسيط الأمر, وحل قضية الكهرباء في المشاريع بالطاقة الشمسية. وقال رغم أن الدولة العربية حباها الله بنعم كثيرة غير أن المشكلة في الإرادة . وطالب الدول العربية سد حاجتها من الغذاء حتى لا تجوع. وكشف بأن 60 % من القمح السوداني منحة من خادم الحرمين، ولكنه قال: عندما جئنا بالقمح واجهتنا صعوبات كبيرة لم يتم حلها إلا عبر استشارات دبلوماسية.
إرشاد واهتمام
وفي ذات الاتجاه أكد ممثل القطاع الخاص رجل الأعمال وجدي ميرغني، أن السودان يلعب دوراً كبيراً في سد الفجوة الغذائية, في ظل الاستقرار وعدم وجود المشاكل والمعوقات. ونوَّه إلى أن الوضع الزراعي في السودان يعاني كما يعاني الوضع المحلي. وأكد أن المساحات المزروعة وصلت 605 مروي و905 مطري, مبيِّناً أن صغار المزارعين ليس لديهم التمويل الكافي وذلك ما يؤدي إلى ضعف الميزانية.
عدم استقرار
وفي السياق نفسه قال خبير اقتصادي: إن تضارب المصالح قد يؤدي إلى تجفيف الأمن الغذائي في السوق العالمي وأن الدول العربية تقع ضحية الأمن الغذائي لأنها لم تقدَّر المخاطر. مبيِّناً أن المستثمر العربي هل يدرك بأنه هو جزء من تحقيق الأمن الغذائي في السوق الاستثمار؟ مؤكداً بأن الاستثمار في السودان يمر بكل المعوقات وأن وزارة الاستشمار تبذل جهداً في جلب الاستثمار مع عدم الاستقرار السياسي والاقتصادي.
الفقر والجوع
الخبير الزراعي وممثل وزارة الزراعي د. علي عبد العزيز، قال: لابد من الحفاظ على البيئة والموازنة الإقليمية, مؤكداً بأن هنالك عدة أوجه في تحقيق الأمن الغذائي, يترتب عليه عوامل سياسية تساهم في الأمن والاستقرار. مؤكداً أن التنمية المستدامة تحد من الجوع والفقر.