*وحجاج بيت الله الحرام كانوا يَستعدون لرمي الجمرات في ثاني أيام التّشريق، كانت هُنَا في العَاصمة السُّودانية “الخرطوم” الشوارع تبحث عن كبشٍ ليس بالضرورة أن يكون أقرنَ لمُمارسة سنة الأضحى للكثير من الأُســــر.
*دُون سَابق إنذار أصبحت شَوَارع الخرطوم التي عُرِفَت بتحوُّلها إلى “زَرائب” أثناء أيّام ذي الحجة من كل عامٍ أصبحت خَالية من الضَأن في سَابقةٍ لم تحدث في الوَقت القَريب.
*ولأوّل مرّة كذلك، نشهد الآليات تحفر مصارف المياه في ليلة العيد لتصريف المياه الكثيرة التي خلّفتها أمطار الجمعة وهو يوم التروية لحجّاج بيت الله.
*رُبّما هذا العَام هو الذي سَيشهد تَحوُّلاً كبيراً في السُّودان عقب ثورة ديسمبر التي أزَاحَت نَظَام الإنقاذ بعد ثلاثين عَامَاً من الحُكم.
*فهذا العَام شَهِدنَا فيه العَديد من الأشياء التي لم يَتَعوّد المُواطِن عليها في سَابق السَّنوات، وأقربها العام المُنصرم حينما هَطَلَت الأمطار بكثافةٍ في الخامس من ذي الحجة وظلّت الشوارع كما حالها دُون أيِّ تَحَرُّكات لفتح مصارف أو شَطف مياه راكدة.
*وفي العام السابق أيضاً كانت شوارع الخرطوم تمتلئ بالضأن الحَمري والبلدي لِمَن أرَادَ أن يُضحِّي، ولكن في هذا العام انقطاع طريق “أم درمان – بارا” جعل هناك نُدرةً في الأضاحي الداخلة الى الخرطوم، وهذا الطريق نرجو أن نشهد نتائج حَقِيقيّة للجان التّحقيق التي بَدَأت عمله فيه وهو آخر الطُرق التي افتتحها الرئيس السابق عمر البشير.
*حَسَنَاً.. اليوم سيكون تاريخياً لأهل السُّودان بالتوقيع على الوثيقة الدستورية ليعقبها اختيار رئيسٍ للوزراء وبعده حكومة تنفيذية انتقالية تقود السُّودان إلى المُستقبل الذي نُريد.
*بعد توقيع الوثيقة اليوم، سيكون بالإمكان الاستفادة من كل خبرات أبناء السُّودان ومن الدول الصديقة التي تُريد أن تكون هذه البلاد في نعمةٍ ورخاءٍ.
*والأهم من كل ذلك نرجو عقب التّوقيع على هذه الوثيقة والتي تُؤكِّد الوصول إلى اتّفاقٍ شَاملٍ بين أبناء السُّودان على شكل الحُكم في الفترة الانتقالية وبعدها الانتخابات الحُرّة، الأهم هو رفع اسم السُّودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب.
*أهل السودان عانوا كثيراً خلال السنوات الماضية بَدءاً من العُقُوبات الاقتصادية، ثُمّ عقب إدراج اسمه في قائمة الدول الراعية للإرهاب، والمُقاطعة الدولية التي جعلت الاقتصاد السوداني بمعزلٍ عَن بقية الدول مِمّا جَعَلَ الجنيه السُّوداني يَهبط لأدنى الدّرجات مُقابل الدولار، وهذا أسهم في غَلاء الأسعار مع ثُبُوت في الرواتب.
*في السنوات الماضية، حُرِمَ الشّعب السُّوداني من الاستمتاع بخيراته، وآن الأوان لأنّ يتمتّع بهذه الخيرات عَقِبَ التَّحوُّل الذي يَحدث في حكم السُّودان في الفترة الانتقالية ومَا بَعدها من فترات حُكم.
*حفل توقيع اليوم يُعتبر بداية مَرحلة جَديدة في تاريخ السُّودان، نسأل الله تعالى أن تكون مرحلة خير وبركة على أبناء هذا الشعب الذي “طُحِنَ” في السنوات الماضية.
*نرجو أن نشهد نتائج ملموسة تدريجياً في المرحلة المُقبلة بالأسواق، والبنى التحتية، وفي شكل الحكم وتَحقيق العدالة الاجتماعية التي يترقّبها الجميع.
*نعلم أنّ التغيير للأفضل لن يكون في يومٍ ولا اثنين ولا حتى عامٍ، ولكن مُؤكّد أنّه سيكون هناك فَرقٌ في الحياة عامّة، خَاصّةً في حال وجد الاقتصاد دعماً مُجزياً من المُؤسّسات الدولية والأصدقاء الذين يَعلمون خيرات السُّودان وموارده الكثيرة.