الخرطوم: نضال حسن
اعتبر الخبير الاقتصادي، د. محمد الناير، في منتدى حول اغلاق الطرق القومية وتأثيرها على الاقتصاد الوطني اليوم بمركز نبض السودان ان المعابر الحدودية والطرق القومية مع دول الجوار لا سيما مع مصر مهمة للغاية ، مشيراً إلى أن الإغلاق يؤثر على الموازنة العامة التي تعتمد على الإيرادات وخاصة في المعابر والمؤاني، واوضح أن الإغلاق يؤدي لندرة في السلع المستوردة ويقلل من حركة النقل وقطاعه وحذَّر من أن السوق العالمي لا يحتمل التقلبات والتأخير في وصول سلع المنتج.
وقال أن آخر إحصائية للبنك المركزي السوداني للتسع أشهر الأولى في العام 2020م شكلت الصادرات 3.7 مليارات دولار، والواردات 7.2 مليارات جنيه، و بلغ العجز 3.5 مليارات دولار، وأضاف أن إغلاق الطرق يفقد الدولة 1.9 مليار دولار، و 12 مليار دولار، في العام في حال الإغلاق التام للطرق للقومية،
وقال الناير إنه مع التسليم بمطالب المواطنين المشروعة في تحقيق التنمية والتوازن والعدالة، لكن التعبير بإغلاق الطرق أضراره وخيمة على الاقتصاد القومي، مطالباً الدولة بالالتفات لحل قضايا المواطنين والتوجه إلى الحكم اللامركزي لتحقيق العدالة والتخلص من سيطرة المركز بأسس سليمة ومدروسة مع منح صلاحيات أكبر للولايات في الحكم وتنمية الموارد.
من جانبه طالب الخبير الاقتصادي د.عبد العزيز الزبير باشا بالفصل بين العمل السياسي والاقتصادي واستخدام الإغلاق لتحقيق مطلب سياسي على حساب الدولة والمواطن ولابد من التعبير بوسائل أخرى، مضيفاً أن الإغلاق يؤدي إلى فقدان السيطرة على المركز التجاري للدولة ويقود لعدم الاستقرار الاقتصادي ما يؤدي لتسارع الفوضى.
وأكد الزبير أن أي جهة سياسية تدعو للإغلاق تضر بالدولة وطالب بمعالجة قانونية حيال ذلك لأنه يؤثر على الأمن القومي ودعا لحوار سوداني سوداني لحل المشاكل بشفافية.
وحذَّر رئيس تحالف منظمات المجتمع المدني، د. حمدان عثمان، من تدخلات مصرية لفتح شريان الشمال حال لم تتدخل الحكومة السودانية، وقال: إن مصر لا تتلاعب في الطرق وممكن أن تتدخل في أي لحظة، وأعتبر حمدان، تأمين طرق السودان القومية يعتبر شرطاً أساسيًا لاستدامة اقتصاد معافى،و أضاف أن طرق في دارفور فقدت في فترات سابقة أهميتها لعدم وجود الأمن و النهب المسلح، وأشار إلى أن الاهتمام بالمواطن يقود لأمن الطرق.
وأشار حمدان إلى أن طريق الشمال يمثل شرط بقاء لمصر ولن تتوانى في حمايته بكافة السبل فهو محور حياة لها و يمكن أن تتدخل بأي شكل لتأمين الطريق الذي تعتمد عليه في تجارتها الخارجية، وقال حمدان: إن تتريس الطرق والمؤاني رفع أجر الحاوية من 3 آلاف دولار،إلى 16 ألف دولار، وإلى انسحاب شركات شحن عالمية كبرى بسبب الإغلاق وعدم الاستقرار وانعكس ذلك على أسعار السلع وكساد تجاري، وقلل من إيراد الدولة وقاد للتفكير للبحث عن موانئ بديلة مثل العين السخنة في مصر وطالب بعدم السماح للأجانب بالشراء المباشر من المنتجين بالعملة الوطنية.