مهمة خاصة من عروس الرمال.. تفاصيل ما حدث.. هؤلاء وراء مجزرة الأبيض
متظاهرون يقتحمون مبنى البنك وتدميره ونهب الأجهزة وحرق ماكينتي صراف آلي
جهة تابعة لتجمع المهنيين تضرب معلمات مدرسة الأبيض لإخراج الطالبات للمشاركة في المظاهرات
توقيف 7 من أفراد الدعم السريع بعد فصلهم من الخدمة
الأبيض: منى أبو العزائم
والبلاد تستعد للاحتفال بتوقيع الوثيقه الدستورية ووداع أيام مرة من الأحزان بعد أن قدمت أرتالاً من الشهداء .. وهناك تشرق تباشير عهد من العدالة والمساواة والحرية تعهد بها المجلس العسكري في مفاوضات متلاحقة مع قوى الحرية والتغيير مع الوسيط الأفريقي والوسيط الأثيوبي.. في حضور هذا الزخم من الحراك السياسي والاجتماعي الذي يحمل البشرياتن ولكن إذا به تتكرر الأخطاء وأيضاً تتربص الدوائر وتتكرر الأخطاء بخروج المواطنين إلى الشارع بسبب أزمات الخبز والوقود..
وقبل أن تتم إجراءات التسليم والتسلم بين الوالي السابق لولاية شمال كردفان والوالي الجديد الفريق الطيب الصادق ..أمر طبيعي خروج مسيرات سلمية للتنديد بالأزمة.. ولكن..!!
استغل البعض هذه التظاهرات للتحريض وفرض خروج طلبة المدارس عن طريق تهديد مديري ومديرات بعض المدارس الثانوية لتمرير أجندة. وانحرف بعض من خرجوا عن المسيرة السلمية لإضفاء طابع التخريب .. وقذف الحجارة على قوات تأمين البنك الفرنسي.. مما أدى إلى إطلاق النار وسقوط قتلى من الأطفال طلاب المدارس والمواطنين وسقوط عدد كبير من الجرحى..
عمت الأبيض حالة من الصدمة والحزن.. وفوراً تحركت اللجنة الأمنية العليا للولاية للتحقيق حول الأحداث.
وسارعت أيضاً اللجنة الأمنيه بالمجلس العسكري بالحضور للوقوف على سير التحقيق وتقديم الدعم اللوجستي في سير تحقيق لجنة أمن الولاية
فكانت اللجنة الأمنية بقيادة الفريق أول جمال عمر والفريق جمال عبد الحميد مدير الاستخبارات والفريق شرطة الطريفي إدريس المفتش العام ووالي الولاية ومدير شرطة الولاية مقرراً ورئيس النيابة العامة ورئيس الهيىة القانونية بالولاية، وممثل للدعم السريع وجهاز المخابرات العامة.
في يومين أعلنت عبر بيان نتاىج التحقيق..
تم فيها توقيف 7من أفراد الدعم السريع بعد فصلهم من الخدمة..وتوجيه التهم إليهم والشروع في تقديمهم للمحاكمة.. كما تم توقيف اثنين من المعلمين من تجمع المهنيين بتهمة التحريض وما زال البحث جارياً لتوقيف آخرين.
*بيان لجنة الأمن والدفاع بالمجلس العسكري
بيان لجنة الأمن هدّأ من الخواطر والنفوس إذ لا كبير على القانون..
تقرير رسمي:
مقتطفات من البيان الصادر من لجنة الأمن والدفاع بالمجلس العسكري حول مجزرة الأبيض.
1/ قوة حراسة الدعم السريع أمام البنك السوداني الفرنسي هي من أطلقت النار في أحداث الأبيض. وتم التحفظ عليهم وتسليمهم للنيابة وعددهم سبعة أفراد .
2/ الجهة التي أخرجت الطلاب من المدارس بالقوة جهة طلابية معروفة بتحريض من لجنة المعلمين التابعة لتجمع المهنيين جاري اتخاذ الإجراءات القانونية ضدها.
3/ قامت جهة تابعة لتجمع المهنيين بضرب معلمات مدرسة الأبيض الثانوية بنات والضغط عليهن لإخراج الطالبات للمشاركة في المظاهرات، جاري التعرف عليهم لملاحقتهم قضائياً.
4/ قامت مجموعة من المتظاهرين باقتحام مبنى بنك الخرطوم فرع الأبيض وقامت بتدمير وإتلاف الأثاث ونهب بعض الأجهزة والمعدات وحرق اثنين ماكينة صراف آلي تابعة للبنك وعدد من المستندات.
29 يوليو 2019 م يوم الزيارة:
بيان لجنة الأمن هدأ الخواطر والنفوس إذ أكد أنه لا كبير على القانون..
زارت الصيحة أسر الشهداء لتقديم واجب العزاء كما زارت المصابين والجرحى للوقوف على حالتهم الصحية والاطمئنان عليهم..
*مستشفي الابيض:
الزيارة كانت لمستشفى الأبيض، وكان في استقبالنا الدكتور طلال المدير الطبي للمستشفى .. وذكر أن بعضاً من الجرحى تم علاجهم وخرجوا من المستشفى وما تبقى 20 مصاباً موزعين بين المستشفيات.
زرنا الطالبة عرفة وعمرها 16عاماً واثنين من الطلاب تتراوح أعمارهم ما بين 16 و18عاماً ومواطنين والحالات مستقرة.
المصابون بالمستشفى كانوا في حالة نفسية عالية.. تلقوا اهتماماً طبياً واهتماماً مجتمعياً كبيراً
*القلعة حي السوق:
أول زيارة كانت إلى حي القلعة جنوب، حيث يوجد منزل أسرة الشهيد محمد سليمان المتواضع وبالإيجار.. الشهيد يعمل بالسوق أعمال حرة، قتل أثناء عمله بإطلاق نار.
أبناؤه وأهله يفوضون أمرهم إلى الله.. وأكدوا أنهم عندما اعتذروا عن زياره المسؤولين لم يكن لاحتجاجهم لما حدث لأبنهم فهذا قضاء الله وقدره.. ولكن كانت المشاعر متأججة والنفوس محتقنة بالغضب .. فمنعاً للحرج وحتى إذا تعرضوا لاحتجاج لا يفهم أننا نرفض حضورهم.. وهم لا يملكون إلا الرضا بما قدر الله .. تحدثت زوجته الأستاذة فتحية المعلمة بمرحلة الأساس
*زوجة الشهيد تحكي:
حكت عن ذلك اليوم 29 يوليو فقد سمع كل من بالمدرسة التي تعمل بها بأخبار المظاهرات فسارعت بإخراج تلميذات الصفوف الصغيرة إلى بيوتهن القريبة فوراً.. ثم بعد ذلك تم صرف تلميذات الصفوف الكبرى.. سألتها تصرفك كان حكيماً هل أنت المديرة ردت ولا الوكيلة إنما واجبي كأم ومربية حتم على هذا القرار.. وهو قرار أجزم بأن كل معلم مربٍّ كان سيتخذه تجاه أبنائه وبناته التلميذات.
