عرض- أم بلة النور
يعد غسيل الكلى هو العلاج الوحيد لمرضى الفشل الكلوي، لصعوبة وارتفاع تكلفة زراعة الكلى، إلا أنه ومنذ سنوات ظل مرضى الفشل الكلوي يجدون صعوبات كبيرة أثناء تلقي العلاج، رغم انتشار مراكز الغسيل والتي تفوق (36) مركزاً، بحسب وزارة الصحة، غير أن هناك ثمة إشكالات تواجه تلك المراكز وتجعلها غير قادرة على القيام بدورها العلاجي للمرضى .
قصة مؤلمة
ذهب النذير ومعه عمر وطارق وعبد الله جميعهم إلى مركز غسيل للكلى كالمعتاد بمنطقة بحري لتلقي جلسات الغسيل الأسبوعية، إلا أنهم تفاجأوا بإضراب عن العمل، وكان النذير في أعلى درجات الألم هو من معه من المرضى الذين لا يستطيعون العودة لمنازلهم في حالة عدم الخضوع للعلاج، مما جعلهم يضطرون لدفع مبالغ مالية لإحدى الممرضات لكسر الإضراب رأفة بهم، ليصل محمد النذير منهكاً نتيجة الانتظار الطويل وبذل مجهود لإقناع الممرضة لكسر الإضراب.
إشكالات متعدَّدة
كل المراكز تعاني من توقف الماكينات وعدم صيانتها بصورة دورية حتى تصل مرحلة التوقف التام، لتقف الوزارة عاجزة أمام تأهليلها وإعادة تشغيلها مرة أخرى ذلك بحسب حديث أحد العاملين بمركز مستشفى أمبدة الأنموذجي والذي يعاني من انقطاع التيار الكهربائي ونقص الوقود لتشغيل المولدات الكهربائية، فضلاً توقف موتورات رفع المياه بصورة مستمرة تجعل معظم المراكز غير قادرة على تقديم الخدمة للمرضى .
انعدام الميزانيات
ويعد ضعف الميزانيات التحدي الأكبر الذي يواجه المراكز كافة، وقال أحد العاملين بمركز غسيل بحري من وجود مشكلة في نظام الماكينات التي تتعطل بين الحين والآخر، ما أدى إلى تقليص ساعات الغسيل للمرضى من أربع ساعات إلى أقل من ساعتين، لعدم وجود ميزانية كافية لأعمال الصيانة.
إضراب العاملين
كل تلك الإشكالات وتدهور بيئة المراكز وضعف رواتب العاملين أدى إلى دخول العاملين بمراكز غسيل الكلى في إضراب عن العمل، ليضعو بذلك المريض تحت خط الموت الحتمي، حيث لا يستطيع المريض مواصلة حياته دون أن يخضع لغسيل مرتين في الأسبوع على أقل تقدير، وعبَّر عدد من العاملين عن بالغ أسفهم لما وصل بهم الأمر لمرحلة الإضراب، وأكدوا لـ(الصيحة) عدم صرف رواتبهم لأكثر من شهرين، فضلاً عن ضعفها وعدم وجود وظائف ثابتة لعدد كبير من العاملين، وقالوا إنهم تقدَّموا بعدد من المذكرات لوزارة الصحة والمركز القومي لغسيل الكلى دون أن تكون هناك أي نوع من الاستجابة .
معينات طبية
وفي تصريحات صحافية قال رئيس لجنة مراكز غسل الكلى بولاية الخرطوم، سليم محمد عبد الله، إن “توقف المراكز نتاج طبيعي لتقاعس الجهات المختصة في توفير المعينات الطبية اللازمة لعمليات الاستصفاء الكلوي للمرضى، ما قادهم إلى مواجهة معاناة كبيرة وتقلصت جلسات الغسل لعدد كبير منهم”.
أرقام فلكية
ويوجد في السودان نحو 12 ألفاً و 500 مريض، بالفشل الكلوي أغلبهم بولاية الخرطوم، حسب آخر إحصاءات صادرة عن المركز القومي لأمراض وجراحة الكلى، وهو مركز يتبع لوزارة الصحة السودانية.
» وأوضح سليم رئيس اللجنة التي أنشأها العاملون لـ”العربي الجديد”، أن توقف بعض المراكز بدأ منذ الأربعاء الماضي، فيما عاد بعضها للعمل، واستمر توقف أخرى، ولا تقدِّم المتوقفة سوى خدمات الطوارئ، مبيناً أن الجهات الحكومية المختصة لم تستمع حتى اللحظة لشكاوى المراكز والعاملين فيها.
تحسين الخدمات
» وأشار إلى أن رواتب العاملين لم تصرف مدة شهرين، كما أن الغالبية العظمى منهم بدون وظائف ثابتة ولا يحصلون على إجازات سنوية، مؤكداً أن لجنتهم تسعى في المقام الأول لتحسين الخدمات الصحية التي يتمتع بها المرضى بما في ذلك تثبيت مجانية تركيب القساطر لهم .
التزام جزئي
وفي جولة ميدانية لمدير عام إدارة الطب العلاجي بوزارة الصخة الاتحادية د. محمد إبراهيم، لمستسفى أمبدة ومركز غسيل الكلى، أكد التزام وزارة الصحة الاتحادية بصرف (٥٠%) من استحقاقات العاملين بتلك المراكز، وزارة الصحة ولاية الخرطوم -أيضاً- دعمت بما يعادل (٥٠%) أي مايعادل ٦٠ مليوناً.
وقال إبراهيم: إن عدد المراكز الموجودة بالولاية بلغ (٣٦) مركز كلي، وحث العاملين على العوده المباشرة للعمل.