الغالي شقيفات يكتب : مهرجان عرب تشاد الأوروبي
1 مارس 2023م
نظم أبناء تشاد بأوروبا، المهرجان الثقافي العربي الأول بباريس وسط حضور كثيف وتنظيم رائع نال إعجاب المتابعين من بعد والحاضرين في القاعة الفخيمة، وقُدِّمت في هذا المهرجان أغان تراثية وشعبية، وتحدث فيه الدكتور علي فاضل قديركي مُشيداً بأهمية المهرجان ونجاحه، كما أشاد المشاركون بدور رئيس المهرجان الشيخ ادريس عثمان جامع واللجنة المنظمة للمهرجان وأصحاب الفكرة.
وللحقيقة والتاريخ، هذا عمل رائع واختراق كبير وفخر لكل مواطن عربي ومسلم، وكمواطن سوداني أعجبتني الفكرة وتابعتها جيداً، والتراث الثقافي التشادي ليس بعيداً عن الثقافة السودانية وكلنا نفهم عربي كما هم يفهمون السوداني، وهذا المهرجان رسخ للهوية الثقافية والمجتمعية للمواطن التشادي في أوروبا، والكل يحمل علم الدولة التشادية ليس كما هو في السودان ودارفور بوجه أخص يحملون أعلام الحركات والأحزاب!!
ومهرجان عرب تشاد في أوروبا عزّز هويتهم الوطنية والثقافية، وأرسل رسالة عميقة للمجتمع الأوروبي والسفراء وقادة المنظمات المشاركين من الدول الأخرى، وأرسل المفهوم الحقيقي لثقافة البادية العربية والزي الوطني مركزية وطنية ميّزتهم عن غيرهم، ومثل هذه المهرجانات تلعب دوراً أساسياً في تعزيز الوعي الثقافي، وقد شاهدت فقرة مهمة عُرضت من تشاد للممثلين القديرين أبو الياقوتة وأبو عبد الرحمن وهم مجموعة مهمة تحتاج الدعم والرعاية ولهم متابعون كثر في السودان، وهذا حراك غير مسبوق وجدير بأن ترعاه الدولة التشادية لأنه يعكس هوية تشاد ويخلق الإبداع ويغذي الساحة بالأفكار الجديدة، ونأمل أن تستمر مثل هذه المهرجانات في أوروبا وغيرها، وكنت قد تحدثت من قبل مع الممثل والدرامي التشادي أبو الياقوتة وقلت له إن عملكم الدرامي والثقافي أحياناً يساهم في السلم والأمن بالسودان ويعزز ثقافة السلام والحوار الفكري الراقي، وقال إنه يستمع للفن السوداني ويحفظون أغاني غسان والفنان إبراهيم إدريس. وكلهم يلعبون أم ردس. وأيضاً للسيد منير الأمين عباس مجهودات كبيرة في المهرجان له التحية، وما لفت نظري في المعرض المصاحب للمهرجان الودع والبخسة والسعن والكاس والعمرة والمشلابة والزاوية (المحفظة) وكذلك الموروار (المسواط) وسياط العنج والعقال والرسن وأشياء كأنك في بوادي الأبّالة بشمال دارفور، فشعوب أفريقيا متداخلة والثقافة متقاربة جداً.
الجالية التشادية بأمريكا
وصل إلى أمريكا وفد ثقافي تشادي يضم عدداً من الفانين والدراميين أبرزهم الممثل الكوميدي الشهير الحاج توا ونظمت لهم جاليتهم يوماً ثقافياً بولاية نيوجرسي بشرق الولايات المتحدة وقدموا عروضاً، ويرأس الجالية السيد أحمد قوني ويتولى أمانتها العامة السيد أدمو، ومعروف أن الشعب التشادي يحب الفن السوداني ومولع بالثقافة السودانية، ودائماً ما تحدثني السيدة نفيسة حسن عن التداخل الثقافي والاجتماعي بين السودان وتشاد وهي مثقفة ثقافة عالية نالت دراستها فوق الجامعية بجامعة داكار ومرجع في جغرافيا أفريقيا الفرانكفونية.