أمس السبت الخامس والعشرين من شهر فبراير، مثلما هو الحال في هذا اليوم من كل عام، إحتفل الشعب الكويتي بالفخر والإعزاز ومعهم شعوب المنطقة، بالعيد الوطني لبلادهم، وإستذكروا كيف صنع أجداهم الاستقلال، عندما وقع الأمير الراحل الشيخ عبدالله السالم الصباح، صبيحة 19 يونيو عام 1961، على وثيقة انتهاء معاهدة الحماية البريطانية مع المندوب السامي البريطاني في الخليج العربي السير جورج ميدلتن، نيابة عن الحكومة البريطانية، لتصبح الكويت دولة بلاحماية إلا من أهلها.. دولة حرة مستقة، وفي عقود انطلقت الدولة الوليدة مستندة على إرث وتاريخ تليد، لتأخذ مكانها وسط الدول المتطوِّرة والمتقدِّمة باضطراد.
وتتزامن الذكرى الـ 62 لليوم الوطني الكويتي هذا العام مع الاحتفال بالذكرى الـ 32 لتحريرها من الغزو العراقي، وبهذا يعيش الكويتيون أبهج أيامهم ولا شك، وقد تزيَّنت -حسبما أوردت وسائل الإعلام المحلية- بعلم الوطن وتوشحت بصور سمو الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح، أمير دولة الكويت، وسمو الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، ولي العهد، تعبيراً عن الوفاء لقيادتهم الحكيمة.
ودرج الكويتيون منذ العام 1963م، بالاحتفال باستقلال بلادهم في يوم 25 فبراير، بدلاً عن 19 يونيو (يوم توقيع وثيقة انتهاء معاهدة الحماية) ليكون الاحتفال بمناسبتين، عيد الاستقلال وتاريخ جلوس الأمير عبد الله السالم الصباح، بعد أن عقدت له المبايعة بالإجماع من أعضاء السلطتين والتشريعية.
تاريخ ناصع البياض
ويعلِّمنا التاريخ بأن الكويت، حظيت منذ تأسيسها في شبه الجزيرة العربية، بحكمها الذاتي تحت حكم الشيخ عبدالرحيم آل الصباح، في عام 1756م، حيث شغل منصب أول شيخ في تاريخ البلاد، وبقي الأبناء من سلالته يحكمون الكويت إلى يومنا هذا، ووقعت البلاد تحت الحماية البريطانية في عام 1897م إلى أن نالت استقلالها بانتهاء الحماية البريطانية في التاسع عشر من شهر يونيو، من عام 1961.
تنمية متصاعدة
ومنذ العام 63، ظلت البلاد تشهد إنجازات ونمواً مضطرداً على المجالات والأصعد كافة ، أبرزها في مجال التعليم كونه الركيزة الأساسية للتنمية الشاملة وبناء القدرات البشرية، فالتعليم مُتوفر ومجاني للمرحلة الثانوية، وللطلاب من ذوي الاحتياج في الكويت منذ عام 1960م، وحققت البلاد مستوًى متقدماً من التنمية البشرية، حيث احتلت المرتبة الثانية في الاشتراكات الخلوية والمحمولة والمرتبة الممتازة في مجال تغطية الهواتف المحمولة.
علاقات متوازنة
ومنذ استقلالها، تسعى دولة الكويت إلى انتهاج سياسة خارجية متوازنة ومنفتحة على العالم، وحرصت على مدى تاريخها على إقامة علاقات متينة مع الدول العربية ومع جيرانها من الدول وعلى دعم جهود المجتمع الدولي نحو إقرار السلم والأمن الدوليين والالتزام بالشرعية الدولية في إطار الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي ومنظمة دول عدم الانحياز.
روح وثَّابة
وبمناسبة ذكرى الاستقلال، نتذكر كلمات الشيخ عبدالله السالم في 19 يونيو، عام 1962، يوم أقيم أول احتفال بالمناسبة حين قال: (إن الكويت تستقبل الذكرى الأولى لعيدها الوطني بقلوب ملؤها البهجة والحبور، بما حقق الله لشعبها من عزة وكرامة ونفوس كلها عزيمة ومضي في السير قدماً في بناء هذا الوطن، والعمل بروح وثَّابة بما يحقق لأبنائه الرفعة والرفاهية والعدالة الاجتماعية لجميع المواطنين)، ومن ذاك التاريخ وحتى اليوم، حقق الشعب الكويتى الكثير مما كان يرنو إليه من تنمية بشرية ورخاء اقتصادي، ومع كل عام جديد تبذل قيادة البلاد جهوداً كبيرة للاستمرار في التنمية والإعمار والازدهار.
مع السودان علاقة متجذِّرة
اليوم يحتفل مع شعب الكويت أشقائهم في البلدان العربية والإسلامي، وأصدقائهم في العديد من عواصم العالم، وفي السودان يشارك المواطنون أشقاءهم بدولة الكويت أفراحهم واحتفالاتهم بالذكرى 62 للاستقلال، وقد وزع سعادة سفير دولة الكويت في الخرطوم السفير الدكتور فهد مشاري الظفيري، رقاع الدعوة لطيف واسع من المجتمع السوداني للاحتفال باليوم الوطني وعيد تسنم الأمير عبد الله السالم الصباح، مقاليد الحكم في البلاد بعد مبايعة من قبل أعضاء السلطتين والتشريعية، ولعقود ظلت العلاقات السودانية – الكويتية علاقة أخوة وتعاون وتناصر، ولا تتعكر إلا تعود إلى عمقها وتجذُّرها، وظل السودان حريصاً على تمتين علاقته مع الكويت، وممتناً لوقفتها معه، وللشعب الكويتي مكانة في قلوب أهل السودان، مثل غيرهم من أشقائهم في دول الخليج على وجه التحديد، ففي كل الملمات يلقى إخوانه الكويتيين، فقد تمت صياغة الرابطة الأخوية القوية بين السودان والكويت على مدى عقود، خلالها عبَّر الشعب السوداني في أكثر من مناسبة عن تطلعه لتكون العلاقات الاقتصادية والثقافية والسياسية والأمنية والشعبية مع الكويت أكثر تجذُّراً وأمتن ربطاً، التحية للكويت شعباً وقيادة بعيد الاستقلال والأمنيات الطيبات بمزيد من الترقي والريادة.