مسؤول أممي رفيع: وجود حكومة مدنية جديدة في السودان يحتاج إلى دعم دولي مستدام
الخرطوم- الصيحة
حث المفوض السامي لحقوق الإنسان، فولكر تورك، السلطات في السودان على إصدار “تعليمات واضحة” لقوات الأمن باحترام حقوق الإنسان والمعايير الدولية المتعلقة باستخدام القوة والأسلحة النارية، مشدداً على حق الجميع في التجمع والتظاهر.
وأشار تورك خلال مخاطبته فعالية في مجلس حقوق الإنسان في جنيف إلى مقتل متظاهر في السابعة عشرة من عمره بعد أن أطلق شرطي النار عليه في منطقة شرق النيل في الخرطوم، وقال إن الإجراء الفوري الذي اتخذته السلطات للتحقيق في الحادثة وإلقاء القبض على الشرطي المسؤول، خطوة مهمة.
ونقل تورك عن ما اسماهم مصادر طبية، أن عدد الأشخاص الذين لقوا مصرعهم منذ بدء المظاهرات قبل 16 شهرا إلى 125، يمثل الأطفال تحت 18 عاما نحو 20% منهم.
وقال المفوض السامي إن أكثر من 9 آلاف شخص أصيبوا بجراح، نجم عن الكثير منها آثار دائمة، بسبب الرصاص الحي والعيارات المطاطية وعبوات الغاز المسيل للدموع وغير ذلك من أسلحة أطلقتها قوات الأمن بشكل تعسفي.
وقال تورك إن الإفلات من العقاب ما زال يعد مسألة خطيرة. ورحب بتحقيق بعض التقدم من قبل اللجنة القضائية التي شُكلت للتحقيق في الانتهاكات الخطيرة لحقوق الإنسان وغير ذلك من إجراءات منذ الخامس والعشرين من أكتوبر عام 2021.
وحول دارفور أشار المفوض الأممي إلى آثار التأخر في تطبيق اتفاق جوبا للسلام والخطة الوطنية لحماية المدنيين. وقال إن ملايين النازحين ما زالوا بعيدين عن بيوتهم وأراضيهم منذ عشرين عاما، ولكنهم يتمسكون بالأمل في أنهم سيتمكنون من العودة بأمان يوما ما.
وقال إن التطبيق الكامل للاتفاق والخطة أمر مهم للغاية لأهل دارفور الذين يحتاجون إلى الأمن والالتزام السياسي بحل الأسباب الكامنة للصراع.
وقال تورك إن ذكريات الديكتاتورية في السودان، الممتدة لثلاثين عاما، ما زالت حية في أذهان الناس العازمين على عدم الرجوع إلى الماضي، وأضاف أن الفترات الانتقالية ليست سهلة، ولكنها توفر فرصا هائلة لتحقيق التقدم في جميع المجالات.
وشجع الأطراف السودانية على تنحية المصالح الفردية والمتحيزة والعمل باتجاه مستقبل يحدده الصالح العام. وشدد على أن إعادة بناء الثقة بين السلطات والشعب السوداني، أمر حاسم لمستقبل السودان.
وأنهي تورك خطابه بالتاكيد على أن وجود حكومة جديدة يقودها مدنيون سيحتاج إلى دعم دولي مستدام كي تتمكن من التعامل مع التحديات الهائلة التي تواجهها.
وأعرب عن تضامنه مع شعب السودان ومشاركتهم آمالهم ومطالبهم بشأن التغيير الحقيقي والسلام والديمقراطية والعدالة.