عبد الله مسار يكتب: حكومة فولكر قبل رمضان

عبد الله مسار يكتب: حكومة فولكر قبل رمضان

السيد فولكر رئيس البعثة الأممية أحد أعضاء الآلية الثلاثية التي تضم الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي والإيقاد، التي تشرف على تدابير الفترة الانتقالية، كوساطة، وهو صاحب الصوت الأعلى في هذه الآلية رغم أن أصحاب الحق في الوساطة هم الاتحاد الأفريقي والإيقاد لأنهم أصحاب الدار ومنظمات إقليمية والأقرب إلى السودان.

ولكن فولكر يتحدّث بالصوت العالي دون غيره، ويعتقد أنه بريمير العراق في السودان، ويعتقد أنه حاكم السودان بعد أن أطلق له البرهان رئيس مجلس السيادة  العنان أن يتدخّل في كل شيء يخص السودان وأهله، وحتى ما جعلته الحرية والتغيير المركزي، ظَانّاً أنه الحاكم المطلق اليد واللسان، وأعتقد أنه ملك السودان، ولذلك يتحدّث في كل شيء وصرّح أن تكوين الحكومة وإعلانها سيكون قبل رمضان.

وهنا أسأل السيد فولكر، ماذا أعددت للحكومة التي تعلن قبل رمضان، هل توصّل أهل السودان إلى اتفاق على هذه الحكومة، وهل ضمنت أغلبية أهل السودان لصالح هذه الحكومة، وهل أوقفت المظاهرات التي تُطالب بإلغاء الإطاري، هل أقنعت القوى السياسية والمجتمعية بقبول هذه الحكومة، هل توصّلت لإجماع وطني عريض يسمح لهذه الحكومة أن ترى النور وتكون فاعلة وتحل مشاكل السودان وتؤدي إلى دولة مستقرة، هل أنت يا سيد فولكر نجحت في جمع أغلبية السودانيين لتأييد هذه الحكومة التي تبشر بها قبل رمضان وتصدع بها في الإعلام والعلن وتتحدّث ملء فِيك بقُرب قيام الحكومة؟!

واضحٌ يا سيد فولكر أنّك لا تعرف شيئاً عن أهل السودان وأنت ترى فقط بعيون الحرية والتغيير المركزي، الذين تبقوا في العملية السياسية التي تسميها عملية سياسية، كم الذين تبقوا معك في مشروعك الإطاري الذي تقول إنه يقود إلى الاتفاق النهائي؟!

السيد فولكر أين أهل السودان من هذا المشروع الإطاري والنهائي الذي اخترت له أقلية ليحكم أغلبية، ومن أنت يا سيد فولكر لتعزل أغلبية أهل السودان من حكم بلادهم وفي وطنهم؟ أنت ممكن تخيف البرهان وحميدتي وتلفق لهما جرائم ضد الإنسانية وتذهب بهما إلى لاهاي، وماذا أنت فاعلٌ بنا شعب السودان، هل سوف تضربونا بالكيماوي؟! وهل تعلم أن الشرعية الثورية بعد أربع سنوات انتفت وهذه دورة حكم كاملة في أي حكم ديمقراطي، وإن الثوار صاروا شعوباً وقبائل، بعضهم في الشارع الآن مازالوا رافعين شعارات الثورة، وإن الذين تتعامل معهم الآن لم يعودوا لقيادة الثوار ولا الثورة، وإن الشارع الآن صار مِلكاً لآخرين، وهل تعلم أنّ الذين تود أن تُعيِّن منهم حكومتك المزعومة لا يستطيعون مخاطبة ندوة في أيِّ موقع في الخرطوم، وإنهم فقدوا حتى الحارات الثلاث والشوارع الأربعة!!

السيد فولكر، أنت تصنع في حكومة ليس لها سندٌ شعبيٌّ ولا حاضنةٌ، لأنّهم شيكٌ كاشفٌ بدون رصيد شعبي أو جماهيري أو ثوري، ولذلك أنت تحاول أن تحكم السودان بأفراد باسم الثورة والثورة ذهبت إلى حالها.

السيد فولكر، لم تعد الحرية والتغيير المركزي هي ذاتها، ولم يعد لها أثرٌ في أرض السودان ولا في شوارع الخرطوم ولا في الولايات ولا في ريف السودان، ولذلك أنت في وادٍ والشعب السوداني في وادٍ!! إذن، حكومتك المزعومة مَن تحكم؟!

راجع حساباتك، قالوا إنك راجل حساب، وانظر كم قاعدة حكومتك المزعومة، أين الأحزاب السياسية وأين القوى المجتمعية وأين حركات الكفاح المسلح وأين الطرق الصوفية وأين الإدارة الأهلية، وانظر.. وانظر وأين أهل السودان؟!

أعلم يا سيد فولكر، أن الشعب السوداني غادر المربع الذي أنت فيه، ولو داير تعرف الحقيقة أطلب من أحبابك الذين وقّعوا على الاتفاق الإطاري هؤلاء أن يقيموا مظاهرة واحدة في الخرطوم عشان تعرف حجمهم!!

السيد فولكر، نصيحتي لك عشان ما يكون مشروعك الذي أتيت من أجله قد فشل  ويضحك عليك زملاؤك في الأمم المتحدة، افتح الأمر إلى حوار سوداني – سوداني جامع حول مائدة مُستديرة ليصل شعب السوداني إلى تراضٍ وتوافق وطني يقود إلى  مشروع حكم وطني للفترة الانتقالية للوصول إلى دولة مستقرة وحكومة وطنية مرضي عليها، وأعلم أن أغلب أهل السودان قد انتظموا في مخرجات ورشة القاهرة وهي مخرجاتها مفتوحة لكل أهل السودان للانضمام إليها، وكذلك الحذف والإضافة، وأعلم أن الاتفاق الإطاري قد مات وحتى “السري القالو حميدتي مات”!!

إذن، لصالح مشروعك ومشروع الآلية الرباعية أرجع إلى حوار سوداني – سوداني  ليتّفق أهل السُّودان على مشروع إدارة الفترة الانتقالية، ونأخذ لك بعضاً من مشروعك الأجنبي (المال تلته ولا كتلته)!!

وأخشى عليك من المثل (جئنا الخرطوم تغنينا شرطت طواقينا).

تحياتي،،،

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى