شكراً المجلس العسكري!
يستحق المجلس العسكري الانتقالي وقائده سعادة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان ونائبه ويده اليمنى سعادة الفريق أول محمد حمدان دَقَلُو موسى “حميدتي”، وكل رفاقهم أعضاء المجلس العسكري أن نقول لهم شكراً بلا حدود، شكراً لانحيازكم للشعب واستلام السلطة، شكراً لحرصكم على التعامل مع الأزمات والخدمات بجدية ومسؤولية، شكراً لإقدامكم على التفاوض بقلب مفتوح وحرص لا يخفى من أجل تسليم كافة السلطات التنفيذية لحكومة مدنية .
“الفي البر عوّام”، وكثيرون لا يُدركون كم كانت الأشهر الأربعة الماضية صعبة وشاقة ومُنهكة على المجلس العسكري الانتقالي، كان عليه الاضطلاع بمهمة تأمين البلاد من النشاط الاستخباري الأجنبي الهدّام لسفارات ومنظمات وواجهات هجمت على البلاد بحثاً عن “ما خفّ وزنه وغلا ثمنه” من الوثائق والملفات، ومثلما لتلك الجهات جواسيس يلبسون لباس الخيِّرين والحريصين ! فإن لها عملاء من بني جلدتنا يُرتِّبون لهم المداخل ويُجهِّزون لهم المطلوبات.
تصدى المجلس العسكري الانتقالي بشجاعة ونجاعة لمهمة تأمين الخدمات الأساسية للمواطن وعلى رأسها الخُبز والدواء والكهرباء والماء والوقود، مصاعب كبيرة برزت، ونقص حاد حدث، لكن الجهود لم تنقطع في سبيل توفير الحد الأدنى في ظل فراغ تنفيذي قاتل، ولو لا فضل الله، ثم جهود المجلس العسكري ومبادرات قيادته لكانت معاناة الناس خلال الفترة الماضية أضعافاً مضاعفة خاصة مع انتشار روح الفوضى والتفلت وعدم احترام القانون.
كان حرص المجلس العسكري على التفاوض الجاد مع “قحت” واضحاً وملموساً، وحتى بعد حدوث بعض الخروقات والتجاوزات، ظل المجلس العسكري على ذات الدرجة من الحرص على تسليم السلطة للمدنيين، برغم بروز آراء عدة حول “المدنيين” ومَن هم؟ ولماذا هؤلاء وليس أولئك؟ وطبيعة المهام الانتقالية، والعلاقة بين السيادي والتنفيذي، وها هو الأمر ينتهي إلى تسليم كامل السلطة إلى “قحت” لتتحمل المسؤولية خلال الفترة الإنتقالية.
مجالات ومساحات عديدة اجتهد المجلس العسكري في التحرك فيها لأجل ما يحقق المصالح الوطنية، العلاقات الخارجية بما فيها من مطبات وتعقيدات، النشاط المجتمعي بكل ضروبه ومراكز الثقل فيه، الملفات الاقتصادية وبخاصة الزراعة من حيث توفير مدخلاتها وضبط التعامل معها، قضايا التأمين الداخلي للمواطنين وممتلكاتهم واليقظة والانتباه التام لمخططات وأنشطة من يرغبون ويعملون على إشاعة أجواء الفوضى والاضطراب الأمني بالبلاد .
شكرًا أعضاء المجلس العسكري وأنتم تتصدون للمصاعب بصدق ومتانة وثبات، شكراً لكم وأنتم تسلمون الأمانة لقوى الحرية والتغيير، شكراً لمبادراتكم وبصماتكم وجهدكم وصدقكم، والشكر موصول للاتحاد الإفريقي ولكل الدول الصديقة الذين شاركونا الفرحة بالأمس، ونرجو أن تنتهي احتفالاتنا فوراً وندخل إلى المرحلة الجديدة، مرحلة الأحلام والبشريات التي ننتظر تحقيقها.. معاناة الناس كبيرة ومريرة ولا تستحمل المزيد من “الجرجرة” والتطويل.
أدام الله أفراح الوطن .
الرقم 0912392489 مخصص لاستقبال رسائلكم