الدعم السريع.. ثبات على المبادئ وسند للثورة المجيدة
دقلو نزع فتيل الأزمة الملتهبة
الدعم السريع.. ثبات على المبادئ وسند للثورة المجيدة
تقرير- نجدة بشارة
لأول مرة ومنذ انقلاب النظام البائد، والتفاف الدعم السريع تجاه قضايا ثورة ديسمبر، ودعم الشارع حتى سقط الرئيس المعزول في 11 أبريل 2019م. هذه المرة الأولى التي يخرج فيها نائب قائد قوات الدعم السريع الفريق عبد الرحيم دقلو، الهواء الساخن.. ويتحدث بوضوح عن خط الدعم السريع، قال: (عندنا رسالة لإخواننا في السلطة، سلموا السلطة للشعب بدون لف ولا دوران، ومن اليوم فصاعداً لن نسمح بقتل الشباب المتظاهرين).
ولعل عبارات دقلو وجدت
القبول والاستحسان وانتشرت بسرعة كبيرة على وسائل التواصل الاجتماعي، والسوشال ميديا، فيما تباينت ردود الفعل تجاه تصريحات دقلو.. وبين تساؤلات هنا وهناك ماذا يجري في الخفاء؟ لماذا وكيف؟ وما هي؟ أسئلة كثيرة لم تجب عنها تصريحات الفريق عبد الرحيم المقتضبة.
ما وراء الحدث
وبالعودة إلى الوراء نجد أن الأيام القليلة الماضية، جرت فيها مياه كثيرة تحت الجسر، بعد تصريحات نائب رئيس المجلس السيادي الفريق محمد حمدان دقلو “حميدتي” المؤيدة والداعمة للاتفاق الإطاري، إلى حين الوصول إلى غاياته بتشكيل الحكومة المدنية وهو الشيء الذي آثار حفيظة بعض قيادات الجيش.
قول ياسر العطا : “لا توجد دولة محترمة تملك جيشين”، ومن ثم صرَّح رئيس مجلس السيادة بضرورة دمج الدعم السريع في الجيش..وسرت موجة من تبادل التصريحات بين الجانبين .
وأوضح دقلو: (الفي صدورنا كثير والصامتين به كبير، ولكن ما دايرين نبقى سبب، فلان عملها مادايرين نبقى فيها سبب أبداً.. لكن لن نتزحزح ولن نرجع من المبادئ الأساسية التي تجمع الشعب السوداني وتنصف الشعب السوداني وتطلع خيراته ليستفيد منها).
ومضى في القول: (من الليلة وصاعداً بعد موت الشهيد ربنا يرحمه، لن نسمح بأي قتل للشباب المتظاهرين ولن نسمح بأي اعتقال للسياسيين).
مواقف ثابتة
وفي إشارة لتصريحات قيادات الجيش حول الدعم السريع، قال دقلو تناقلت وسائل الإعلام عدة مواضيع (تصريحات) خلال الأيام الماضية ترمي لتشويه صورة الدعم السريع وتحطيم معنويات القوة وإجبارها على الخروج عن طورها.
مردفاً “السبب في ذلك أنكم تسيرون على الدرب الصحيح في حماية الوطن والمواطنين العزل”.
وأشار إلى أن قيادة الدعم السريع تقف مع الشعب ولها مواقف تاريخية منها ما حدث قبل 11 أبريل 2019 ولها كذلك موقف جليل مع الشعب السوداني بعد انقلاب 25 أكتوبر، وموقف داعم للاتفاق الإطاري.
وكان قائد الدعم السريع محمد حمدان “حميدتي” قال في خطاب للشعب السوداني الأسبوع الماضي: إن انقلاب 25 أكتوبر 2021 كان خطأ ولم يصل لمبتغاه.
وتابع عبد الرحيم دقلو: “لن نتغيَّر أبداً عن مواقفنا ولن نتراجع عنها. نحن مع الجيش الواحد نحن مع الإصلاح. وهذا عهد قطعناه للشعب السوداني ولن نتراجع عنه”.
وأضاف: “هذا ديدننا الذي ارتدينا الكاكي من أجله، وصدرنا لن يضيِّق”، وقطع بأن هذه الحملات لن تؤثر على القوات، بل تزيدها قوة وصلابة.
