محيي الدين شجر يكتب: لولا موقف حميدتي لكان ابن عوف رئيسا للمجلس العسكري ؟
2مارس 2023م
استغربت جداً من تصريحات قيادات القوات المسلحة الأخيرة حول ضرورة دمج قوات الدعم السريع بالقوات المسلحة وتكرارها من كل من قائد الجيش البرهان رئيس مجلس السيادة ومن عضوي مجلس السيادة كباشي وياسر العطا وكأنهم اتفقوا على ذات التصريح.
ومبعث استغرابي أنهم جميعاً كانوا من المُوقِّعين على الوثيقة الدستورية عام 2019 ولم يعترضوا على وضع الدعم السريع بناءً على بنودها، وطوال الفترة الماضية لم يتحدّثوا عن ضرورة دمج الدعم السريع في القوات المسلحة.. لأنهم يعرفون أن الدعم السريع جُزءٌ من الجيش.. مِمّا يعني أن هنالك تبايناً في وجهات النظر بينهم كقيادات للجيش وبين قائد الدعم السريع محمد حمدان دقلو حميدتي، وأرادوا بحديثهم المُتكرِّر عن دمج قواته في الجيش إضعافه وتهديده.
والتبايُن الذي يعرفه القاصي والداني أنّ حميدتي يقف إلى جانب الاتفاق الإطاري وينشد التحوُّل المدني وحكومة مدنية، بينما تُعارض قيادات الجيش ذات الاتفاق وتُريده وفق رؤيتها هي.. هذا كل ما في الأمر.
في خطاب حمدوك الأخير والذي ودّع فيه الشعب السوداني وأعلن استقالته من الحكومة، قال بالحرف الواحد إذا كان الأمر ما بين الانتقال وعدم الانتقال فإنه يختار الانتقال والتحوُّل المدني.
كلامه واضح وصريح وغير الواضح أن توقع باليمين وترفض بالشمال.
حميدتي بعد تلك التصريحات المُوجّهة المُبطّنة خرج على الشعب السوداني ليؤكد له أنه لا يعارض دمج قواته في الجيش، وليؤكد أن قانون الدعم السريع ينص على أنها جزء من الجيش.. وكأنما أراد أن يقول فلماذا تلك التصريحات إذن..؟
لقد وقّع السيد البرهان وفي القصر الرئاسي على الاتفاق الإطاري ورفع يده مهللاً بالتوقيع.
وقبل التوقيع في الخامس من ديسمبر 2022م، طلب المكون العسكري الاطّلاع على الاتفاق الإطاري وأجرى فيه عدة جراحات قبل التوقيع عليه على الملأ.
ذاكرة الشعب لن تنسى كيف ناصر حميدتي الثورة ورفض الانصياع لتوجيهات وصلته بفضّ الاعتصام.
يذكرون له أنه كان السبب الأساسي في بلوغ السيد البرهان للمنصب الحالي حينما رفض تولي ابنعوف لرئاسة المجلس العسكري، وصرح بذلك لتتم الاستجابة لمطلبه ويبعد ابنعوف ويتربّع السيد البرهان في القيادة.. ولهذا فإنّ أي تُباعد بين الرجلين لن يكون في صالح الوطن.
ليعرف الناس أنّ المُتربِّصين بالاتفاق الإطاري هم أعضاء النظام البائد، لأنّهم لا يريدون حكومة مدنية ولا تفكيكاً، يُريدون وضعاً غير مستقرٍ يُمهِّد لهم الفوز بالانتخابات.. لأنّ الاتفاق الإطاري سبب الخلاف سيأتي بحكومة مدنية وسلسلة من الإجراءات التي ستضعف أنصار المؤتمر الوطني.
يجب أن يُفكِّر الرجلان ملياً فيما سيحدث مستقبلاً.
وإن نسى المؤتمر الوطني كل المرارات من أعضائه، فإنه لن ينسى أن البرهان هو من انقلب على البشير.
أما الحركات المسلحة التي ترفض الإطاري، فإنها لا تنظر إلى مصلحة البلاد، بل إلى مصلحتها الشخصية.
أنا اندهش لماذا هم مُتّفقون مع فلول النظام البائد، مع إنهم كانوا يُحاربونه..؟
مصلحة الوطن في توافق البرهان ونائبه.