عبد الله مسار يكتب: الصدقة الجارية
عبد الله مسار يكتب: الصدقة الجارية
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله تعالى عنه: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قَالَ: (إِذَا مَاتَ ابنُ آدم انْقَطَعَ عَنْهُ عَمَلُهُ إِلَّا مِنْ ثَلَاثٍ: صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، أو عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ). رَوَاهُ مُسْلِمٌ.
وقيل ذات يوم اشترى رجل تركي ثري اسمه (خير الدين كشتيحي أفندي) اثنين كيلو من العنب أيام العصر العثماني، وقال لخادمه أحمله للبيت واعطه لزوجتي، وذهب هو إلى عمله وعاد مساءً إلى بيته، وبعد أن أخذ قسطاً من الراحة، طلب شيئاً من العنب ليأكله، فقالت له زوجته لقد أكلناه ولم يتبقَ منه شئ.. فقام وخرج من البيت وزوجته تنادي عليه وهو لا يستجيب لها، ذهب لأحد سماسرة الأراضي، وقال له أريد أفضل قطعة أرض عندك وفي موقع ممتاز، واشتراها، وذهب إلى مقاول وأراه الأرض، قائلاً أريد أن تبني لي مسجداً والآن تبدأ أمامي بالعمل، وفي الحال أحضر المقاول العمال وبدأوا في البناء، ورجع إلى بيته فسألته زوجته أين كنت؟ قال الآن أموت وأنا مرتاح البال، لأنكم لم تتذكّروني بحبة عنب وأنا حيٌّ بينكم، فكيف تتذكّروني بالصدقة بعد موتي؟!
الآن، عُمر المسجد أربعمائة عام، وهذا المسجد صدقة جارية لهذا الرجل الذي اتخذ من حبة العنب درساً وعبرةً،
وهذا المسجد في إسطنبول
يتسع لعدد 200 مصلٍ، واسمه
(Sankl uzim yedim)
ومعناها (كأني أكلت العنب).
أخي المسلم، اعمل لنفسك لا لغيرك، فلا تعتمد على أحد لفعل الخير نيابةً عنك، سينساك الجميع.
أخي المسلم، رمضان على الأبواب، أسرع بالصدقة قد تجدها وترفع أكف ميزانك، وتنوِّر قبرك، وتجعلك من أصحاب اليمين.
نسأل الله تعالى أن يعيننا جميعاً لفعل الخير، هذه مجرد تذكرة، نفعني الله وإياكم بها.
من أقوالهم:
فلا تصحب أخا الجهل وإياك وإياه
فكم من جاهل أردى حليما حين آخاه
يقاس المرء بالمرء إذا ما هو ماشاه
كحذو النعل بالنعل إذا ما النعل حاذاه
وللقلب على القلب دليل حين يلقاه
وللشئ من الشئ مقاييس وأشباه
إنها قيم.