وواصلت تحكي إنها بالمدرسة لم تكن تعلم أن زوجها قد قتل في تلك اللحظات إلا بعد أن جاءها الخبر بأنه مصاب بالمستشفى .. وأصبحت لا تعي ولا تفهم.. آزرها جيرانها وزميلاتها.. وتلقت بالمستشفى الخبر الفاجعة.. صارت تسأل هل حقنا سيضيع هدرا من المسؤول الذي يسأل؟؟
*شهيد المسؤولية:
تحركنا الى حي شيكان حيث منزل الشهيد الطالب بالثانوي الفاتح محمد سلمان .. الذي يعمل والده بشركة أبرسي وهو بكر والديه عمره 16ربيعاً وهو عائد من المدرسه البعيدة عن منزله يحمل خبز أهل بيته داخل الشنطة المعلقة بظهرة أصيب برصاصة غادرة.. قال لنا عمه المهندس الشفيع فريحة كان مسؤولاً جداً يقوم بكل واجبات بيتهم فوالده محمد سلمان رجل كادح يتغيب عن المنزل لطبيعه عمله وكان يقوم بكل احتياجات بيتهم وإخوته.. وقال إلى اليوم الثاني وجدنا الخبز داخل الشنطة ناشفاً.
وجدنا والديه في قمة الحزن والدته صامتة والمنزل المتواضع مكتظ بالأهل والقادمين من أنحاء شمال كردفان والسودان.. والجيران حاضرون وكل أبناء الأبيض… الجميع مسلم بأمر الله وقضائه.. وقد خفف عنهم بيان اللجنة الأمنيه الذي أكد جدية الجهات الأمنية في ضبط المسؤولين عن الأحداث.
*شهيد العلم
ثم إلى منزل الشهيد بدر الدين الطالب بالأكاديمية الطبية.. أمام المنزل وتحت شجرة كان يجلس شقيقه وبعض الرجال من المعزين. وتتصدر صورته بوستر كبير على الحاىط. وهو شاب ثلاثيني من أبناء مدينة زالنجي يعمل بالمستشفى قسم الأطفال مساعد حكيم يقيم بمنزل شقيقه بحي شيكان.. معروف عنه التهذيب والخلق القويم.. تحدثت زوجة شقيقه وجاراته عن أخلاقه واحترامه للكبير والصغير .. بعد الدراسة يعمل في طبلية بالسوق حيث أصابته الرصاصة الغادرة.. تحدث عنه خاله بشير الطالب بجامعة زالنجي قال إنهم رغم الفاجعة فقد خفف وقوف أهل الأبيض ومواساتهم لهم الكثير.. حضر والده من زالنجي وبقيت أمه هناك تتلقى العزاء وتدعو له بالجنة.. وندعوا لها بالصبر الجميل
*الأبيض..حي الشريف:
الشهيد غسان بحي الشريف، وهو طالب ثانوي وجدنا كل الأسرة قد ذهبت لتلقي العزاء بمنطقة أهله وقبيلته.. التقينا بأبناء عمومته وهم طلبة أيضا بالثانوي.. ذكر أحدهم للأستاذ عماد مضوي بأنه كان هناك مندسون بين المتظاهرين يحملون مسدسات.. ولم يعرفوهم..فقد تمددت الأبيض أحياء ومربعات وجاءت إليها مجموعات سكانية للعمل فالمدينة مدينه تجارية من الدرجة الاولى.. وهذا واضح من أسواقها ومتاجرها ومبانيها التي تحكي عن حراك تجاري لأحد أعرق مدن السودان تمدناً وحضارة.
بقية الشهداء لم نتمكن من الذهاب إليهم لأداء واجب العزاء فقد انتقلت أسرهم إلى أماكن تواجد أهلهم الكثيف خارج الأبيض.
*أجواء ممطرة بالخير
والأبيض تستقبل خريفاً يحمل الخريف والسلام .. ينداح هذا الشعور ليعطر أجواء المكان برائحة الدعاش والسلام..
الولاية نشطة تعمل على قدم وساق للوصول للحقاىق.. مع كفالة مناخ العدالة للمتهمين بتقديمهم للمحاكمة بعد إجراء التحقيق معهم.. وتتحدث الأبيض بأنه في خلال أسبوعين سيغلق ملف القضية التي قضت منام عروس الرمال .. والتي شاء لها الله ان تمهر بدماء أبنائها الطريق إلى دولة الحرية والعدالة والمساواة.