عبد العزيز المبارك.. “يا عسل رايق مصفى”
أكثر الفنانين وسامة:
الفنان الراحل عبد العزيز المبارك.. كان من أكثر الفنانين وسامةً.. حيث اتسمت غنائيته بالوسامة الدافقة.. كما أن مظهره كفنان كان يمشي على ذات خطى العميد أحمد المصطفى من حيث الاهتمام بالمظهر والجوهر.. حقق عبد العزيز المبارك وجوداً لافتاً في فترات ما واعتلى القمة الفنية وكان فنان الحفلات الأول بأغنياته ذات الإيقاع الخفيف.. تربع على القمة الفنية ردحاً من الزمان وكان ذكياً في اختياراته الفنية حيث اتسمت بالدقة والقدرة الفائقة في اختيار ما يناسب صوته.. لذلك تحرك في مساحة واسعة من الحب داخلياً وخارجياً وحقق شهرة كبيرة جعلت منه نجماً جماهيرياً صاحب قاعدة ضخمة نافس بها كبار المطربين وقتها.
نجومية باهرة:
الراحل عبد العزيز المبارك رغم نجوميته الباهرة ولكن ظلت سيرته الذاتية غائبة وبالكاد يعرف الناس عنه القليل.. وفي هذه المساحة نتوقف عند بعض ملامح حياته.. ولد عبد العزيز في عام 1951 في حي العشير بمدينة ود مدني بولاية الجزيرة في وسط السودان وفيها ترعرع وأصبح معلماً في بدايته.
مدينة العليفون:
ووالده هو المبارك حامد الحبر الذي ترجع جذوره إلى مدينة العيلفون القريبة من العاصمة الخرطوم كما يقول الموثق عثمان الجزولي، وكان يعمل في التجارة بمدينة المناقل. ووالدته هي الحاجة آمنة بنت القطيرة. تزوج عبد العزيز أولاً من مها عبد القادر عثمان وانفصلا ليتزوج ثانية بالمحامية منى خضر وله بنتان توأم هما منية وأمل.
مراحل تعليمه:
تلقى المبارك تعليمه في المراحل كلها من المرحلة الأولية وحتى الثانوية في مسقط رأسه بمدينة ود مدني. والتحق لاحقاً بعد عدة سنوات بمعهد الموسيقى والمسرح (جامعة السودان حالياً)، حيث درس ولمدة ثلاث سنوات مادتي الصوت والبيانو. وكانت بدايات عمله المهني بوزارة الثقافة والإعلام في ود مدني قبل أن يهاجر للعمل إلى مدينة جدة بالمملكة العربية السعودية لمدة عشر سنوات.
تلحين الأناشيد:
أبدى عبد العزيز اهتماما بالموسيقى وفن الغناء منذ سنوات صباه بالمدرسة، فقد اشتهر آنذاك بتلحين الأناشيد المدرسية وكان يطلب منه الغناء أثناء مناسبات الأفراح التي كانت تقام في الحي الذي يقطنه. وتعلم عبد العزيز العزف على آلة العود على يد الفنان علي السقيد الذي كان صديقه وزميل دراسته. وبدأ نشاطه الفني بتقليد فنانين كبار منهم عثمان حسين وعبد الكريم الكابلي ومحمد وردي والطيب عبد الله وثنائي العاصمة وعبد العزيز محمد داؤود وزيدان إبراهيم. وكان كذلك كثير الاستماع إلى المدائح النبوية والأناشيد الدينية، حيث كان والده من شيوخ الطائفية الختمية.
تطوير موهبته:
وبتشجيع من أصدقائه وأقاربه سافر إلى الخرطوم لتطوير موهبته الغنائية وتقديم نفسه إلى الإذاعة السودانية للجنة النصوص بالإذاعة السودانية في أم درمان بأغنية «ليه يا قلبي ليه» التي لاقت فيما بعد رواجاً، إلا أن اللجنة لم تجز كلمات الأغنية مع اقتناعها بجمال صوته ونجح عبد العزيز في المحاولة الثانية في اجتياز اختبار لجنة النصوص التي كانت تضم في عضويتها الموسيقار برعي محمد دفع الله وعلاء الدين حمزة وإبراهيم الصلحي، حيث قدم أغنية للفنان التاج مكي. وتم اعتماده مطربا وملحناً بالإذاعة السودانية في أم درمان في أغسطس / آب 1974.
الاحتفاء به:
ولاقى عبد العزيز في بدايات مشواره تعاوناً من بعض الفنانين الذين سبقوه في الساحة الفنية السودانية، فقدم له الفنان الطيب عبد الله أغنية «طريق الشوق» كهدية وهي من كلماته وألحانه، كما أهداه ثنائي العاصمة أغنية «ليه يا قلبي ليه» من كلمات الدكتور علي شبيكة وألحان السني الضوي.
منوعات غنائية:
قدم عبد العزيز السواد الأعظم من أغانيه باللهجة العربية السودانية ولكنه تغنى أيضاً بقصائد عربية فصحى منها قصيدة «لا تدعني» للأمير عبد الله الفيصل والتي وضع ألحانها الموسيقار بشير عباس وقصيدة الموسيقى العمياء. ويمتاز صوت عبد العزيز المبارك بالعمق ويصنف علمياً ضمن فصيلة الأصوات البشرية الحادة التي تعرف بالتينور. وتسيطر على أغانيه إيقاعات الطرب الراقصة.
جولات فنية:
اشتهر عبد العزيز المبارك بجولاته وحفلاته الغنائية ومشاركاته في المهرجانات الموسيقية على اختلاف أنواعها خارج السودان خاصة في القارة الأوروبية، وكانت أول رحلة فنية له خارج السودان إلى رومانيا عام 1976، وبعدها توالت الرحلات فقام بإحياء حفلات في انجلترا وإيطاليا وفرنسا و ألمانيا وهولندا. وأجريت معه وسائل الإعلام في تلك البلدان مقابلات فنية أدى فيها نماذج من أغنياته مثل هيئة الإذاعة البريطانية القسم الإنجليزي، في لندن الذي بث أغنية «أحلى عيون بنريدها».. وتوفي بتاريخ 09 /02 / 2020م عن عمر يناهز الـ69 عاماً.