وسخر دقلو من محاولات البعض التكسب من خلال استعطاف الجماهير، مشيراً إلى أن رغبة الشعب السوداني، لا يمكن اصطناعها بين يوم وليلة.
واستبعد قائد ثاني قوات الدّعم السريع عبد الرحيم دقلو، الأحد، وقوع اشتباكات بين قواتهم والجيش السوداني، وجدَّد تمسَّكهم بالاتفاق “الإطاري”
ردود فعل
ورصدت (الصيحة) ردود فعل بين الناشطين والمتابعين على السوشال ميديا، قال الناشط عبد الله الزين في قروب لدعم الاتفاق الإطاري أحبابنا في الإطاري نائب رئيس المجلس السيادي الفريق محمد حمدان دقلو، الرجل فيهو خير و(الإسلام يجب ما قبله) ونحن صدورنا عاريه وأنتوا شايفين ما يحاك من مؤامرات الفلول وكتائب الظل التي تصطاد فلذات أكبادنا. الرجاء دعم حميدتي والتصدي لدجاج الكيزان الإلكتروني الذي ينفث بالسموم.
وخلونا من التهور والكلمات بتاعة “الجنجويد” ينحل. نفتح صفحة جديدة وإذا نكص لكل حادثة حديث
وعلى صفحة حقوق الإنسان كتب الناشط الحقوقي عبد الرحمن القاسم: إن قائد ثاني قوات الدعم السريع الفريق دقلو نزع فتيل الأزمة الملتهبة ووضع العربة أمام الحصان وترك الملعب والصولجان مفتوح لكل الخيارات وتبنى حماية المتظاهرين السلميين وفي نفس الوقت حماية السياسيين من الاعتقالات توطئة لتهيئة المناخ باستعادة مسار التحوُّل الديموقراطي وإفساح المجال للفاعلين من القوى المدنية الموقعين على الاتفاق الإطاري تشكيل حكومة مدنية ذات مصداقية للخروج من حالة التوهان
الضربة الموجعة
في السياق، كتب الكاتب الصحفي الطيب الزين… في مقال عبد الرحيم والضربة الموجعة.. عبد الرحيم دقلو ألقى بقنبلة من العيار الثقيل على رؤوس الفلول مضمونها ثلاث رسائل قوية:
الرسالة الأولى على الانقلابيين مراجعة مواقفهم لاتخاذ القرار الصحيح، والإسراع بتسليم السلطة للشعب، لأنه صاحب القرار والمصلحة في التغيير الذي شهده السودان بعد ثورة ديسمبر المجيدة.
والرسالة الثانية، مضمونها إنه قد انتهى عهد الصمت ولن نقبل بعد الآن بدور المغفل النافع.
وهذا يعني كما قال نائب قائد قوات الدعم السريع الفريق عبد الرحيم دقلو بلغة واضحة إن قوات الدعم السريع (لن تقف مكتوفة الأيدي) وهي ترى الثوار يتعرَّضون للقتل.
والرسالة الثالثة: رفض قاطع لاعتقال السياسيين، لأن الأمة التي تعتقل سياسيها هي في الواقع تعتقل عقولها.
قال إن الرسائل حملت تحوُّلاً كبيراً في المشهد السياسي والعسكري والأمني (لصالح الثورة والثوار).
قطع الطريق
وقال الأكاديمي والمحلِّل السياسي د. محمد موسى لـ(الصيحة): إن الدعم السريع بعث برسائل تفيد أن حميدتي داعم بكل قوه الاتفاق الإطاري، وهذا ربما تعارض مع موقف البرهان والذي أحسب أنه يخطط لإفشال العملية السياسية.
وأضاف أرى أن عبدالرحيم دقلو، قطع الطريق أمام القيادات من الجيش التي تسعى لإطالة أمد سلطتها.. عبر تصريحات بلغة حاسمة ورسائل تحذيرية محاطة بثقة في النفس والفعل
هذا قول لا يخرج للآن من المؤسسة العسكرية التي لا زال يتحكم فيها البرهان وزمرته اختلفنا في الرأي والتحليل الدعم السريع هو من يوصل الثورة لأهدافها المنشودة وليرسي بالثورة لأهدافها.. ولحقن دماء الشباب من قبل ماتسمى كتائب الظل شئنا أم أبينا هذا هو السبيل لاسترداد دم الشهداء ومحاسبة القتلى والمجرمين.