محمد البحاري يكتب: هلاوي.. شاعر السهل الممتنع
عبد الوهاب هلاوي شاعر السهل الممتنع إن جاز لي التعبير وفوق ذلك كله صاحب المفردة الرقيقة وصاحب الأسلوب المختلف ونجده في كل أغنياته لم يمارس القسوة مع المحبوبة وكان يبحث لها عن الأعذار وكان ذلك واضحاً في رائعته مع الراحل (زيدان ابرهيم) (عشان خاطر)…
(عشان خاطر عيون حلوين بشوف في رموشها ليل ونهار
ولهفة تشيل مشاعرنا تقصر للخطوة المشوار
نجيكم نحن مشتاقين فراشات تسأل النوار
وخضرة قولنا عند اللقيا يا السمحين تجف تحتار
أغلطوا إنتو يا أحباب نجيكم نحن بالأعذار
عشان خائفين تسيبونا وعشان خائفين تعيش في ودار).
فهذا منتهى الأدب والحب والعتاب الرقيق مع المحبوبة، فهو يبحث للمحبوبة عن أسباب الأعذار وفي ذات إبداعاته مع صديقه الراحل (زيدان إبراهيم) (فراش القاش) هذا النص الحواري يدل على الروح الجميلة التي يحملها هلاوي التي وضع لها الألحان الفنان (زيدان إبراهيم)..
(فراش القاش)
(القاش وشمس الصيف
والقيف يعاين القيف
والدمعة في الرملة
ما بتحكي شوقك كيف
باكر بعود القاش
ترجع عيونه حنان
وتطير تداعب الموج
بجناح نسيم ريان
لكني لو زيك لو جاب حبيبي زمان
ما أظن أعود ياَفراش لزول نساني وفات).
وكان أكثر تأدباً مع المحبوبة في رائعته (رسائل) التي تغنى بها الراحل الفنان المبدع (عبد العظيم حركة)
(رسائل)
(قلبي ما بعرف يعادي
مهما يبدأ القسوة قلبك تلقى بالحنية بادي
كل زول يظلمنا ياما نشيل
عذاب ظلمه ابتسامه
لو نفكر بس نلومه نلقى ما سمحة الملامة
قلبي شمعة الريح طفاها
شفت ليك شمعة بتعادي).
أما أغنية (الملام) التي تغنى بها الراحل (مصطفى سيد أحمد) ووضع لها اللمسات اللحنية (يوسف السماني) فهي تجسد بشكل واضح كلما ذهبت إليه في هذا المقال وهي أن (هلاوي) شفيف الدواخل يحمل قلبا كبيرا يستخدم المفردة السهلة والبسيطة في تعابيره الشعرية وهو دائماً يستخدم لغة الحوار الشعري في غالبية قصائده.
(الملام)
لو مني مستني الملام
يا سلام عليك يا سلام
ياحلو دا السكوت مرات كلام
وعدم الملام هو كمان ملام
أنا يا غرامي وصلت بيك في الدنيا لحد الملام
ولقيت ملامي على عينيك
يا سيدي زي الما ملام
والوردة لو فاتا الفراش ما أظن تلومه مع الندى
وما بتجرح إحساسه الجميل والريدة يا حنين كدا.